لحج .. العودةُ للحياة من تحت أنقاض الركام(تقرير)
تقرير / عبدالقوي العزيبي

لقد كانت مخلفات حرب مليشيات الحوثي كبيرة جدا على أرض الجنوب، ومن أبرز ذلك تدمير البنية التحتية الحكومية و الأهلية، مما نتج عن ذلك  خروج عدد من المرافق الحكومية عن الخدمة نتيجة للدمار، والأخرى لاقتحامها من قبل عدد من الأسر بعد تدمير وتفجير منازلها من قبل تلك المليشيات، مما شكل معاناة كبيرة لدى الأهالي والسلطة المحلية على حدّ سواء، والتي تحاول أن تعيد الحياة إلى روح المدينة المدمرة، والنهوض من تحت الركام، لتثبت حلقة النصر ما قبل الأخيرة، وذلك ببناء دولة النظام والقانون والمؤسسات، التي يجب أن تعود إلى حاضنة الدولة.

 

وعقب عطلة العيد وبجهود عدد من المدراء والشخصيات الاجتماعية، وبعد أن عادت الحياة تدريجيا إلى الحوطة عاصمة م/ لحج  تم إخلاء مرفق الصحة والتربية في حوطة  لحج وحاليا يتم ممارسة العمل الحكومي من داخل تلك المرافق.

جهود كبيرة وإيثار على النفس

ويقول العاقل "لؤي عبدالحكيم الصبيحي" عاقل حارة عباس بعاصمة لحج : " لقد تمكنا نحن وأعضاء المجلس الأهلي في الحوطة وأيضا مدير إدارة التربية والتعليم م/ الحوطة عبدالله  شمل ومدير إدارة محو الأمية بالحوطة محمد الشاطري وآخرون، من بذل جهد في عودة بعض المرافق حتى يتم  ممارسة مهام العمل من داخلها بالرغم من حجم التخريب وعدم الإمكانيات وانعدام المقومات للعمل ، وبعون من الله تعالى وبعزيمة الرجال، أضف إلى ذلك تفهم بعض الأسر لأهمية الأمر ، فقد تم إخلاء مكتب الصحة مديرية تبن من الأسرة التي كانت تسكن فيه ولمدة عام وكذلك إخلاء مكتب التربية والتعليم مديرية الحوطة مع مكتب محو الأمية.

ويواصل الصبيحي قوله: " نشكر أسرة الصبيحي والعزيبي على مساعدتنا في عودة تلك المرافق للعمل ، فقد كان لديهم استشعار بحجم المسؤولية لعودة الحياة مجددا لعاصمة لحج ومن باب الإيثار فقد فضلوا إخلاء تلك المرافق خدمة للصالح العام وهو عمل طيب نأمل من بقية الأسر العمل به."

سرعة فتح ملف الإعمار

وأردف الصبيحي قوله: "نأمل من بقية الأسر الأخرى المقتحمة لبقية المرافق أن تكون محل احترام وتقدير وإعجاب الآخرين ، بإخلاء المرافق الحكومية ، ونحن بدورنا سوف نسهم ونساعد في حل عدد من الأمور الخاصة بهم ، كون قضية السكن بمرفق عام غير صحيح ولا يتناسب صحيا مع السكن الأسري، أيضا نأمل من الدولة سرعة التفاعل مع قضية الأسر التي تم تهدم منازلها أو تفجيرها بحرب مليشيات الحوثي ، فالموضوع يتطلب من الدولة والتحالف  سرعة فتح  هذا الملف ولو بصورة عاجلة في عاصمة لحج ( الحوطة ) ، حتى تستكمل المنظومة الإدارية عملها بشكل متكامل لتأسيس دولة النظام والقانون على أرض الواقع في ظل تواجد القوات الأمنية التي فعلا كانت حزاما أمنيا على الحوطة فقد وفرت الأمن والأمان والاطمئنان لكافة المواطنين" .

مناشدة للأسر

إلى ذلك، ناشد "محمد الشاطري" عضو نقابة العمال م/ لحج ومدير إدارة محو الأمية م/ الحوطة ، كل الإخوة مدراء العموم والإدارات بضرورة تفعيل العمل داخل عاصمة المحافظة واستثمار استكمال مقومات مكاتبهم من مبلغ المخصصات التشغيلية للعام2015م ، كما ناشد بقية  الأسر المقتحمة للمكاتب الحكومية بمراجعة أنفسهم ومساعدة قيادة المحافظة في تقديم الحلول ، ودعا الشاطري الأخوة في البنك المركزي فرع لحج بوضع  آلية لإعادة تأهيل وترميم البنك والاستغلال عن احتكار بقية البنوك والذي نتج عنه تأخير صرف رواتب الموظفين.

مطالبات للتعويض

وعقب الحرب اقتحمت عدد من الأسر المرافق الحكومية في عاصمة محافظة لحج، وذلك من أجل السكن فيها والبعض الآخر سيطرت عليها جماعات مسلحة وأخرى تم تفجيرها ومن دون أدنى مراعاة لتلك الأسر المشردة والضائعة.

وتم تسليم مبنى التأمينات والمعاشات  ومكتب الصحة العامة لحج قبل عيد الفطر وحاليا مكتب الصحة تبن والتربية بالحوطة ، بينما لاتزال عدد من المرافق مقتحمة من بعض الأسر، ولا تريد تلك الأسر الخروج منها إلا بعد أن تقوم الدولة بتعويضهم التعويض العادل وهو الأمر الذي أحدث شللاً في ممارسة تلك المرافق لمهام عملها اليومي.

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني