الشَّهيد القائد فيصل العيفري ضرب أروع ضروب الشَّجاعة في الوقوف بوجه غزاة سنحان ومران
كتب / شايـف الحــدي

ازدانتِ الضالع عبر تاريخها النضالي الطويل بالكثير ممن سطروا ملاحم التَّضحية والفداء لتدوّن فيِ أسفار التاريخ حكاية من عشقوا المجد والخلود بدمائهم الزكية التي رسمت معالم النَّصر .

الشهيد القائد العقيد/فيصل عُبَادِي العيفري..قصة مجدٍ لمحاربٍ عشق وطنه وتميز بسِمَات الشجاعة والتضحية وكان بطلا مقداماً لا يشق لهُ غبار يتقدم الصفوف فيِ ميادينِ الشرف والبطولة، ولم يعرف الشهيد فيصل، إلَّا دروب النصر منذُ أن انضم إلى صفوف "حتم" (حركة تقرير المصير ) فيِ عام 1997م تحت قيادة المؤسس/عيدروس الزُبيدي، القائد الأعلى للمقاومة الجنوبية.

كانت رسالته الأخيرة لأهله وهو يودعهم هي الشهادة حتى النصر ووصيته لأبناءه قبل خروجه متمنطقا بسلاحه لمواجهة الغزاة " إنني نذرت نفسي لأكون مشروع شهادة للدفاع عن عرضي وديني ووطني"، فما كان منه إلَّا أن تقدم الصفوف بمعية من الشباب المتحمس وواجه الغزاة مواجهة الأبطال وأصيب بعدة طلقات ليسقط شهيدا وهو يذّود عن حياضِ وطنه مُضرّجٌ بدمائهِ في ساحةِ الوغىٰ ليرتقي إلى جوارِ ربه شهيدا بإذنه تعالى ليكون أوّل شهيد فيِ الضالع يدوّن اسمه صبيحة يوم الثلاثاء 2015/3/24م بجانب ساحة الشهداء 5 كيلو متر شمالِي مدينة الضالع.

 إِنَّهُ لمن دواعي الغبطة والسرور أن أقف وأكتب بامشاط أصابعي قصّة سميتها (بطل روىٰ بدمائهِ الطَّاهرة تُربة الوطن)، لم أكن أنوي بها إلَّا تسليط الضوء عَلَى النُّزر اليسير من سيرة البطل الشهيد المقاوم العقيد ركن/فيصل مقبل عُبَادِي العيفري مِنْ أبناء منطقة غول صُميد/الضالع الَّذي دوّن ٱسمه باحرفٍ مِنْ نورِ في سجلات الخالدين بعد أن نذر روحه قربانا لله ثم لوطنه الَّذي عشقه عدد قطرات دمه، فقَدْ كان مِنْ المقاومين الأبطال فيِ المقاومة الجنوبية الَّذين تصدوا لعدوان ميليشيات الحوثي والجيش الموالي لها مِن الوهلة الأولى.

والمعروف عَن الشهيد فيصل  عُبَادِي ــ الَّذي قدم روحه رخيصة رفعةً لوطنه ــ أنَّهُ أحد الضّباط مِنْ خريجي الكلية العسكرية بما كان يُعرف باسم جيش جمهورية اليمن الدِّيمقراطية الشَّعبية .

 إنّها باختصار شديد قصة بطل اختزلت حكاية مقاومة وعَلَى التاريخ أن يدوّن ٱسمه بصفحات المجد والخلود، لقد نال الشهادة مدافعا عَن أرضه وعرضه ودينه لينال هذا الشعب حُرّيته كما كلَّ شعوب الأرض، وضرب الشهيد القائد/فيصل العيفري أروع ضروب الشجاعة فيِ الوقوفِ بوجه ميليشيات سنحان ومران، وأبى إلاّ أن يشق طريقه دون عناء، فكان جهاده فيِ سبيل المولى والوطن وكلِّ شيءٍ فيِ سبيلهما يهون، ليدفن كل آهات وأحزان وشجون الزمن ليخطو بألمه ودمه كلَّ المحن، رجلا عشق حُب الوطن، فعشق الوطن ريحه وسار عَلَى دربهِ السَّائرون مِنْ شباب "المقاومة الجنوبية"، لأنَّهم الشهداء ــ الجسر الذي ينقلنا إلى مصافِ العزّة والشّموخ والإباء ــ فهم الضَّياء الوهاج فيِ المشوار الطويل، ولأنهم الذين كتبوا عَلَى صفحاتِ الزمان ونظموا عليها أجمل قصائد العشق لجنوب الشموخ والكبرياء مِنْ دمائِهمِ الطاهرة الزكية .

 تحية لكلِّ شهيد ومقاوم مجّد تراب وطنه، فٱستحق الرّفعة والعزّة والكرّامة.

رحم الله الشهيد البطل/فيصل مقبل عُبادي، فقَدْ كان للبطولة رجلاٌ وعنه كل كلمات المجد تقال.

 

         

          ـــ بِطَاقَةُ تَعْرِيفِيَّةُ ـــ

 

ــ الاسم: فيصل مقبل عُبَادِي العيفري.

ــ تاريخ الميلاد : فبراير 1964م.

ــ مكان الميلاد: قرية غول صُميد/الضَّالع.

ًــ الحالة الٱجتماعية : متزوج وأب لسبعة أولاد.

ــ المستوى التعليمي : خريج الكلية العسكرية عـدن تخصص "مشاة" الدّفعة الخامسة عشر.

 ــ المؤهلات : حاصل عَلَى العديد مِنْ الدورات الداخلية والخارجية وحاصل عَلَى دورات قيادة وأركان.

ــ الرتبة : عقيد ركن.

ــ مكان العمل : معسكر الكبسي ردفان ومحور العند حتى صيف حرب 1994م.

ــ تاريخ الٱستشهاد:2015/3/24م بالقرب من ساحةِ الشهداء بالضالع.

ــ الأدوار النَّضالية : شارك في حرب صيف عام 1994م ضد العدوان الشمالي لأرض الجنوب وكان مِن ضمن الجرحى والتحق أيضا بالمقاومة الجنوبية فيِ عام 1997م بما كان يُعرف بحركة "حتم" (حركة تقرير المصير) وكان مِن مؤسسي جمعية المتقاعدين العسكريين والحراك الجنوبي عام 2007م.

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني