يحتفل المسلمون بأرجاءِ الأرض قاطبة، بشكل خاص بقدوم ضيف كريم عليهم، شهرٍ واحد في العام، إنه شهر رمضان، الذي يتم استقباله بفرحة عارمة، ويحزن المسلمون لفراق هذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن، ووعد الله بأنه سيجزي عباده الصائمين على صيامهم، وهنا نتوقف لنرصده بعيون الناس الذين يعيشونه في الشوارع والأسواق الجنوبية وبالذات في الحبيبة عدن.

طقوس رمضان الشرائية
 في هذا الشهر الكريم اعتاد فيه سكان عدن القدماء على شراء مختلف مكونات الوجبة الرمضانية التي لا تخلو أطباقها الرمضانية من مواد غذائية متنوعة في مقدمتها الصحية الاستهلالية التي تأتي تباعاً بعد تناول التمر والقهوة إنه مرق الشربة ، كم تمتد موائد الشفوت مع الثريب وكبسة اللحم أو الصيادية المفعمة بالبهارات الهندية ، متنوعة تلك الأطباق بمختلف أنواع الحلويات وفي مقدمتها بنت الشيخ ولذلك يمكن القول أن مائدة رمضان التاريخية عند أهالي عدن أيام زمان كانت تحتوي على ما لذّ وطاب وبهذه المناسبة تجولت "الأمناء" بين أحياء عدن التاريخية القديمة وأسواقها التاريخية وعملت استطلاع آراء عدد من المواطنين المتسوقين والباعة المتجولين.
العروض واسعة واليد خالية
الوالدة صفية الحارس قالت لنا :"يا ولدي لا أدري ماذا أشتري للإفطار فالعرض واسع واليد خالية ، الكيلو اللحم بـ 3500 ، والكيلو السمك الديرك بـ 2000 ، أما الفواكه والخضروات فحدث ولا حرج ، الكيلو الحبحب بمائتين وخمسين ريال ،  فمن أين نقدر أن نشتري والطبق الرمضاني سيكون هذا العام فقير جدا".
أما الحاج سالم فقال لنا :"كان لرمضان نكهة خاصة من حيث تكامل الناس ، وكان الغني لا يبخل على جاره بالشربة والسمبوسة واللبنية وغيره وخاصة في هذا الشهر الكريم".
فقدت مذاقها
البائع محد صالح صاحب محل بيع السمبوسة تحدث لـ"الأمنا" عندما سألناه :"لماذا فقدت السمبوسة مذاقها القديم؟ ، قال لنا :"كانت اللحمة رخيصة ،  والبهارات الهندية رخيصة ، والآن كل شيء تغير وارتفع سعره فلا نستطيع أن نعود لمذاق السمبوسة كما كانت عليه في السابق".
من ناحية أخرى تحدث البعض من المواطنين عن معاناتهم بخصوص الكهرباء في رمضان وقال الوالد محمد صدقه :" كنا نتوقع أن الحكومة توفي بوعدها بمعالجة الكهرباء قبل رمضان ، ولكن ها نحن نكتوي بالحر وبلهيبه في هذا الشهر الكريم بدون أي رحمة، موادنا الغذائية لا نقدر على حفظها في الثلاجات ولم نحصل حتى على شربة ماء بارد مع الإفطار".
توافر الماء ضروري
السيدة نجوين مصطفى قالت لنا :" الجميع يعلم أن توافر الماء في شهر رمضان يُعد من الضروريات في رمضان للشرب وغسل الأواني ، ويتطلب في رمضان استهلاك كميات كبيرة من الماء بسبب الوجبات الرمضانية المتنوعة".
واختتمت حديثها بالقول :" سيفرجها الله علينا في هذا الشهر الكريم ونناشد محافظ عدن أن يعمل شيئاً للكهرباء فالناس في عدن تموت والعجائز تتبهذل في الطرقات ولا سميع ولا مجيب والكرة الآن في شباككم يا محافظ عدن".