منذ ما قبل إعلان الحرب الثانية على الجنوب وعاصمة محافظة لحج (الحوطة) غير مستقـر أمنيا، ومع انــدلاع الحــرب على الجنوب من قبل مليشيات الحــوثي وأنصار صالح تعرّضت الحوطة إلى نكبة كبيــرة جــداً في البنية التحتية ونزوح كامل لسكانها فخلفت الحرب عدد من الشهداء والجرحى ، وشردت بالأهالي وجعلهم من دون سكن، وبعد تطهــير الحوطة تفاجأ عامة الناس بحوطة القمندان  وبعد عودتهم من الحوطة كأنها صورة تعــبر عن واقع كان يتم مشاهدته في عبر شاشات التلفاز بقنهار، ومع ذلك وللأسف الشديد  الحوطة لم تُطهــر كاملاً فقد تمرّد عليها بعض من أبناءها بعد انتهاء الحرب وقاموا بتفجير ما تبقى من مرافق حكومية وإحداث الخوف عند عامة الناس فعاش المواطنون مرحلة أخرى من انعدام الأمن والأمان وعذاب كبير جداً في الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء.

بشائر الخير

ومع تعــيين محافـظ جــديد ومــدير أمن للمحافظة ظهرت بشائر الخير تبــرز للعــين  بعاصمة لحج ، فمع أول حملة أمنية أنـــزل الله تعالى الغـيــث رحمة للناس ، ودخلت القوة الأمنية الحوطة ، واليوم تتواجد عناصر الأمــن داخل الحوطة معززة بقوات التحالف وبإرادة أبناء الوطن الشرفاء بالانتصار لحفظ الأمن والأمان واعادة الحياة مجدداً ،فماذا يقول اليوم عامة الناس عـن هــذا التدخل لقوات الجيش والأمن  ؟.

الأمناء أجــرت عــدد من الحــوارات بشارع الحوطة عـن انطباعاتهم بتواجد القوة الأمنية فكانت النتيجة واحــدة وكأنهم جميعاً تحدثــوا بلســانِ وقـلـبِ رجــلٍ واحــد ، فالجميع مرتاح من هذا العمل الشجاع الذي يُحسب لصالح المحافظ الدكتور ناصر الخبجي ، ومدير الأمن العميد عادل الحالمي ، وبقية مناضلي شرفاء لحج في مختلف المجالات ، لقــد استـبشــر خــيراً عامة الناس ليس داخل الحوطة فحسب وإنما على مستوى المحافظة والجنوب عامة بالانتصارات التي تتحقق يومياً في أرض الجنوب واعتبروا ذلك  رسائل للعالم بأن أبناء الجنوب أبناء دولة ونظام وقانون ، يستمدون  قوتهم  قولاً و فعلاً من كتاب الله والتزاماً بالأمانة وعلو الأخلاق  بعكس الآخــريــن في مناطق الشمال .

انتصار الحق على الباطل

واعتبر المواطن بحوطة لحج بأن تواجد الأمن بعاصمة الحوطة هو انتصار كبيــر جــدا للحق وزهــق الباطـل ، والذي أصبح يتقــزّم أمام وتحت أقــدام قــوات الأمن والجيش وبداية عودة الحياة من جديد، فخــرج الناس فــي فــــرح وســرور مبتهجين بالعيش في حياة كريمة  وفي أمــن وأمان، وبدأت مرافق الدولة الحكومية تباشر عملها وخصوصاً بعد صــدور قرارات المحافظ الأخيرة لمدراء العموم ، وساعد من عودة الحياة  تنشيط وتفعيل وتحديث عمل صندوق النظافة بدعم من قبل منظمة "مرسي كور" فاليوم تظهر الحوطة أمام الداخل إليها  بشــوارع نظيفة خالية من مخلفات القمامة ، ومــرافق حكومية مدمرة إلا أنها عامــرة بأجمل الــزهــور الطيبة من أبناء الأمن والجيش - صناعة جنوبية - مع انتشــار لنقــاط الأمــن والجيش وإجــراء عمليات التفتيش التي كان يحلم بها  المواطن واليوم هي متوفرة بواقع 100 % وبعناصر جنوبية فتلاحظ المواطن مستجيب مع تلك النقاط ويقول : "تفضل يا أخي من حقك إجراء عملية التفتيش"  ، ويخطئ من يقول بأن تلك الوجوه الطيبة من أبناء الضالع دون أبناء لحج ، فالضالع كانت ولاتــزال جـــزءاً لا يتجزأ من محافظة لحج ، والقلب النابض بالحياة للجنوب عامة  ولا فخــر .

ضرورة التعاون مع الأمن

وبخصوص ماهي كلمة الشارع بعاصمة المحافظة بخصوص دخول وتواجد القوات الأمنية من أفراد الجيش والأمن؟

فقد أجمع المواطنون ومختلف شرائح المجتمع بالحوطة  بهذا الاستطلاع على ضــرورة التعاون مع الأمن باعتبار الأمن مسؤولية الجميع وليس خاص بشخص الحالمي أو غيره من مدراء الأمن ، وطالب عامّة الناس بضرورة تفعــيل واستحـــداث مـراكــز أمنية داخل الحوطة لغرض استقبال بلاغات المواطنين وأيضاً لقضاء حوائج الناس والانصاف في القضايا كمقدمة لعودة دور النيابة والقضاء ، كما طالب المواطن بتوسيع النقاط الأمنية في مديرية "تبن" باعتبارها كوعاء حاضن للحوطة من كل اتجاه.

العودة إلى الحق

أيضاً وجّه عامة المواطنين رسائل إلى أبناء الحوطة بعــدم الخــروج عن النظــام والقانون لخدمة أجــندة تضــر بهم وبمستقبلهم قـبل أي ضــرر بالآخرين ، وطالبوهم بالعودة إلى الحق وأن يكونــوا عناصــر فعالة فــي المجتمع وليس ضحايا لصرعات سياسية يتم استخــدامهم فــيها مــؤقتا لأغراض شخيصة لا غير  ومن ثم التخلص منهم بأي طريقة ، وحث عامة الناس - كما جاء بالاستطلاع الشباب - بالعـــودة إلى الرشــد والانخــراط بالأمن والجيش لبناء مستقبل لهم بــدلاً من التشــرد وضياع مستقبلهم الذي يتمتعــوا به مــن مرحلة قــوة الشباب ، حيث الأولى بهم تشمـــير السواعد لبناء بــلادهم بـدلاً من أن يكونوا معــاول هـــدم يرفضهم الدين والمجتمع ويحاسبهم النظام والقانون ويــذكُــرهم التاريخ في صفحات ســوداء .

واجب أولياء الأمور

كما نوّه المواطنون بضرورة قيام أولياء الأمور بدورهم في النصح وضبط أولادهم ، فهم أمانات لديهم ، وتركهم للمجهول سوف يحاسبهم عليه الله تعالى بالتفــريــط فــي الأمــانة ، وأيضاً طالب المواطنون  تفعيل قطاع الأوقاف والإرشاد  بتوجــيه دعوة الإرشاد السليمة  والتحاور مع ما تبقـى من الشباب وتعــريفهم بطــريق الخـير والصلاح  من خـــلال خطــباء المساجد محل الثقة و الذين يحظون بشعبية كبيرة بين عامة الناس باتباع طريق الحق الصحيح والسليم .

فرحة النصر

وانتهى بنا الاستطــلاع صباح الخميس بمنـظــر طــيب بالقرب من  جولة ريجــل عند مــدخل الحوطة الشمالي ، حيث كان يُقام حفل عــرس على الطــريق العام  والكل في فــرح وبهجة وهي صورة كانت تُرسَم بـدماء الشهــداء والجـــرحى ، بلوحة غالية الثمن عــنوانها "الحــوطة تنتصــر وتتطهــر" ، وزاد من ذلك هـــو مرور أحــد الأطــقم الأمنية والتوقف لمشاهــدة حفـل الـــزواج ، وكان الجنـــود يشاركون إخــوانهم بإطـــلاق الأعـــيرة النارية من ســـلاحهم الشخـــصي فــي الفضاء ، وإعــلان فــرحة النصر والتي بدأت بعاصمة المحافظة ولن تتوقف بإذن الله من بعد اليوم لتشمل جميع مديريات المحافظة  مع  بقية محافظات الجنوب كاملاً .