لم يكن هذا العام في شهر رمضان لسنة ١٤٣٧هجرية أقل سوء من سلفه ١٤٣٦هجرية شتان بينهما على أرض الواقع حتى وإن اختلف الزمان ورغم أن هنالك فرق بين الحرب والسلم، حيث كان الجنوب العام الماضي يرزح تحت عجلات الحرب، وقد كانت سبباً كبيراً لتواجد المعاناة من حيث انقطاع الخدمات الأساسية بل كل شيء في تسيير شؤون الحياة عدا الهواء الذي يحصل عليه المواطن دون عناء لأنها بأمر من مالك الوجود.
استمرار المعاناة
المعاناة بعد انتهاء الحرب وإنهاء الحصار وتحديداً في هذا العام تكررت رغم أن الجنوب قد تم تحريره ، حيث استمر انقطاع الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء وشحة المحروقات وتأخر الرواتب وغلاء الأسعار وغاز الطبخ والطوابير... وهذا ما ينطبق الحال على ردفان رغم أن هناك محافظات ومديريات في الجنوب لديها نفس الوضع لكن هنا نخص الكلام بردفان وما يمر به حال الكثير من البسطاء وضعيفي الدخل المالي من معاناة متفاقمة الصعوبة، نكتب هذا التقرير ؛ لكي يؤرشف ويحكي التاريخ عن هذه المرحلة في الزمن الذي مرّ فيه الواقع وما قاله الناس وكيف كانت أحوال الناس فيها.
الجري وراء شَربة ماء باردة
تسبَّبت انقطاعات التيار الكهربائية المتواصلة برواج تجارة الثلج، الذي طغى بدوره على كاهل المواطن، وتسبب في الازدحام وفي تكلف المواطن في ميزانية خاصة بالثلج وبارتفاع أسعاره يوماً بيوم ، وكل ذلك كيف يحصل الناس على ماء بارد ؟ فلو كانت السلطات والحكومة في عدن أعطت ردفان ثلاث ساعات فقط سيحد ذلك كثيراً من ارتفاع السعر وسيحد من تعب المواطن وخاصة الشريحة الأشد فقراً والذي قضت الأزمة على ما كان في الحسبان من الميزانية التي يسيرون بها وضعهم المعيشي.
المعاناة جراء غياب الخدمات
في ردفان كغيرها من المديريات التي تتأزم معيشتها بسبب طفح الأزمة التي سببتها الحرب وتداعياتها المستمرة حتى اللحظة ، وغياب الاهتمام من قبل السلطات الحاكمة بحالة المواطنين، الطابور البشري ليس وحده من يظهر، بل حتى الطابور الميكانيكي السيارات والمركبات والدراجات النارية على المحروقات التي توفرت مرة واحدة فقط في شهر رمضان حتى كتابة هذا التقرير.
وأدت شحة المحروقات إلى ارتفاع طفيف في أسعار أسطوانات البوتاغاز بسبب احتياجها لتشغيل المواطير، وكذلك تأخر الرواتب وانقطاع المياه بسبب الكهرباء، كما أن الناس يحتاجون إلى الكماليات والتغذية المكملة كالفواكه والخضروات.
تحسنٌ أمني
أما فيما يخصُّ الوضع الأمني فهو يمضي إلى تحسن مستمر، حيث شهدت ردفان تحسناً بفضل جهود قيادة وأفراد المقاومة الجنوبية.
ومع تفاقم المعاناة وازدياد درجة حرارة ورطوبة الجو يتساءل الناس: هل يمكن لحكومة الشرعية المتواجدة في معاشيق أن توفر لهم قسطا يومياً من الكهرباء تحسن من سير حياتهم، أكثر وأكثر، بدل كل هذه المعاناة التي تضل معها حكومة المعاشيق في عجزٍ مهيب؟!!!
الحاجة إلى ماطور
الظروف المناخية السيئة وانقطاع التيار الكهربائي أدى إلى مغادرة الكثير من المرضى وخصوصاً المصابون بالربو والضغط والقلب إلى المناطق الجبلية خوفاً من الأجل المحتوم فالمرضى المرقدين في مستشفى ردفان العام يعانون انقطاع الكهرباء بسبب عدم توفر ماطور كهربائي، والموجود فقط لتشغيل بعض الأضواء عبر الطاقة الشمسية وبما أن الجهات المختصة غائبة فالمناشدة إلى فاعلي الخير خصوصاً في العشر الأواخر من رمضان والإنفاق سعياً للأجر يتسارع هنا، فالناس في معاناة وتنتظر من المقتدرين من ييسر لهم بعض هذه الأشياء، فهل تستمر المعاناة ؟ وهل سيتم التجاوب الإسعافي لعمل ما يحسن من معيشة حالة الناس الصعبة ؟ ؛ لأن هناك من يستطيع أن يتحمل لوضعه المالي الجيد والمستقر، والبعض الآخر وهم الأكثرية يبذلون جهوداً مضاعفة لضعف دخلهم ، كما أن هناك حوادث مصاحبة مقدرة تأتي بما لا يتم توقعها منها الأمراض، وعيد الفطر المبارك في الطريق فما المعجزة التي ستحل على الفقراء لتجاوز المعاناة والألم..؟
الرسالة الأخيرة
ويوجه المواطنون عبر "الأمناء" رسالة أخيرة للسلطة والحكومة المسماة "شرعية" في عدن ومحافظة لحج ، إلى متى سيستمر حال المواطن السيء والمعاناة وشظف العيش ينخر أجسادهم ويسبب لهم التأثير النفسي؟! ، تستطيعون أن تساعدوا الناس أقل شيء بتوفير الكهرباء ولو لثلاث ساعات يومياً ، فالكثير منهم لن يتحمل الصبر وقساوة الظروف لقد عانوا عامين العام الأول كان معذوراً لكن الكارثة الأعظم هي بعد التحرير والتحالف..، والمعاناة مستمرة الناس كانوا ينتظرون الكثير ومع هذا يتفاجؤون برفع سعر المحروقات، لأن الناس كانوا يتوقعون الأمل وليس الألم.