يعد مركز المنصورة الجراحي , الواقع أمام ساحة المنصور, من أنشط المراكز في العاصمة عدن , لأهمية ما يقوم به من أعمال طبية مختلفة وكبيرة يقدمها بالمجان على مدار الساعة للحالات الجريحة والمصابة والمحروقة, وذلك بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر , التي تم تأسيسها منذ قرابة عام ونصف , وهي عبارة عن منظمة ولجنة دولية إنسانية إغاثية سويسرية, هدفها مساعدة وإغاثة ضحايا الحروب وذلك عن طريق عملها المباشر حول أنحاء العالم , لها مهمة إنسانية بحتة , حيث شهد المجتمع الدور الإنساني الكبير للمنظمة الذي قدمته أثناء الحرب في العاصمة عدن والمحافظات المجاورة عبر أعضاءها والعاملين معها من استقبال للآلاف من الجرحى , والمخاطرة في تنفيذ مهمات انتشال الجثث أثناء الحرب والتوغل في الوسط الدائر بالمعارك محاولين انتشالها بضرورة عدم بقائها الذي يسبب الأمراض الوبائية المنتشرة . ومن هذا المنطلق الإنساني الذي يقدمه أطباء هذا المركز قمت بزيارة إلى المركز ، و خرجنا بالحصيلة التالية.
عمل دؤوب ومستمر
واستعرض لنا مدير مركز المنصورة الجراحي د/جمال عبد الشكور عمل المركز وأهميته والإنجازات التي حققها بوقت قياسي حيث قال: " إن مركز المنصورة الجراحي المدعوم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد لعب دوراً كبيراً وخاصة من بداية حرب 2015م في خلال خمسة أشهر استقبل وعالج عدد (4011) حالة باردة ، وعدد (1687) حالة طارئة ، وتم عمل أكثر من (53) عملية منها (30) حالة وأكثر كانت من خارج مدينة عدن - وخلال عام 2016م - يقول أنهم استقبلوا عدد( 11680) حالة باردة إضافة إلى( 4297) حالة طارئة ، وعدد( 2913) تمديد . مما بلغ إجمالي الحالات التي استقبلها المركز عدد (20) ألف حالة ".
مؤكدا على أن مركز المنصورة والذي بمبناه الصغير والمكتظ بالسكان تبقى له أهميته وحضوره الخدمي الفعلي الذي لا يستغنى عنه قائلا : " كيف لا؟! وهو الذي يقدم لهم الإسعافات الأولية وكذلك العمليات الجراحية الكبرى وعمليات جراحة العظام , مشيراً بأنه في الآونة الأخيرة بدأ يستقبل الحالات المحروقة ، وهي خدمة طبية لا تستقبلها المستشفيات الأخرى ،كما تحدّث بأنهم يستقبلون الحالات من المحافظات القريبة , كالضالع ,وأبين ,لحج ,وباب المندب".
ومن جهة أخرى التقينا بـ"فاطمة الزهراء" - أخصائية جراحة عامة - والتي تحدثت عن دور الأطباء والجهد الذي قدموه تجاه الجرحى حيث قالت: " إننا قد استقبلنا حالات نوعية بالمركز وبالإمكانات المحدودة ، وأوضحت الزهراء أنهم و في مركز المنصورة الذي وصفته بالمستشفى وذلك لما يقدمه من دور طبي وخدمي كبير ، وأنه وبالإرادة والإخلاص استطاعوا معالجة الكثير من تلك الحالات النوعية وبمشاركة جميع الطاقم الذي عمل ولا زال يعمل على مدار 24 ساعة ,
ومن هذه الحالات الجريح/ مهران سعد ، الذي وصل وهو في حالة غير مستقرة بعد تعرضه لرصاص في الصدر والبطن وقد خضع لعملية جراحية استكشافية وتبين بأن الرصاصة قد مرت في الأمعاء والمرارة والبنكرياس والحجاب الحاجز وقد أجريت له عملية تكللت بالنجاح وتم متابعته إلى أن تماثل للشفاء.
كذلك الجريح /فضل الشعيبي وهو أحد أبناء الجنوب ، الذي تعرض بانفجار لغم أدى إلى إصابته بإصابات بالغة في رجله اليسرى وبعض من جسده ، وقد قام أطباء المركز الجراحي بعمل عملية جراحية كانت بمثابة نجاته من بتر قدمه التي تناثر بعض أجزاءها إلى أشلاء وذلك بعد أن تم رفضه من بقية المستشفيات بدعوى أنه بحاجة إلى بتر ساقه التي شهدوا بأنها لم تعد قابلة للتشافي ".
كما تحدثت لنا أيضا / نهلة افضل - ناظرة تمريض - حيث قالت : " لقد عملنا في هذا المجمع - والذي وصَفَته بالصرح الطبي الإنساني الخدمي - بروح الفريق الواحـد متكامل الأركان ، مشيرة إلى الدور الكبير الذي يقدمونه للجرحى ، وقالت بأنه جزء من خدمتنا لهذا الوطن.."