قصص ومشاهد مؤلمة ترويها لـ" الأمناء" ذاكرة نزلاء دار المسنين بعدن ( 2-2)
الأمناء نت / تقرير / الخضر عبدالله :

 

في الحلقة الأولى أردناها رسالة مفتوحة لأبناء اليوم، ولا ندري كيف يتعامل البعض مع الأم والأب  فلم ننقل إلا بعضاً منها مما سمعناه من المسنين في الدار الذين يفترشون قاعات وأروقة  وساحات الدار! .. وفي الدار حكايات  كثيرة سمعناها وحكايات أخرى لا يعلم  بها سوى عالم الغيب سبحانه وتعالى والمسنون .. والكثير من المسنين لم نستطع أن نستمع إلى حكاياتهم وذلك بسبب عدم قدرتهم على التذكر أو أنهم لا يتقبلون الحديث حتى لا تؤلمهم الذكريات ففضلوا العيش في عالم آخر عالم ليس للجحود ولا للأبناء فيه مكان!.

 

النظافة تلفت النظر

مررت بكافة  أقسام  الدار التي تلفت نظرك بنظافتها  ونظامها  المتبع فيها .. وفي مطبخ  الدار التقيت الأختين سيناء عبدالله محمد ، ومها خالد جلعوم المسؤولتان عن المطبخ وتحضير الطعام ، فقالتا : "نعمل وفق جدول محدد للوجبات الثلاث وتتنوع قائمة الطعام  من دجاج ولحم وسمك ، والعشاء روتي وبيض وحليب والفطور فاصوليا مع خبز " ،  فسألتهما  هل تستلمن رواتباً ؟ أجابتا – نعم – نستلم من قبل المدير .

 

وفي الدار التقيت بالأخ / علي عيدروس مدير الدار الذي قال تسلمت الدار بتاريخ 26 مارس 2016م عقب حادثة اغتيال الراهبات التي وقعت في الدار .

 

وعما يقدمه الدار من خدمات للمسنين  يقول : "تتمثل  أهداف الدار بالخدمات التي يقدمها ، وهي الرعاية  والخدمة الاجتماعية , ويهدف الدار بدرجة أساسية إلى تحقيق الهدوء والسكينة  لهؤلاء المسنين  من خلال تقديم كافة أنواع الرعاية النفسية والاجتماعية والغذائية والصحية  ، وذلك ما يقوم به  العمال في الدار حيث يقوموا على توفير كل ما يحتاجه المسنون خاصة من الناحية الصحية بمساعدة أطباء متخصصين  والحالة التي  تستعصي عليهم يتم  إرسالها إلى مستشفيات خاصة.

المستشفيات الحكومية ترفض قبول المسنين

ولما سألناه لماذا مستشفيات خاصة وهناك مستشفيات حكومية بعدن، أجابنا : المستشفيات الحكومية ترفض قبول المسنين  بحجة عدم وجود الإمكانيات  والصعوبة في معالجة الرجل المسن.

وعن معاناة الدار من مديونية مالية للمستشفيات الحكومية، فقال أنهم يعانون من أزمة مالية، فالدار مديون للمستشفيات الخاصة ، فمثلاُ مستشفى النقيب عندنا له مديونية تقدر بثمانمائة الف ريال ( 800 ألف ) وصيدلية خارج النقيب لها 120 ألف ريال ، ومستشفى الدرة التخصصي له 55 ألف ريال يمني ، ومستشفى الوالي تكفل بعلاج حالة كاملة من علاج وتمديد ، وعملية ومن ثم توفي المسن فنشكر مستشفى الوالي على جهوده معنا ، وكما نشكر مستشفى النقيب والدرة على صبرهم علينا .

 

وعن عدد العاملين بالدار يقول: "يوجد بالدار 53 عاملاً وعاملة والجميع يقومون بتوفير الخدمة للمسنين" .

وعن أقسام الدار يتحدث قائلاً :  "دار المسنين لها أقسام عنبر نساء ، وعنبرين رجال  وقسم المطبخ  وقسم الإدارة وقسم النظافة والصيدلية" .

وحول عدد النزلاء من المسنين في الدار أشار : "يوجد 16 نزيل من النساء ، و45 نزيلاً من الرجال .

شروط دخول الدار

وتؤكد إدارة الدار أن دخول الدار  لها شروط ، منها أن الذي يأتي بالمسن يكون ملتزم بالحضور في أي وقت , وكذلك فحص عام للمسن خوفاً من أي مرض مزمن  أو معدي ، وبعد الفحص يتم قبول الحالة ، ومنها ما يكون عمر المسن فوق الستين عاما وليس لديه سكن أو أسرة وفي هناك حالات ترسل لنا  من مستشفى الأمراض النفسية . ويضيف : "في الإدارة السابقة كانت لا تقبل النزيل إلا بعد دفتر المعاش الشهري إذا وجد عنده , ونحن نقبل الحالة بدون دفتر معاش شهري لماذا ؟ لأن الموضوع حساس ، فلا ينبغي أن نقبل النزلاء بالمال ... ولكن سيأتي يوم نطبق هذا القرار .

 

وفيما يختص بالمشاكل التي يلاقونها من الأسر نتيجة دخول أبائهم الدار دون علمهم، قال مؤكد هنالك مشاكل، وقد حصلت معنا مشكلة وهي أن امرأة مسنة جاءت لنفسها إلى الدار، وطلبت الدخول في الدار نتيجة مشاكل مع أولادها, وعند علمهم أخذوها برضاها  والمرأة  لا تزال تزور الدار بين الفينة والفينة حباً للدار ..

وحول معالجة المسنين في الدار يقول مدير الدار علي عيدروس :  هناك تنسيق بين الدار وبعض الأطباء المتخصصين ، فالأطباء لهم زيارات ثابتة مرتين في الأسبوع  حيث يوجد لدينا اخصائي باطني وعيون ومسالك بولية وممرضين ، والحالات المستعصية يتم نقلها إلى المستشفيات وغالباً ما تكون مستشفيات خاصة.

وعن الميزانية التشغيلية يقول : "لا يوجد لدينا ميزانية تشغيلية ولم نستلم من أي جهة كانت إلا بعض الأموال البسيطة جداً من فاعلي الخير".

وعن دور السلطة المحلية بالمحافظة يؤكد  مدير الدار  "لم نستلم  أي دعم من السلطة المحلية بالمحافظة  إطلاقاً".

دور المنظمات الخيرية

وحول دور المنظمات الخيرية أشار بالقول :"المنظمات دورها يأتي في دعم مواد تنظيف ومواد غذائية بسيطة ، مثال على ذلك وجبة غذاء فقط .. وهناك في دعم من قبل الهلال الأحمر اليمني وهي مساعدة مكونة من 15 كيس فاصوليا  10كيلو ، و15 كيس عدس  15 كيلو , 15 كيس رز  20 كيلو ، و12 كرتون 4 حفاظات نسائي 8 أكياس صابون صغير 12 حبة صابون غسلة 3 فرشاة أسنان 2 سجنال 2 أكياس  مكاين حلاقة 15 كيس سكر  سعة 5كيلو  16 دبه زيت سعة 4 لتر و15 باكت شاي لبتون , 15 كيس ملح صغير  75 علبة طماطم  هذه كل المساعدات التي استلمتها الدار من الهلال الأحمر اليمني .

 

وعن دور مدير عام مديرية الشيخ عثمان قال : مدير المديرية يقوم بالمتابعة في المحافظة لصرف مستحقات الدار من محروقات ومواد غذائية ورواتب وتسديد ديون للمستشفيات الخاصة التي ذكرتها سابقاً وكذلك ترتيب الدار , كما أن مدير عام المديرية يقوم بالاتصالات المتواصلة مع التجار بدعم الدار ما كانوا يدعون من قبل .. وزارنا وكيل المحافظة للشؤون الصحية الدكتور صالح الحكم وصرف لنا 200 كيس دقيق سعة 50كيلو و120 كيس سكر سعة 50كيلو .وعند سؤالنا هل تم صرف هذه المواد لكم ؟

قال: "لم نستلمها بعد  ومنتظرين الوعود ".

الصعوبات التي يواجهها الدار

وعن الصعوبات يقول : هناك صعوبات كثيرة تواجهنا في العمل بالدار ومنها العلاج في المستشفيات الخاصة ومعاناة نقص المحروقات من ديزل وبترول , كما نعاني من عدم صرف رواتب العمال لشهري مارس وأبريل ، وحالياً داخلين في الشهر الثالث  وأكثر ما تواجهنا من صعوبة هي رواتب عمال النظافة فهم العمود الفقري للدار ، ويقوم على عاتقهم الكثير من متطلبات المسنين من نظافة وحلاقة وغسل وغسيل ثياب وغيرها .. ولكن استطعنا أن نوفر لعمال النظافة رواتبهم بديون ، ففي الشهر الأول مارس استلمت من الأخ/ بسام المحضار الذي قام هو الآخر بدوره باستلاف هذه الرواتب من تاجر ، وأيضاً شهر ابريل استلفت من الأخ بسام المحضار، فيما أصبحت الدار غارقة بالديون دون أن تنظر لها السلطة المحلية..

وكذا من ضمن الصعوبات التي يواجهونها كثرة العدد المتواجد من الحراسة الذين استلموا الدار بعد حادثة مقتل الراهبات، وهم ليسوا موظفين حراسة  تبع الدار .. والمشكلة أنهم رافضين عن التخلي عن حراسة الدار.

 

وأضاف: مهمتي كانت إبلاغ مدير عام المديرية الذي بدوره جلس مع الشباب المتواجدين في الحراسة, واتفقنا أن هذا الأمر ينتهي  وجوده في شهر مايو ، لكن للأسف لم يلتزم الطرف الآخر من الشباب بالاتفاق.

 

وعن مطالبهم من السلطة المحلية يقول : نطلب من السلطة المحلية بالمحافظة بلفت الأنظار إلى دعم دار المسنين كما نرجو  من أهل الخير والبر والإحسان الذين كانوا سباقين لدعم الدار في ظل الإدارة السابقة أن يدعموا الدار حتى نستطيع أن نفي بخدمة المسنين وتوفير متطلباتهم وراحتهم .

تحذير من إدارة المسنين

وعبر صحيفة " الأمناء " نحذر الذين سوّلت لهم أنفسهم باستلام أموال باسم الدار فنحن  لم نرسل أو نفوض أو نوكل أحداً باستلام ، إلا  من كان  معه التفويض والتوكيل من قبل الدار .. ونشكر صحيفة الأمناء على نزولها وتفقدها دار المسنين كما نشكر كل من ساهم ودعم نزلاء الدار.

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني