قال بأن كل المبادرات التي تطرح هنا أو هناك ﻻ تلامس جوهر الأزمة اليمنية..قاسم عسكر: حل قضية الجنوب أو حرب مستمرة..
التقاه/ صدام الدعوسي

لا يرى الأمين العام لـ"المجلس الأعلى للحراك الجنوبي" - السفير قاسم عسكر - مستقبلاً لأي تسوية تتجاهل قضية الجنوب. بالنسبة إليه تسوية من هذا النوع لن تفلح إلا في إعادة توليد الأزمات وإطالة الحروب. من هنا يدعو "عسكر" في حوار مع "العربي" إلى "حل عادل ومنصف لقضية شعب الجنوب وفق إرادته المعبر عنها في الساحات وجبهات القتال".

وعن ما أراده الحراك الجنوبي إيصاله في الـ30 من نوفمبر من خلال سلسلة فعاليات في محافظات مختلفة قال:" الاحتفاﻻت التي عمت كل محافظات ومناطق الجنوب من لحج وباب المندب إلى المهرة وحتى سقطرى دليل ملموس على ما تشكله هذه المناسبة من أهمية في حياة أبناء الجنوب. كما أظهرت هذه الاحتفاﻻت التلاحم الكفاحي لشعب الجنوب وأواصر العلاقة الأخوية وترابط النسيج الوطني الاجتماعي لهذا الشعب من أقصى شرق الجنوب إلى غربه. وكانت هذه الاحتفاﻻت بمثابة تجسيد حي واضح للتضامن والتآزر والوحدة بين أبناء الشعب في الجنوب. وكل هذه العوامل المجتمعة والطاقات الكامنة والمخزونة والمعنوية العالية لهذا الشعب الأغر يمكن البناء عليها بثقة، كونها حافزاً لمواصلة النضال ﻻستكمال تحرير ما تبقى من أرض الجنوب تحت الاحتلال اليمني لقوات صالح ومليشيا الحوثي، وبناء مؤسسات دولة الجنوب القادمة بالحدود المعترف بها دولياً قبل 22 مايو 1990م".

وعن نظرة الحراك الجنوبي إلى الجهود السياسية والدبلوماسية الجارية لحلحلة الأزمة في اليمن، وأي موقع سيكون للجنوب في التسوية المرتقبة ، يقول عسكر بأن :" كل المبادرات التي تطرح هنا أو هناك ﻻ تلامس جوهر الأزمة اليمنية التي هي عدم حل قضية الشعب في الجنوب، أي أن المبادرات تفصل على مصالح من يعدونها والقائمين عليها. خذ المبادرة الخليجية ، وضعها النظام في صنعاء لحل مشكلة السلطة مقابل حصانات دبلوماسية تحفظ مصالح قوى وأفراد وعائلة النظام، لم تذهب المبادرة إلى جوهر المشكلة الحقيقية التي أوصلت الأوضاع إلى هذا المستوى، وهي قضية شعب الجنوب التي بدأت جذرها منذ حرب وعدوان واحتلال الجنوب صيف عام 1994م من قبل النظام في صنعاء، وليس مشكلة السلطة التي هي من نتائج قضية شعب الجنوب، والحال كذلك مشكلة صعدة والآن مشكلة تعز. وبعد المبادرة الخليجية جاء مؤتمر حوار صنعاء الذي دام أكثر من سنة، وأنتج أوضاعاً جديدة أكثر تعقيداً من الذي قبله. وهكذا مؤتمر الرياض ولقاءات جنيف 1و 2 واجتماعات الكويت والحوارات المباشرة والمخفية" .

