"يوم الامتحان يكرم المرء أو يُهان" ..وطلابنا بدورهم يقفون في هذه الأيام على مرمى حجر من خوض امتحان الوزاري للتعليم الثانوي للعام الدراسي 2015/2016 م ، وبالتأكيد يتوجب علينا تسليط الضوء على عدد من النقاط الهامة في هذا المضمار، لتوعية كلاً من التلاميذ والمعلمين وأولياء الأمور، لنضعهم على بينة من العوامل التي قد تسهم في نجاح أو إخفاق التلاميذ ، لاسيما بسبب ما يختلج في نفسيتهم عن الامتحانات ، وما يرافق ذلك من توتر وإحباط ، وتوضيح إرشادات الطب النفسي في هذا الموضوع .. فإلى أولياء الأمور والمعلمين والتربويين والتلاميذ دعوة لمرافقة " الأمناء" في تقريرها هذا .
قبل الامتحان
تختلف نفسيات التلاميذ من واحد لآخر وشعورهم إزاء العملية الامتحانية ، وتتباين تعبيراتهم وانفعالاتهم عندما يقترب موعد الامتحان، ما بين التخويف والتوتر لدى بعضهم ، ومضاعفة الجهود لدى الآخرين، بل وربما أحبها الكثير واشتاق لها.. ولمزيد من التعرف على ما يعيشه أبناؤنا التلاميذ، تعالوا نستمع إلى آرائهم منهم مباشرة.
ظاهرة الغش والعشوائية
يقول أحد التلاميذ من ثانوية العين بلودر: " إن أكثر ما قد يؤثر سلباً على وضعية الامتحانات وجود ظاهرة الغش، وللأسف يظلم كثير من التلاميذ المجتهدين جراء الغش، حيث يظفر التلاميذ والمسوفون طيلة العام الدراسي بمكانة ودرجة عالية هي في الأصل للمجتهدين ، إلا أن الغش حرمهم منها ، فالغش بشكل عام يؤثر بشكل كبير على نفسية التلميذ المجتهد والمثابر ، كونه يولد الهرج والمرج في قاعة الامتحانات ، كما أن الغش يولد لدى الكثير من التلاميذ حالة من اللامبالاة بالمثابرة والاستعداد" .
ويضيف : " ونطالب الجهات الرسمية القائمة على عملية الامتحانات بمنع ظاهرة الغش وتوفير أجواء صحية وتربوية".
والطالب نجيب عبدالله في الصف الثالث ثانوي بثانوية راجح سيف لودر ،عبر عن تخوفه من الامتحانات بقوله:" الامتحان كابوس مزعج يطاردنا شبحه ويقص مضاجعنا ويؤرقنا ليلاً، هذا شعوري نحو الامتحان ، ونتمنى أن تسير امتحانات هذا العام بعيداً عن الإرباك والعشوائية ، وأن يوفقنا الله تعالى لنحقق نسبة عالية تؤهلنا إلى دخول الجامعة المناسبة" .
أمنية بإنهاء الإرباكات
الطالب خالد عبدربه الزغلي ثالث ثانوي بثانوية الماجل يقول :" نحن نسعى لكي تكون الامتحانات وسيلة للحصول على درجات مناسبة في الامتحانات ، وليس كما يصورها لنا البعض أنها كل شيء ، ونتمنى أن يوفقنا الله على قدر الاجتهاد ونتمنى ألا تحدث فيها إرباكات ، كما حدثت في الأعوام السابقة".
ويشاركه الرأي طالب آخر بقوله:" أشعر بصعوبة في الاستذكار قبيل الامتحانات ، نتيجة للتوتر الناجم عن تهويل العملية الامتحانية من قبل الأهل والمعلمين ، ورجائي أن يتم التجهيز للامتحانات بما يراعي حالة الطالب النفسية "
ويضيف آخر :" المذاكرة والامتحانات شر لابد منه ، وإلا كيف سننجح ونبني مستقبلنا؟! ، وكما يقال يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان"
وللتربويين رأي
ولأهمية التوعية بكافة الجوانب المرتبطة باقتراب وإجراء الامتحانات ، تطرقنا إلى رأي عدد من التربويين ، وكان أولهم التربوي أ. ناصر عوض موسى مدير تربية لودر ، الذي أوضح قائلاً: " نحن هذا العام في مديرية لودر ، بذلنا جهوداً حثيثة بحسب توجيهات الوزارة، حتى تسير الامتحانات في أجواء هادئة بعيدا عن الإرباك من أجل أن يتحصل الطالب ، وخاصة في الثانوية ، على درجات تؤهله إلى دخول الجامعة ، وخلال الامتحانات ستجري مرحلة المنافسة العلمية المشرفة .. وبالتأكيد لكل مجتهد نصيب ."
ويطالب الأستاذ موسى التلاميذ المتقدمين لخوض الامتحانات بإنهاء فكرة " أن يوم الامتحان يوم معركة مصيرية" ،بل على جميع أولياء الأمور ، توفير المناخ الصحي والمناسب للتلميذ بداخل البيت ، وأن نعرّف أولادنا ما لهم وما عليهم من واجبات ،وأن ندرك أن التفوق مهم اذا توفر جو هادئ للطالب "
تفــاؤل وأمـــل
أما التربوي جلال السعيدي مدير مدرسة العين يقول:" أحب أن أطمئن جميع الطلاب أن ينظروا إلى الامتحانات بنوع من التفاؤل والأمل ، فإن لكل مجتهد نصيب ، وأدعو الطلاب إلى المذاكرة والتركيز ، فإن الامتحانات مع المذاكرة تصبح أسهل جداً مما تكون عليه مع التلاميذ المهملين. ونتمنى لجميع الطلاب التوفيق ."
الطب النفسي يتدخل
ولكون الجانب النفسي ذا أهمية في تحديد أداء التلاميذ بداخل قاعة الامتحانات ، وقبلها أثناء الاستعداد والتحضير لخوض الامتحانات ، لذا كان لابد من تدخل الطب النفسي ، وقد وأوضح أحد المختصين نفسيا :" إن التلاميذ خلال فترة الامتحانات وما قبلها ، قد يصابون باضطرابات نفسية ، تبدأ نفسية ومن ثم تنعكس سلباً على الجسم ووظائفه الفسيولوجية بالقلق والاكتئاب والتوتر ، ومنها اضطرابات الهلع من الامتحانات ، وأعراضها : ضيق في التنفس أو سرعة ضربات القلب وغيرها ، ولكن دور الطبيب النفسي اذا كانت الحالة شديدة يتأتى بالعلاج السلوكي كتقليل الخوف ومنح الاسترخاء والتشجيع ، فالامتحانات ما هي إلا مقياس لما حصل عليه الطالب وليس عقاباً له"
قبــل الختــام
على الطالب أو الطالبة أن يحددا مواعيد للمذاكرة يومياً، ويستعمل حواسه في المذاكرة، أي يقرأ بعينه ويكتب ما يقرأه، مع عمل جدول للمذاكرة على أن تتخلَّلها أوقات للراحة.
وعلى الطالب أن يطمئن ويعلم أن الله لا يضيع أجر من اجتهد وأنه الموفق سبحانه وبذلك يستطيع النجاح في الحياة والتعامل معها بشكل سوي نفسيا وسلوكياً.