"الأمناء" في لقاء مع رئيس مكتب الصلح التطوعي بردفان : عملنا عمل طوعي إنساني في حلّ جميع القضايا المدنية والجنائية والشخصية
لقاء/ رائد محمد الغزالي

تم إنشاء مكتب الصلح الشرعي التطوعي، عقب أحداث الحرب الأخيرة 2015م، في مبنى شرطة ردفان وبالجهد الذاتي عبر تبني المحامي "صالح طويح" ومعه زملاء له فكرة إنشائه في ظل استمرار إغلاق المحاكم والمكاتب القضائية أبوابها حتى لحظة إجراء هذا اللقاء وذلك ليساعد في حل العديد من المشاكل التي تكون عالقة حتى لا تتراكم , واعتُبرت جهة احتكم لها ممن لديهم مشاكل.

"الأمناء" أجرت لقاءً مع المحامي صالح طويح رئيس مكتب الصلح الشرعي التطوعي والذي حدثنا عن كثير من الأمور المتعلقة بعمل المكتب والخدمات التي يقدمها لمن هم بحاجة لجهة تحكم وتفصل بينهم.

المحامي صالح عبدالله طويح مواليد 1979م تزوج وأنجب عدداً من الأبناء. وتخرج من معهد القضاء محافظة عدن ونال شهادة البكالوريوس قسم الشريعة والقانون ، يمتلك خبرة كبيرة في مجال المحاماة فلقد عمل أكثر من عشرين عاماً متنقلا في محاكم محافظة لحج..

بداية نشكرك سيادة المحامي على تفرقك معنا لإجراء هذا اللقاء ومناقشة بعض القضايا.

  • وأنا أشكركم على تلمسكم وتتبعكم سير عملنا ، وهذا دليل حرصكم على متابعة أحوال وهموم المواطن على مختلف مستويات الحياة.
  • ماهي طبيعة عملكم في مكتب الصلح التطوعي؟
  •  طبعاً عملنا في مكتب الصلح هو عمل تطوعي إنساني في حل جميع القضايا المدنية والجنائية والشخصية مهما كان نوعها..

 

  • وكيف يتم ذلك ؟
  • المكتب من حيث طبيعة العمل - كما أشرت - يهتم بحل جميع القضايا الجنائية المتنوعة ، يتم ذلك وفقاً للإجراءات القانونية الشرعية وبطريقة مستعجلة ، وكثير من القضايا يتم حلها صلحاً مباشراً ، فإدارة المكتب تتكون من رئيس المكتب الذي هو أنا ، وعضوية المحامي / ناصر أحمد ناصر والمحامي / خليل العيسائي ، فيبذلون جهوداً كبيرةً ، لهم كل الثناء والتقدير..
  • لم تعد الجهات القضائية والنيابية بعد الحرب في محافظة لحج وردفان - تحديداً - لعملها ، على ماذا استندتم على فتح مكتب الصلح ؟
  •  تحملنا المسؤولية وهذا العمل الإنساني بدافع ذاتي ورغبة ذاتية من أجل خدمة مجتمعنا وبمساهمة تعتبرها وطنية من مجموعة من الأفراد الذين كانوا سبباً في وجود هذا المكتب ولم نكن حينها راغبين بالجلوس دون عمل ، فأردنا التخفيف من عناء المشاكل التي مر بها المجتمع في ردفان ، فأردنا إيجاد جهة يحتكم لها المتنازعون فقلنا في أنفسنا يجب أن نساهم بما عندنا من الفائدة لكي نخدم بها أبناء جلدتنا خاصة أنها أتت بعد حرب عدوانية شنها المحتل الشمالي وسقط الكثير من الشهداء والجرحى .فأتى الدور علينا لكي نعمل على تقديم الخدمة في المجال القضائي ، ففكرنا في إنشاء المكتب نظراً لتكدس الكثير من القضايا ، وقلنا أن هناك قضايا ستقع إلى  جانب قضايا عالقة لم يتم الفصل فيها إلى جانب توقف القضاء الذي شكل عائقاً كبيراً ومع تكدس القضايا وعدم وجود جهة يحتكم لها المتنازعون ربما ستنتشر الفوضى فحرصنا على عدم الانزلاق إلى الفوضى من قبل من لديهم قضايا ، فجاءت فكرة إنشاء مكتب الصلح وكان ذلك بالتنسيق مع المقاومة وبعض من رجال الأمن الذين عادوا إلى العمل..
  • هل لمستم تفاعلاً وتشجيعاً من قبل الناس في ردفان ؟
  •  عندما يوجد مركز صلح يقوم بعمل إجراءات قانونية شرعية ويعتبر بديل للقضاء ، لاشك أن هذا مهم وحساس وحاجة شعبية مطلوبة ، وعندها ستجد الإقبال والتفاعل مع وجود هذه الجهة الفاصلة وهذا ما حدث وما لمسناه هنا في ردفان.

 

  •  ماذا عن التشجيع من قبل تكتلات سياسية في الثورة الجنوبية أو مشائخ أو مقاومة ؟
  •  حدث تشجيع لنا من قبل الدكتور/ ناصر الخبجي ، قبل أن يكون محافظ لحج ، والقائد مختار النوبي ، والمدير الحالي لمديرية ردفان الأخ / عميران ، ومدير أمن ردفان السابق أياد والحالي العقيد جلال العيسائي والقائد بكيل الوهيبي قائد قوات الطوارئ بشرطة ردفان ومدير البحث الجنائي ثابت محسن والأخ صالح الغزالي ممثل المقاومة في شرطة ردفان وكان هناك تشجيع ودعم مادي بالمواد الورقية والسجلات من قبل سعادة السفير ثابت حسان. وهناك كثيرون من شخصيات اجتماعية ساندونا وشجعونا وحثونا وتعاونوا معنا ومنهم عدد من المشائخ هنا في ردفان..

 

  • هل واجهتكم بعض العراقيل من قبل أفراد بعملكم الاجتهادي هذا ؟
  •  هناك بعض النفر أو ما يسمى "طابور خامس" يحاولون عرقلة جهودنا ونحن لا نأبه لهم وواثقون من خطانا وسيرنا لأننا نخدم بجهد ذاتي ونشغل أنفسنا كثيراً من أجل هدف ومصلحة عامة ولاشك هذا مزاج نفسي سيء لدى أولئك النفر ويحدث في أي مكان..

 

  • هل لديكم إحصائية بعدد القضايا التي تم حلها من قبل المكتب ؟
  •  بالفعل لقد اجتهد أفراد المكتب في البت في قضايا كثيرة وتم حسم العديد منها وصلت إلى ٣٥ قضية منوعة مدنية وشخصية وقضايا سير مرورية..
  • ألا توجد جهة تسهل لكم الصعاب المتمثلة بالإمكانيات المحتاجة ومنها المالية على سبيل المثال ؟
  • كما أشرنا بالقول والواقع عملنا تطوعي في خدمة من يحتاجنا ، فالمكتب وجد بفضل تعاون إدارة شرطة ردفان لهم منا كل الشكر والتقدير، أما بخصوص وجود جهة تدعمنا فهذا غير موجود ونتمنى أن توجد جهة تدعمنا في تسيير عملنا وبشكل أكثر من الحالي .فتسيير العمل خاصة في القضايا العريضة نتعاون مع الأطراف المتنازعة في تذليل أي صعوبات مالية..

 

  • هل لكم كلمة أخيرة تودون قولها؟
  • قولي في ختام هذا اللقاء أجدد شكري وتقديري لكم ولك أنت شخصياً أستاذ / رائد محمد حيدرة الغزالي على جهدك ونشاطك في الحقل الإعلامي رغم إمكانياتك شبه المعدومة.. وأريد أن أوجه رسالة للجهات المسؤولة أو الداعمة الإلتفات إلينا فنحن مكملين للآخر في تقديم الخير ، فنحتاج أثاثاً  للمكتب، لن تثنينا الصعاب ولكن وجود الدعم سيجعلنا أكثر نشاطاً وعملاً في جهدنا وتسهل لنا الكثير من العمل والإنجاز..

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني