"الأمناء" طافت عدداً من الأسواق للالتقاء ببعض الأهالي ومالكي المحال التجارية وانطباعاتهم عن هموم هذا العام الدراسي (استطلاع)
استطلاع/ الخضر عبدالله

منذ أن فتحت المدارس أبوابها في محافظة أبين ومدن جنوبية عدة ارتبط شهور سبتمبر بقدوم عام دراسي جديد تضاف فيه هموم جديدة لكل أسرة جنوبية تبحث منذ عقود عن حالة من الاستقرار دون أن تجدها .

وتعلن  الكثير من الأسر مع قدوم  العام الدراسي الجديد حالة من الاستنفار القصوى في انتظار تمكنها من الحصول ما يتيسر من ثياب مدرسية وبضعة دفاتر وحقائب، إلا أن الجيوب بانتظار راتب لم يأتِ بَعْد.

وتنشغل المحال التجارية والمكتبات خلال الفترة الراهنة باستقبال العام الدراسي الجديد وشهدت المكتبات ومحلات الأدوات القرطاسية هذه الأيام, شللا في الحركة الشرائية لعدم القدرة على شراء الدفاتر والأدوات والمستلزمات الدراسية التي يحتاجها الطلاب أثناء الدراسة.

وعلى الرغم مما تمثله بداية العام الدراسي الجديد من فرحة لدى كثير من الأطفال والمراهقين، إلا أنه يمثل بالنسبة للكثير من الأسر وأولياء الأمور عبئاً مالياً جديداً وغير مبرر يجب تحمله مهما كانت الأسباب ومبررات الضائقة المالية التي تمر بها الأسر حيث أكد المستهلكون تعرضهم لأزمات اقتصادية خانقة، خاصة هذا العام بالذات.

"الأمناء"  طافت عدداً من الأسواق والتقت بعدد من ذوي الأسر ومالكي محالٍ تجارية لتأخذ شيئاً من الانطباع العام عن هموم العام الدراسي الجديد.

 

قيمة المستلزمات الدراسية

ويقول المواطن "مختار بيحاني"، عند احتساب قيمة المستلزمات المدرسية المطلوبة لكل طالب نجد أن قيمتها ستصل إلى5400-6400ريال ،فالزيّ المدرسي للذكور يكلف 2000على أقل تقدير و للإناث 3000ريال و للحقائب بـ 1200ريال والدفاتر بـ 1500 والأقلام بـ 300 ريا ل و للهندسة بـ 400 ريال فيكون المجموع للذكور5400 وللإناث6400 ريال وهذه التقديرات مبنية على أقل الأسعار في السوق و للمواد و المستلزمات متوسطة الجودة.

 

تدبير العام الدراسي

ويتطلب العام الدراسي الجديد من الأسر اليمنية تدبير تكاليف المستلزمات المدرسية لأبنائها وفقاَ لمستوى ميزانيتها وهذا يتطلب تدبيراَ خاصاَ يتواكب مع الحدث ولا يؤثر في نفسية الأبناء وهذا ما يضيف أعباء نفسية للأباء00يقول /عبد الحافظ  قاسم - ربّ أسرة لخمسة طلاب و يعمل على سيارة تاكسي - :  أن دخله اليومي يصل إلى 2000 ريال لكن مع تحمله نفقات المستلزمات المدرسية لأبنائه الخمسة سيكون عليه الاقتراض ( الاستدانة ) من أصدقائه للوفاء بهذه الطلبات و التي ستكلفه حسب اعتقاده 40ألف ريال ،ويشير إلى أن صرفيات رمضان و العيد قضت على كل المبالغ التي يوفرها سابقاَ.

 

أزمة وعيد وعام دراسي!

ويعتبر تزامن عيد الأضحى المبارك مع بداية انطلاق العام الدراسي مع الأزمة الخانقة في رأي  الناس "قصمة  ظهر"  حسب تعبيرهم؛ لأن نفقات العيد و إجازته  لم تترك لهم أي شيء ،  يقول /محمد حسين - رب أسرة و موظف حكومي - : أن  الموظفين  لم يستلموا رواتب عدة شهور وهذا جعل الأسر حائلة في عدم الشراء للمستلزمات الدراسية لأبنائهم و لم يعد لديها شيء لمواجهة أعباء العام الدراسي الجديد و الذي سيتم مواجهته.