إعادة الأمور إلى نصابها وتجاوز حرب مدمرة

وأضاف : " والجهود الثنائية كل ذلك لم يحل أي مشكلة بل يزيد ما قبله ، هذا يعني أن كل المبادرات والجهود تذهب وتهدر خارج المكان المطلوب، وسوف يستمر الحال على هذا النحو إلى أن يتم تصويب الحل المتعلق بحل قضية الشعب في الجنوب. وأريد التأكيد هنا أنه إذا لم تحل قضية الجنوب وفق إرادة الشعب المعبر عنها بأكثر من 17 مليونية في كل ساحات وميادين أرض الجنوب وجبهات القتال، ﻻ يمكن أن تهدأ صنعاء بدون استقرار عدن، و ﻻ يمكن أن يكون أمن واستقرار في المنطقة بدون استقرار الجنوب، بل يمكن القول إن الوضع في المنطقة معرض للخطر ومرشح لحرب إقليمية دولية إذا لم تحل قضية شعب الجنوب بمنحه حريته واستعادة دولته المستقلة ذات السيادة بالحدود المعترف بها دولياً قبل 22 مايو 1990م، وسوف يتعرض الأمن والسلم الدوليان للخطر في هذه المنطقة الحساسة من العالم".

وأضاف بقوله: " إن هناك تعمد واضح لعدم حل معيشة الشعب في الجنوب، وهذا السلوك هو جزء من نهج النظام الذي دمر ونهب وسلب الجنوب والجنوبيين حقوقهم وممتلكاتهم. أﻻ ترى أن جزءاً أساسياً من النظام ما زال هو نفس النظام ونفس القوى التي احتلت ودمرت ونهبت وسلبت شعب الجنوب، منهم مجموعة الأحمر ومنهم قيادة الإصلاح ومنهم القيادات العسكرية التي تحتمي بالشرعية. وأما صالح ومليشياته والحوثي ومليشياته فهم ما زالوا يشنون الحرب والدمار والتخريب والتفجيرات وقتل القيادات كل يوم، وكل شيء شاهد عليهم يومياً وحتى مرتبات المواطنين والعسكريين والأمنيين الذين مع الشرعية والمتقاعدين، (هؤلاء) محرومون من الحصول على حقوقهم البسيطة من خلال التلاعب بالأموال وسرقتها وخلق الأزمات المالية ونهب الأموال والسيطرة على البنوك وأرزاق الناس. إن الحلول القادمة سوف تأتي بشكل صحيح ومنتظم من خلال سيطرة الجنوبيين على كامل المؤسسات والموانئ والمطارات وحقول النفط والغاز وإعادة بناء مؤسسات وأجهزة الدولة على كامل أرض الجنوب بالحدود الدولية السابقة".

وبشأن توقعاته للمرحلة المقبلة سواء في ما يتعلق بالجنوب أو اليمن بشكل عام، قال: بكل وضوح القادم نشاهده أمامنا وهو استمرار الحرب، ومثلما بدأت قضية شعب الجنوب وتم القفز عليها وتجاوزها بل تم التحايل عليها وتغييبها وتغييب الشعب في الجنوب وممثله السياسي الحراك الجنوبي ونتجت عنه مشكلة صعدة، وفيما بعد نتجت عن ذلك حرب إقليمية، والآن حرب طائفية شيعية وسنية، القادم حرب إقليمية دولية، و ﻻ يمكن تجاوز هذه الحرب التي سوف تؤثر على السلم والأمن الدوليين في هذه المنطقة الحيوية من العالم ما لم يحل جوهر الأزمة اليمنية - قضية شعب الجنوب - حلاً عادﻻً ومنصفاً وفق إرادته المعبر عنها في الساحات والميادين وجبهات القتال، وهذا يتم من خلال مبادرة جديدة تتناسق مع التطورات والأحداث لما بعد عاصفة الحزم، وتصب على حل جوهر الأزمة من جذورها ومسبباتها ﻻ من نتائجها وأعراضها".

واختتم حديثه بأن المطلوب إعادة الأمور إلى نصابها وتجاوز حرب مدمرة على أوسع نطاق هو عودة الوضع الذي كان قبل 22 مايو 1990م، حل عودة الدولتين السابقتين بحدودهما المعترف بها دولياً، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، وتبادل المصالح والمنافع بين شعوب ودول المنطقة والعالم، وإيجاد تعاون مشترك بين دول وشعوب المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار لإيجاد تنمية مستدامة.

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني