شوارع عدن .. مقالب للقمامة وبحيرات للمجاري ( تقرير )

تحولت شوارع العاصمة الاقتصادية عدن الى اكوام من القمامة شوهت منظر المحافظة الجمالي وشوارعها الهامة والإحياء السكنية وكذا طفح المجاري التي تتكون الى بحيرات صغيرة في ظل عجز السلطة المحلية بالمحافظة عن وضع حد لتدهور اوضاع النظافة بشكل مزري , الامر ولد  سخط عارم لدى المواطنين ومخاوف تزداد يوما بعد يوم من انتشار الاوبئة والإمراض وحدوث كارثة صحية .

يقول المواطن علي سالم علاقة سو النظافة في عدن هو سوء النظام في عدم قدرته على اثبات وجودة ولو بالجانب الخدماتي  ويعطي صورة لفساد النظام وفشله حيث ان الحكم الرشيد والنظام الناجح تنعكس صورته على شوارع ومدن عدن.

ويتهم المواطن علي السلطة المحلية : بتشويه  وجه عدن الحضاري والمدني وسببت امراض كثيرة في اوساط سكان عدن وفرض  عقاب جماعي السكان قد تودي الى الوفاه –حسب قولهم.

كارثة يتكبدها المواطنين

يتذكر المواطن صادق محمد عبدة مشهد احراق اكوام كبيرة من القمامة بجوار منزلة نتيجة تراكمها وعدم اخذها من قبل عمال النظافة الى مواقعها ويقول صادق : ان سحاب من الدخان وصلت الى المنازل وسببت هلع كبير نتيجة ضررها مما اضطر المواطنين الى المشاركة في اخمادها.

وقال  صادق : ان عمال النظافة نفذوا اضراب شامل قبل بضعة اسابيع نتيجة عدم تثبيتهم مما تكدست القمامة في وسط حيهم الواقع في منطقة السيلة  بالشيخ عثمان واحرقها احد سكان الحي لكنها ايضا سببت مشكلة اخرى وهي "ألدخان " الذي اخمد بشق الانفس بجهود شخصية.

من وسط اكوام القمامة

يتذمر الكثير من المواطنين  من مقالب القمامة لكونها مصدر للبيئة والإمراض وهي عبارة عن مخلفات بقاءها يسبب كارثة بيئية وإمراض مزمنة  تحصد أرواح العديد من المواطنين.

غير ان مشاهد انسانية مؤلمه كانت شاهده للعيان اثنا تجولنا في بعض شوارع  المعلا ارتسمت في خيالنا ورصدتها كامرتنا ضحيتها أسر يحدق بهم الفقر ولاسبيل لسد رمق جوعهم للوجبات الثلاث الرسمية سوى مقالب القمامة التي يقصدها الفقراء لغرض البحث عن فتات من الطعام لأجل ان يأكلوه هروبا من الموت غير مباليين بالإمراض .

لفت انتباهنا مشهد مسنة قد نال الشيب قصد كبير من جسمها النحيل اثنا ما كانت تقوم بتجميع بعض الاطعمة الغير مكشوفة الى "كيس" اخر لكي تذهب به الى افراد اسرتها الذين ينتظرون بلهفة ما تجمعه هذه المسنه حتى توصله اليهم ليتقاسموه بقسوة اشد من قسوة حياتهم وضروف معيشتهم المحدق.

عند اقترابنا منها في الشارع الدائري بالمعلا شعرت "المسنة " بشي من الأحراج وبداءة  ترفع راسها صوبنا بحذر بعد ان التقطنا لها صورة عن بعد ,حاولنا الحديث معها غير انها نظرت الينا باعجاب وتمعن وترورغت في عينها الدموع والتجاعيد تملأ وجهه الشاحب وكان حالها يقول " اتركوني اجمع فتات مايسد به بعض جوعي لابقى على قيد الحياة لا لاشبع" فتركتها وغادرت المكان وتبادر الى مخيلتنا بتلك الحظة قول الامام علي لو كان الفقر رجلا لقتلة.

لم يمضي  قليلا من الوقت من مغادرتي لموقع "المسنة" لنصتدم بمشهد اخر من مشاهد البؤس التي يعيشها الكثير من البؤسا بعيدا عن انظار المسئولين والحكومة والمنظمات الانساية حيث وجدنا هذه المرة طفلان يتقاسمان ماتبقى من فضلات الاثريا والميسورين كانت موضوعة وسط "علبة قمامة صغيرة" وكأنها غنيمة في نظر طفولتهم المذبوحة.

عدن  مقبله على كارثة بيئية

من جانبه حذر  الحاج قائد راشد المدير التنفيذي لصندوق النظافة في عدن من كارثة بيئية  نتيجة العصيان المدني وتزايد مخلفات المحافظة التي تصل بشكل يومي الى "375"طن – حسب قوله.

وقال الحاج قائد راشد في تصريح "للامناء" : بدانا نعمل بمعالجة القضايا المتعلقة بأمور العاملين وفتحنا عيادة تطبيب بمدينة دار سعد وقمنا بتثبيت  "1773 " متعاقد في صندوق النظافة يعملون بالكنس  كما قمنا باحضار معدات وسائقين وتم استيراد اكثر من 48سيارة لتعزيز اسطول النظافة.

وأوضح المدير التنفيذي : الى ان عمال النظافة  يعانوا  من قطع الطرقات والاعتداءات علي سيارات وعمال النظافة ومنعهم من تأدية مهامهم في الوقت الذي تعتبر النظافة مهام انسانية ترتبط بصحة المجتمع .

وتحدث المدير التنفيذي راشد عن العصيان المدني قائلا : لقد اصبحنا نشتغل في الاسبوع ثلاث ايام فقط وهي الاحد والاثنين والثلاثا بسبب العصيان المدني وهذه كارثة بحد ذاتها ومعيق لعملنا حيث يصل في اليوم الواحد مخلفات عدن  إلى" 375"  طن من عدن وتبقى هذه متراكمة على مدى يومين  ويصعب على العمال اخذها في فترة مسائية مثلا بعد انتهى العصيان المدني.

ودعا راشد المواطنين والمجتمع المدني لمساعدة عمال النظافة في تسهيل وصولهم الى عملهم , موضحا الى انه سبق وان  دعينا المجتمع المدني والمنظمات وأوضحنا لهم المشكلة لكي يكونوا شركا معنا ولكننا الى اليوم لم نلمس اي شراكة مجتمعية تساعدنا بذلك .

ودعا المدير التنفيذي كافة المكونات في الحراك الجنوبي الداعيين الى العصيان المدني  الى استثنى  العصيان  عمال النظافة لان النظافة تخدم الجميع ومحافظة عدن حارة ولا تقبل تراكم القمامة وحتى احراقها ينبعث منها الدخان ويسبب امراض للأطفال والمسنين ويضاعف حالة المصابين بالربواء وامراض اخرى – حسب وصفه

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني