انتهت الحرب في أبين ..ولكن خنفر - حاضرة أبين - مازالت تعيش وضعاً استثنائياً، والأهالي ما يزالون يبحثون دون جدوى عن قيادة السلطة المحلية للمحافظة .. حيث واجه الأهالي حروباً مدمرة بسبب الحرب مع أنصار الشريعة في العام 2012 م وقبل سنة و نصف حلت الكارثة الثانية وهي حرب مليشيات الحوثي وصالح ضد المحافظات الجنوبية وعقب الحروب المتعاقبة يصف الأهالي مدينتهم بالمدينة المنكوبة حيث غابت السلطة المحلية عن المشهد : لا أمن .. لا تربية .. لا صحة .. ولا خدمات ..
سلطة غائبة
يقول أحد المواطنين ممن التقيناهم بمدينة جعار بخنفر : " يبدو أن السلطة المحلية في أبين غير سعيدة بخروج المسلحين منها ، فربما خرجوا قبل إكمال اللعبة ،ولهذا لم نرَ أي مسؤول يدخل المدينة من المحافظة الخضر السعيدي وحتى أصغر مسؤول" .
واستدرك قائلاً : " أبين اليوم تمر بظروف استثنائية وتحتاج إلى قائد استثنائي يقف على رأس هرم السلطة فيها، ولا ينفع معها الرجل (المكتبي ) وإن كان يمتلك بعض المواصفات الحسنة ، لأن العمل في وضع كهذا وقيادة التحولات الجوهرية في محافظة عاشت لأكثر من سنوات في حروب همجية مدمرة أكلت الأخضر واليابس ، الوضع يحتاج إلى رجل استثنائي لديه رؤية واضحة لما يريد وشكيمة قوية وصاحب قرار" .
مدارس متضررة
وعن الوضع التربوي بخنفر قال الأستاذ / محمد الحاج - مدير مكتب التربية بالمديرية سابقاً - : " بعد خروج القاعدة من محافظة أبين عقب السيطرة الأولى على المحافظة وذلك في 2012 م تم تكليفي للعمل مديراً لمكتب التربية والتعليم مديرية خنفر ، وبعد استلامي مهام عملي قمت بزيارات استطلاعية إلى معظم المدارس في المديرية والتي كانت تستخدم كمعسكرات لقوى الإرهاب وذهلت من حجم الكارثة في تدمير جميع المدارس القريبة من مواقع الاشتباكات ونهب جميع مستلزماتها وأثاثها ، وبعد ذلك عملنا كفريق واحد مع مكتب التربية والتعليم بالمحافظة وتم نزول فريق هندسي يتبع مكتب التربية والتعليم في المحافظة لعمل الدراسات الفنية اللازمة لإصلاح الأضرار الناجمة عن قصف الطيران وقصف المدفعية في كلٍ من مدارس جعار والمخزن والحصن وباتيس والمسيمير والكود وشقرة ، وتدخلت منظمة اليونيسيف بالترميم الإسعافي لبعض مدارس جعار ، ثم أنزلنا الدراسات إلى الصندوق الاجتماعي للتنمية عدن واعتمد 18 مدرسة ترميم وتأثيث والحمد لله تم التنفيذ خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الشهر، بعدها تدخلت "منظمة تحسين معيشة المجتمع" الأميركية (clp) واعتمدت مدارس الكود والمسيمير وثانوية جعار ومدارس أخرى عددها 12 مدرسة وهي المدارس الأكثر تضررا ، ثم تدخلت "منظمة الشراكة العالمية" وقامت بترميم محدود لعدد 19 مدرسة ولكن كان عملها يتخلله الفساد بشكل واضح ، كما تدخلت اليونيسف بترميم مدرستين ليصبح عدد إجمالي المدارس التي تم إعادة تأهيلها إلى 51 مدرسة بمبلغ وقدره خمسة ملايين دولار ، وهنا يجب الإحاطة إلى المدارس التي لم ترمم وقد كانت داخلة ضمن الترميم وهي مدرسة الثورة جعار ، ومكتب التربية والتعليم في المديرية الذي تم تدميره بشكل كامل من قبل الطيران الحربي ، وأيضا مدرسة عبر عثمان التي هي هيكل فقط وبحاجة إلى استكمال ، وثانوية الدرجاج ، ومدارس خبر المراقشة جميعاً وعددها 9 مدارس ، ومدارس يرامس وعددها مدرستين ، كما عملنا اتفاقية مع البنك الإسلامي بتزويد مدرستين للبنات في جعار بمظلات الطابور الصباحي وحتى الآن لم يُنفذ ، السلطة المحلية بالمديرية اعتمدت ضمن البرنامج الاستثماري إضافة فصول في كلٍ من الرواء ساكن أمين الكود بالإضافة إلى روضة جعار ولكن تلك المشاريع متعثرة حتى اللحظة ..
عدم الاهتمام
فيما قال المواطن "محمود ناصر علي" – بانفعال - : " السلطة المحلية لا تهتم بخنفر ، ولا تكترث لوضعها الكارثي وكأنها غير معنية بها وقد تحول المحافظ إلى ( دبلوماسي) يستقبل الوفود في منزله! " . .أضاف : " نطالب الأخ المحافظ بمباشرة عمله في مكتبه بزنجبار وذلك ليسهل معاملات المواطنين ولا يغيب عن المشهد في هذا الظرف الحساس" .
خدمات مفقودة
وقال مدير مكتب الإعلام بخنفر أ. نايف زين اليافعي: " خنفر هي أكبر وأهم وأبرز مديريات أبين وأكبرها كثافة سكانية ومساحة جغرافية وأهمية اقتصادية وزراعية ..ومعروف أن خنفر كمديرية زنجبار شهدت احداثاً ومحطات مؤلمة خلال السنوات القليلة الماضية لاسيما في العام 2011و2015 وإلى اليوم ما تزال آثار وانعكاسات كل هذا تراه و تسمعه من المواطن البسيط ..بالنسبة لجانب مهم نتحدث عنه وهو الجانب الأمني وغياب هيبة الدولة وغياب النظام والقانون وغياب الجهاز الأمني والقضائي "مراكز الشرطة والنيابة العامة والمحكمة "وهو شيء مؤلم كما نستطيع أن نقول أن خنفر تعاني معاناة قاسية من موضوع الخدمات وعدم ارتاقائها إلى ما يتطلع إليه المواطن في خنفر وضبابية وغموض ما يتعلق بإيراداتها إضافة إلى الواقع المؤلم والصعب لآلاف المعلمين والتربويين الذين لم يتسلموا رواتبهم منذ أشهر ..خنفر مديريتنا ونأمل خيرا في تعيين مديرا عاما جديدا لمديرية خنفر ممثلا بالأخ الشيخ / محمد غالب العفيفي الذي جاء بعد الأخ الدكتور / محمود علي عاطف الكلدي - مربي الأجيال الذي خدم المديرية لسنوات بإخلاص - كلمة من القلب نوجهها لقيادة مديرية خنفر عليكم بالاستعانة بالكفاءات الخيرة والمشهود لها بالكفاءة والعمل والابتعاد عن البطانات السلبية التي لا تهتم إلا بمصالحها الشخصية ..كما أننا نتساءل أين هي جوانب التفاعل التي يقال أن التحالف سخرها لخنفر وجوانب مختلفة في خنفر؟! نسمع جعجعة ولا نرى طحينا!!!.. الفساد هو أكبر تحدي يجب التصدي له في خنفر ..الناس هنا تتحدث عن ضرورة إنسانية وأخلاقية يجب أن يتم العمل بها بكل شفافية ووضوح خدمة للمواطن البسيط في خنفر.. هناك محاور كثيرة ومواضيع متعددة كنا نود التحدث بها لكننا نكتفي بهذا القدر شاكرا لكم إتاحة هذه الفرصة".