متقاعدون يناشدون بإعطائهم رواتبهم دون تأخير (لقاءات)
لقاءات / خديجة الكاف

مع بداية كل شهر يعاني المتقاعدون من تأخر رواتبهم ويأتون من أماكن بعيدة  ويقفون في الطابور لساعات طويلة فمنهم يعاني من مرضٍ أو عجز فهم كبار بالسن فإلى متى سيظل هؤلاء تحت وطأة المعاناة ؟

 

فالمتقاعد ذلك الشخص الذي خدم في مرفق حكومي على مدى سنين من عمره , وفي الأخير يصبح متقاعداً عن عمله لكي يهان بوقوفه كالشحات في طابور منذ الصباح الباكر إلى أخر النهار ويأتي على أيام متتالية على أمل أن يصرف راتبه التقاعدي ولكن يخرج بخفّي حنين دون أن يستلم راتبه .

وهناك عدد من النساء والرجال كبار السن يظلون طوابيرأمام مكتب البريد منتظرين موظفي البريد ليأتوا ويفتحوا نوافذهم ويصرفوا رواتبهم  التقاعدية , منهم من يحاول حماية نفسه من الشمس بقطعة من الكرتون ومنهم من ينام على الرصيف من شدة التعب ومنهم لا يزال يدق أبواب البريد عسى أن يفتح لهم الباب .

قامت الأمناء برصد هذه المعاناة التي يعانيها آباؤنا وأجدادنا بعمل بعض اللقاءات مع بعض المتقاعدين وإليكم حصيلة اللقاءات :

أم خالد لماذا يتم تأخير رواتبنا؟

 بداية التقينا مع أم خالد " امرأة " تبلغ من العمر 55عام  حيث قالت : ( أعاني من مرض السكر والضغط ولدي بعض الإضطرابات النفسية وأستخدم علاج شهري ويُمنع عليّ الإجهاد والوقوف طويلاً أمام الشمس ولديّ أربعة أولاد يدرسون في الجامعات ).

وتشير أم خالد خلال حديثها إلى أنها كانت تعمل في مؤسسة حكومية وقد خدمتها بكل إخلاص وتفان وأنها لم تقصر يوماً في أداء عملها  فتقول :(ولكنني اليوم أقف في هذا الطابور الطويل منتظرة راتبي التقاعدي وأحسست أنني قد تعرضت للإهانة ). وتتساءل لماذا يتم تأخير رواتبنا؟

ارحموا عزيز قوم ذل !

من جهته تحدث العم جبران خليل الذي جاء من دار سعد ليستلم راتبه التقاعدي أثناء وقوفه أمام البريد ويقول : (إنني خدمت مرفقي على مدى 35سنة ولم أطلب يوما ما إجازة فأنا منذ ثلاثة أشهر لم أستلم راتبي وكل شهر يتم تأجيل الراتب إلى الشهر القادم ). ويواصل توضيح معاناته قائلا: ( اليوم أنا سمعت من جاري المتقاعد ( س ) أنه يتم صرف راتب في بريد خورمكسر  وذلك لأن المواصلات أصبحت غالية وأنا ظروفي صعبة لا أتحمل المجيء ، وأول ما عرفت حضرت لاستلامه ولكن منذ الصباح ونحن منتظرين الفلوس أن تأتي وللأسف صارت الساعة الواحدة ظهرا وذهب جميع موظفي البريد إلى منازلهم ومازلنا نحن منتظرين ، نحن نعاني من عدم رحمة الآخرين بنا ارحموا عزيز قوما ذل).

أجسامنا صارت هزيلة

ومن جانبه قال المتقاعد عبدالله أمين معبراً عن معاناته قائلا:( إنني أعاني من تأخير راتبي كل شهر آتي إلى البريد ويقول لي مرة الفلوس كملت ومرة أخرى لا توجد فلوس للصرف وكل مرة يكون الطابور أطول من الطابور في الشهر الأول وهكذا وتعرفي هذه أيام الحمى تعب علينا ونحن بهذا السن نقف ونتحمل أعباء كثيرة فأجسامنا صارت هزيلة لا تتحمل هذا التعب والوقفة بهذه الشمس الحارقة ).

ويتابع أناشد الجهات المعنية أن تقوم بحل مشكلة مكاتب البريد ويقدموا لهم السيولة المطلوبة لصرف رواتب المتقاعدين دون تأخير فنحن بحاجة ماسة لها في ظل الغلاء المعيشي .

يُهان لكي يستلم قوت يومه

ويقول محمد أحمد فارع :( ثلاثة أيام وأنا في طوابير مكاتب البريد أروح مكتب بريد خور مكسر يقولوا لي انتظر ستصل الفلوس بعد الظهر ولم تاتِ ؟! ارجع بريد كريتر واقف على مدى ساعتين أصل إلى نافذة البريد يقولوا لي تعال بكرة كملت الفلوس وفي اليوم الثالث أحضر منذ الصباح الباكر وأكون في بداية الطابور وأرى من لديه معروف في البريد يقدموه عليّ ! إلى متى سوف نعاني من هذه السلوكيات غير الحضارية في مجتمعنا العدني ؟! ), موضحاً أنه خدم هذا الوطن منذ نعومة أظافره ولم يكن يملّ أو يكلّ من العمل إلى أن توظف وتقاعد وها هو اليوم يُهان لكي يستلم قوت يومه .

إنسان كبير بالعمر ومعاق حركيا

وفي ختام لقاءاتنا كان لنا لقاء مع العم حسين سالم حيث قال : (في بداية حديثه دعا قائلاً "حسبنا الله ونعم الوكيل" كما تشوفي أنا إنسان كبير بالعمر ومعاق حركيا ولا أستطيع الوقوف لساعات   طويلة أمام مكتب بريد كريتر عدن ، وأنا انتظر منذ الساعة سبع صباحا عند بوابة البريد وهذا المبلغ يساعدني لشراء بعض الأشياء البسيطة للأحفاد لكي أفرحهم وأساهم في بيت ابني الذي يصارع لكي يوفر لأبنائه قوت يومهم .)  مؤكداُ أن الحالة المعيشية أصبحت صعبة جداً والغلاء في الأسعار في كافة المواد الغذائية وبهذه الظروف على القائمين في البريد والبنوك توفير رواتبنا والعمل في الإسراع لصرفها تقديراً لجهودنا.

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني