يقول أحد الشعراء الشعبيين:
ردفان يا ثورة وياتاريخ الوطن ... يا موطن الشجعان وأسطورة في الزمن
طال الزمان أم قصر ستكون هذا الحياة لمن يعشقها فليعبث بها فماذا سيجني منها من لم يكن له أمجاد وطن ولن يمكث فيها ولكن لن تكفي با اللهو واللعب بل أريد أن أعمل شيئاً ما لهذا الوطن، هكذا كان لسان حال الشهيد عمران شائف لعظب القطيبي أحد أبناء ردفان وذئب من ذئابها الحمر مواليد منطقة الشهيد لبوزة وادي دبسان محافظة لحج .
بطولة فتى شجاع
إننا في هذا اليوم نكتب عن فتى شجاع الذي لم يكن يوماً عادياً بل أنه اليوم الذي أصبح رمز وأشبه بالمناسبة الوطنية إنه اليوم الذي في مثله الشهيد عمران عام 26/4/1994م وهو اليوم الذي وجد فيه شهيدنا في الحياة ولا تعرف تلك الحياة أنها على موعد مع بطولة فستكون تلك الحياة وزمانها شهود على بطولته.
لقد كان ثائراً منذ انطلاقة الثورة الجنوبية ثم المقاوم كان له السبق في مشاركة إخوانه المقاومين والالتحاق في جبهات القتال للقتال ضد الجيش اليمني ومقاتلي الحركة الحوثية في أحداث حرب ٢٠١٥م كان رحمه الله فذاً شجاعاً من بيت الشهادة تحلى بخصالها وارثها كابرا عن كابر، فهو حفيد الشهيد لبوزة وهو من بيت الثورة والنضال والزعامة، ينتمي إلى أسرة عريقة كان لها شرف السبق في تفجير ثورة الوطن الأولى الرابع عشر من أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني.
كما أن والده التربوي القدير الأستاذ شائف مكانته في صدر الكتب والتاريخ شاهد أنه خدم الوطن في المجال التربوي وغيرها، لم يأب ذلك الشاب البطل إلا أن يتمسك ويجدد العهد والتاريخ لم يرد العيش في تربة وطن يراها بيد الغير أراد وطناً فهب لأجله لم يخشى الصعاب وخشنة وقسوة العراك وألم الجراح ومواجهة الموت .. ذلك الشاب قبل أن يهب مقاوماً كانت له صولات وجولات كثر فيها ما يكفي ما واجهته من محن كانت شاهدة له في هذا الزمن.
حضر الحلم وغاب هو..!
وعندما كان الشهيد على الأرض حياً يرزق، كان ثورياً من الطراز الرفيع كان يحلم بأن تعود دولة الجنوب ويعود لها زخمها، وكان يرى الحلم قريبا ليس ببعيد مع رؤية الكثيرين ذلك الحلم أنه بعيد.
وفي أحداث الحرب الأخيرة خرج الشهيد من بيته ليلحق بركب المقاومين في جبهة بلة ردفان - العند.. وفي جبهة النخيلة بله السفلى للذود عن الأرض عازماً دون تردد مصراً على نيل الشهادة حتى إن زملاءه قد رووا ما كان يقوله من كلمات ومفردات الوداع: "لن أعود يا أبتي لن أعود يا أمي لا تبكوا وغطوني بكفني" فلم يعد فعلاً ..!
اهتمامه بدراسته
وكان الشهيد رحمه الله يؤدي واجبه في البحث عن العلم تعرج في دراسته الابتدائية في مدارس ردفان للتعليم الأساسي وفي ثانوية الشهيد لبوزة في دراسته الثانوية ونظراً لفطانته وحنكته وتفوقه العلمي التحق للدراسة الجامعية في كلية العلوم الإدارية في جامعة عدن وأنهى بذلك السنة الأولى لكن ما أن تعرضت البلاد لغزو ثاني عفاشي حوثي حتى أبى إلا أن يساهم في التصدي والدفاع عن الأرض والعرض وصمد في جبهة القتال وقاتل بكل شجاعة واستبسال حتى كان له شرف التضحية والفداء لوطنه وسقط شهيداً في يوم الجمعة الثامن من شوال لعام 1436هجرية الموافق 24/7/2015م في يوم كان حامياً أشتد فيه سعير المواجهة مع الأعداء وتقدم هو إلى خط المواجهة الأمامية للاشتباك مع العدو وقتل.
والجدير ذكره هو أنه قد سقط ثمانية شهداء من أقربائه وأبناء منطقته في أحداث الحرب الأخيرة، فرحم الله ذلك الشهيد البطل وكل شهداء الوطن الأبرار كبيرهم والصغير إذ أننا نطالب أن يتوج تضحيات الشهداء والجرحى بإنجاز عظيم يعاد لهم ولذويهم وهو الوطن والرعاية في الحياة إن كانت هناك دولة همها الأول والأخير الوطن والشهداء لكن ما تفرزه الوقائع عكس ما قد يراد له..