أقر نائب الرئيس ورئيس الوزراء اليمني السابق خالد بحاح بوجود خلافات مؤسسية عميقة بينه والرئيس عبدربه منصور هادي سبقت القرار المفاجئ للجميع القاضي، باعفائه من منصبيه مطلع شهر ابريل الماضي، في وقت أكد فيه أن القرار لم يكن مفاجئا بالنسبة له فحسب بل لكل دول التحالف العربي ودول الخليج والعالم كونه جاء في توقيت مفاجئ للجميع بعد عام ونصف من العمل المشترك في اصعب الظروف الوطنية التي مرت بها اليمن، تحت مظلة الشرعية التي قال انها كانت القاسم المشترك لعمله مع مؤسسة الرئاسة رغم التابين والخلافات المتعلقة بالعمل المؤسسي.
وأكد بحاح - في لقاء تلفزيوني خاص مع قناة بي بي سي أجراه مراسلها الاقليمي الاعلامي اليمني أنور العنسي بالامارات قبل عدة ايام- إن جميع اتصالاته مع معظم مسؤولي الدولة والحكومة اليمنية وحكومات دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها لم تنقطع ، وذلك على الرغم من إقالته من منصبيه قبل نحو شهرين لكنه إستبعد أي إمكانية للعمل مع الرئيس عبدربه منصور هادي .مؤكدا أنه مايزال يعيش المشهد اليمني بحرية كمايعيشه كل مواطن يمني باعتبار المرحلة تفرض على الجميع - سواء افرادا أونخب سياسية أوقوى مجتمعية مختلفة- أن يكونوا جزءا من المشهد السياسي.
وأشار بحاح - في أول مقابلة متلفزة له منذ قرار اقالته من منصبيه قبل شهرين- ان دعم وتحرير تعز وكسر حصارها، كان في اولويات حكومته ودول التحالف وأن جهات محسوبة على المقاومة استلمت أكثر من 300 مليون ريال سعودي ولم تحقق اي انجاز مما كان مفترضا،معتبرا أن التلاعب والتواطؤ السياسي والانتهازية الحزبية، وراء عدم تحرير تعز الى اليوم، رغم كل الدعم الذي تلقته من دول التحالف،نافيا صحة اي مزاعم بتعمد حكومة دولة الامارات اهمال ملف دعم تعز ومباركا لحزب الاصلاح ابتهاجه بقرار اقالته من منصبيه،متمنيا للحكومة التوفيق في استكمال مابدأ به وحلحلة الملفات العالقة على أكثر من صعيد.في حين قال ان فترة الشهرين التي مرت على قرار اعفائه من منصبيه كانت كافية للاستراحة وتقييم الاوضاع القائمة على ارض الواقع وبالتالي ليس من الضرورة ان يواصل التزام الصمت حيال مايجري في الساحة اليمنية باعتباره مايزال جزء من المشهد القائم وليس بعيدا عنه.
وأكد ان اعتراضه على قرار اقالته ليس من أجل التمسك بالسلطة التي قال أنه من أكثر المؤمنين بحتمية التغيير وبكونه سبق وأن عمل مع 3 الى اربع حكومات سابقة، وإنما كان اعتراضا على القرار باعتباره يمس المنظومة المتكاملة للشرعية المعترف بها دوليا ممثلة بالرئيس ورئيس الوزراء الذي قال انه سبق وأن اعترضت كل قوى الداخل على ذلك القرار كونه استهدف الشرعية بشكل كامل وعمل على اضعافها في اشارة منه الى وفد الشرعية بمفاوضات الكويت.وعن حضرموت وكثرة تغنيه بها قال انه فخور بكونه مواطن يمني حضرمي وانه مهما قال في حضرموت لن يفيها حقها باعتبارها عاشت عهودا من التهميش ينبغي على الجميع أن يساهم اليوم في ازالته والعمل على اعادة حضرموت الى حاضرتها التاريخية خاصة بعد طرد الجماعات الارهابية منها،مشيرا الى أن الجماعات التي احتلت المكلا لاتقل سوء عن الانقلابيين بصنعاء وتعز وغيرهم وبالتالي كان يجب طرد تلك الجماعات الارهابية من المدينة وايلاء ملف حضرموت الاهمية قبل غيرها من المناطق الاخرى.ووفق مارصده مراقبون برس فقد اشاد بحاح ببطولة 80 الف من ابناء الضالع في تحرير مدينتهم من الحوثيين وحلفائهم في حين استغرب من تكرار التلاعب السياسي والتخاذل بالنسبة لأبين وتعز التي قال أنها تضم اربعة ملايين نسمة ورغم وجود الكثير ممن قال أنهم مسؤوليين حكوميين لابركة فيهم بالنسبة لمحافظة ابين التي لم تتحرر بعد.
وقال أنه يرى أن عدن ومدن الجنوب تتعافى اليوم من حالة العبث الذي عاشتها طيلة الفترة الماضية،حينما كانت القوى العسكرية هي التي تهيمن وتفرض سابقا حكمها وسيطرتها على المدينة وغيرها من مدن الجنوب.وسخر بحاح من قرار تعيينه مستشارا للرئيس وقال أن المنصب كماهو متعارف عليه باليمن يعتبر شكليا لايستشار فيه أصحابه وأنه يتمسك بمنصب نائب الرئيس رئيس الوزراء السابق.