تتواصل جهود ترميم وجه العاصمة عدن، بعد تعرضها لحرب شرسة شنتها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مارس/إبريل من العام المنصرم، وتسببت هذه الحرب العبثية التي شنتها المليشيات الغازية على الجنوب، بتدمير البنى التحتية لمختلف المؤسسات الحيوية في المناطق المحررة وتدمير مؤسسات عدن بالذات، الأمر الذي جعل وجه المدينة مشوهاً بفعل تلك الضربات الوحشية، وهذا تسبب بتردي الأوضاع في كافة الإتجاهات، وخاصة مجال الصحة، بعد أن كان الأبرياء هم حصاد تلك الحرب المشؤومة.
ولا تزال الجهود مستمرة من قبل دول التحالف العربي، بالتعاون مع السلطات المحلية في عدن، وذلك في محاولة منهم إعادة الوجه المشرق لهذه المدينة وأهلها، وإعادة تطبيع الحياة من جديد، ومعالجة كل آثار تلك الحرب الظالمة على الجنوب.
وكان آخر تلك النشاطات التي تهدف إلى لملمة الجراحات لجرحى المقاومة الذين دافعوا عن أرضهم بكل شيء، هو ما قام به الهلال الأحمر السوداني الشقيق وبدعم وتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، حيث تم بدء "العمليات الجراحية" لجرحى الحرب في العاصمة عدن.
بدء إجراء عمليات جرحى الحرب
ودشنت السلطات المحلية بعدن قبل أمس الأول إجراء أول عملية جراحية للمرضى وجرحى الحرب الموثقين في مكاتب شؤون الشهداء والجرحى والمستفيدين من الدعم الذي يقدمه مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية لجرحى المقاومة.
وقال وكيل محافظة عدن لشؤون الشهداء والجرحى "علوي النوبة" بأنه منذ وصول البعثة الطبية للهلال الأحمر السواداني إلى عدن ومباشرة عملها الإنساني، تم معاينة أكثر من 150 حالة من مرضى و جرحى العيون وأكثر من 220 حالة من العظام من المرضى وكذلك الجرحى الموثقين في مكاتب شؤون الشهداء والجرحى في عموم مديريات العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الأخرى.
وصرح "النوبة" أن هناك بعثات طبية سودانية قادمة خلال الأسابيع القادمة ستشمل عدداً من التخصصات لمعالجة جرحى الحرب بدعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، شاكراً الأشقاء في مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية وبعثة الهلال الأحمر السوداني لكل الجهود التي تبذلها في معالجة أوضاع الجرحى.
توزيع الأجهزة الطبية
إلى ذلك أكّد مدير مركز سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بعدن الأستاذ "صالح الذيباني" - في بيان صحفي - بدء تدشين توزيع المعدات الطبية لمستشفى باصهيب ، ومستشفى عبود ، وخلال الأيام القادمة ستصل كمية من المعدات والمستلزمات الطبية لمستشفى الجمهورية ضمن برنامج الدعم للقطاع الصحي للعاصمة عدن.
وأوضح "الذيباني" أن المركز بالتعاون مع الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الصحة ولجنة الجرحى واللجنة العليا للإغاثة وبالشراكة مع الهلال الأحمر السوداني الذي ينفذ حاليا علاج جرحى الحرب في مستشفى الجمهورية بعدن والذي سيستمر ثلاثة أشهر بدعم من مركز الملك سلمان.
وأشار "الذيباني" أن المركز يولي اهتمامه لتأمين احتياجات الشعب اليمني الشقيق وتوفير الدعم والرعاية من خلال مشاريع تنموية في مختلف المجالات، وكان مركز الملك سلمان قد وقع اتفاقية تم بموجبها معالجة جرحى الحرب اليمنيين داخل عدد من المستشفيات بالعاصمة عدن على نفقة المركز.
الصحة العالمية تعلن تفشي الكوليرا
إلى ذلك أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن وباء الكوليرا تفشى في 15 محافظة يمنية، وتم تسجيل 92 حالة وفاة بسببه.
جاء ذلك في بيان لفرع المنظمة باليمن ، ذكر أيضا أن عدد الحالات المشتبه إصابتها بالوباء بلغت 10 آلاف و 184 حالة.
وكانت آخر الإحصائيات المسجلة تشير إلى أن المرض ما يزال محصوراً في 11 محافظة فقط من أصل 22، أي نصف محافظات البلاد.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن عدد الحالات المصابة المؤكدة مختبرياً بلغ 156 حالة، في 15 محافظة.
وسابقا كانت المنظمة تقول أن حالات الوفيات بالوباء هي 11 فقط، وأن هناك حالات أخرى تلقى حتفها جراء إسهالات حادة، غير أنها اعترفت في بيان اليوم بأن الوفيات المسجلة جراء الكوليرا 92 حالة ، (متضمنة حالات الإسهالات)، رغم أنها لم تتأكد من فحص بكتيريا المرض لدى عدد من الحالات.
الفشل في محاصرة الوباء
وعلى الرغم من فشل المنظمة والجهات الصحية اليمنية في محاصرة الوباء، إلا أن الجهود مازالت مستمرة في توسيع نطاق تدخلات الرصد الوبائي.
ولفتت الصحة العالمية في بيانها، إلى أنها مستمرة في تعزيز القدرات في مجال التشخيص وتوسيع نطاق مراكز علاج الإسهال وتدريب القوى العاملة الوطنية على تعريف الحالات وتدبيرها علاجياً والتخزين المـُسبق للإمدادات الطبية في المناطق عالية الخطورة وتنفيذ حملات للتوعية والتثقيف الصحي للسكان.
ولفتت إلى أنها أرسلت - اليومين الماضيين - شاحنتين محملتين بمعدات طبية وأثاث متكامل لتجهيز أربعة مراكز لمعالجة حالات الإسهال في محافظتي حجة وإب لمواجهة وباء الكوليرا.