و يشير آخرون إلى أن هذا التزامن بين العيد و العام الدراسي الجديد يشكل عبئاَ مادياَ إضافياَ في ظل ما تعانيه الأسر من تردٍ لأوضاعها المعيشية، والارتفاعات المتتالية التي طالت العديد من الأسعار، وما ينتظرونه من ارتفاع  في أسعار القرطاسية و المستلزمات المدرسية، بعدما استنزفت ملابس العيد واحتياجاته ما تبقى من رواتبهم0

 

العزوف عن الشراء

وشهدت الأسواق القرطاسية حركة بيع محدودة حيث أثّر انخفاض مستوى الدخل على مستوى الطلب , ويشير صاحب مكتبة قرطاسية إلى أن حركة البيع في المكتبات خلال الأيام الماضية لم تتحسن رغم الاستعدادات المكثفة التي يقوم  بها أصحاب المكتبات 00ويضيف سجلت المبيعات لدينا أدنى مستوى لها مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي رغم بدء العام الدراسي الجديد لعام 2016/ 2017م .

بدوره أشار المواطن "عادل أحمد مرزوق" إلى أن انخفاض النشاط التجاري على مستلزمات المدارس سببه تزامن  مع انقطاع رواتب الموظفين مع بدء العام الدراسي ، مبيناَ أن حالة الناس المادية الصعبة هي وراء تدني بيع المستلزمات القرطاسية .

 

أسعار مرتفعة

وخلال جولتنا في السوق وجدنا أن سعر الدفاتر فئة 40 ورقة (750) ريال للدرزن ، فيما تباع فئة 60 ورقة بـ(960) ريال وفئة 80 ورقة ب(1200) ريال و 100 ورقة ب(1440) ريال ، وبمقارنة هذه الأسعار مع أسعار العام الماضي و يتضح أن هناك زيادة على الأسعار لكن الملاحظ أن هناك مكتبات تحاول أن تخفض 50 ريالاَ على كل فئة و المهم لديهم - كما يقول /خالد أبوبكر صاحب مكتبة بمديرية لودر يقول : " نلاحظ أن موديلات هذا العام باتت قديمة وغير جذابة" .

 

مسؤولية كبيرة

 

أما "محمد الفوج" معلم بمدرسة ابتدائية بمديرية لودر يرى أن مشكلة التعليم لا تكمن فقط في غلاء أسعار المستلزمات الدراسة ولكن يكمن في ضعف العملية التعليمية والتربوية.

ويضيف: " أن الكثير من الأسر باتت لا تهتم بدراسة أبنائها وهل ما إذا كانت تعمل بصورة صحيحة أم لا ؟ ويضيف متحدثاً لـ"الأمناء" : أن الكثير من الأسر باتت تساعد أبنائها على عملية الغش الحاصلة مستدلة بحالة الغش التي عانت منها مدارس  أبين خلال السنوات الماضية.

وتبدو المسألة ثقيلة على الأسر ، ليس من باب عدم اهتمامهم بتدريس و تعليم أولادهم بل لأن مستوى الدخل الذي يتقاضونه أصبح محدوداَ خصوصا الموظفين في القطاعين العام و الخاص و الذي يقل دخلهم الشهري عن30000ألف وهو رقم بسيط لا يلبي طموحات وطلبات المستوى المعيشي وكذلك انقطاع الرواتب لعدة شهور وهو الأمر الذي زاد الطين بلة في معاناة المواطنين.

 

إرهاق مادي

إن عملية شراء مستلزمات المدارس في بداية كل عام دراسي مرهقة ماليا؛ حيث تستلزم ميزانية خاصة لدى الأسر الكبيرة. فوليّ الأمر يجد نفسه قد صرف على مستلزمات الدراسة ما يصرفه في شهرين، وهذا يسبب عجزا في ميزانية الأسرة. حيث أن العودة إلى المدارس وشراء مستلزمات أطفال تعد من أهم الأمور التي تقوم الأسر في وقت مبكر ومع بداية العروض الموسمية التي تقوم بها المحلات التجارية. حيث توضح  بعض الأسر بأنها تشتري الاحتياجات الأساسية قبل بدء العام الدراسي مثل الحقيبة والأقلام، أما الاحتياجات الأخرى وخصوصا الدفاتر فتكون أثناء بدء الدراسة. لافته إلى أن متوسط إنفاق الأسرة على الأدوات المدرسية تتراوح ما بين 2000 و6000 ريال لتجهيز الأولاد للمدرسة. و أن كثرة المعروضات والأنواع والألوان والأشكال والرسومات أدى إلى حيرة الأبناء وكثرة مطالبهم, رغم حيلة ذات اليد ..

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني