الشهيد علي راجح الجهوري .. ولد في ردفان واعتقل في عدن واستشهد في بله(قصة شهيد)
تقرير / عادل حمران الشعيبي

الشهيد علي راجح حازم استشهد في حرب الحوثي على الجنوب ووالده راجح حازم الجهوي استشهد في عام 1967م خلال الثورة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني، وكذلك أخوه الرائد فضل راجح حازم استشهد في العند في حرب صيف 1994م خلال حرب صنعاء الأولى على الجنوب ، ناضل منذ أول أيام الثورة الأولى واعتقل في عام 2007 م وفي الحرب نجح في إنقاذ أحد رفاقه الجرحى وفشل في إنقاذ روحه .

( نشأته )

علي راجح حازم حسين الجهوي 

مواليد 1957م  مديرية ردفان - حبيل جبر قرية النوبة عسكري متقاعد  أب لـ ٦ أولاد و ٥ بنات .

1964م درس علي راجح الابتدائية في مدرسة خيران م/ حبيل جبر الابتدائية، ولم يستمر في دراسته طويلا فبعد استشهاد والده في العام 1967م أجبرته الظروف على الدراسة والذهاب مبكرا نحو سوق العمل لإعالة سرته وتغطية الفراغ الذي تركه والده ، لم يترك له والده درهم ولا دينار ولا ثروة ليعيش أبناؤه حياة الترف، بل ورث لهم السمعة الطيبة وحب الوطن ورصيد ثوري كبير أسسه بدمه الغالي ، لم يحظ علي راجح بعمل، فاتجه نحو السلك العسكري وبقي في مجال العسكرة أكثر من عقدين

* ( فرحه بالوحدة ودوره في الحرب )

وفي عام 1990 حين تمت الوحدة المغدورة بين شمال اليمن وجمهورية اليمن الديمقراطية، كان علي راجح ورفاقه متفائلين خيرا مقدمين كل شيء لأجل وحدة تحقق أحلامهم وتمنحهم حياة حرة وكريمة، لكن سرعان ما بدأت أحلام صنعاء بنهب الجنوب وتحويله إلى أرضية للفيد والنهب، اختلف الرفاق مبكرا، فأعدّ الشمال عدته لغزو الجنوب، وفي عام 1994م قامت الحرب الأولى على الجنوب، وقاتل علي راجح قتال الأبطال في كل المواقع ومختلف الجبهات، شهد له العند وجباله ببسالته وشجاعته وإصراره على الانتصار للوطن والدفاع عن حريته وسيادته ، لم يكن علي راجح وحده في الجبهة فأسرته كلها كانت في الجبهات واستشهد أخوه الرائد / فضل راجح حازم وابن عمه الرائد / مثنى عبيد حازم وكان يعمل في جهاز أمن الدولة، مقتل أخيه وابن عمه زاد من حقد علي راجح على الشمال وحكومته الظالمة التي أسست كيانها فوق جماجم الشهداء وحولت الجنوب ملكية خاصة لهم ، استمر علي راجح في القتال حتى دخل الغزاة إلى عدن، بقي القهر في قلبه وضميره، وبقيت مظاهر الخذلان جلية في ملامحه، لم يستطع العودة باتجاه منزله فألم فراقه لأخيه وابن عمه كان كفيلا بابتعاده عن منطقته عدة أشهر، حتى ظن الجميع بأنه اعتقل أو استشهد في مكانٍ ما ، عاد بعد فترة ليست بالقصيرة، وظل يحمل وجع الفراق وأوجاع الغزو الجديد، وزادت الأوجاع فوق كاهله فقد تكفل برعاية أسرة أخيه الشهيد فضل راجح، حتى بلغوا سن الرشد واهتم بهم مثل اهتمامه بأولاده . 

 ( كفاح العيش و نضال الوطن )

1995م أحيل علي راجح للتقاعد الإجباري وهي أول دفعة بعد الحرب، وعاد إلى منزله يحمل هموم قائد وأوجاع وطن ، وخلال تلك الفترة تفرغ علي راجح بهموم الناس وحل خلافاتهم وإصلاح ذات البين لحب الناس له واتباعهم أوامره، فقد كان يحمل سمات الصدق والوفاء والشهامة والرجولة ، ليس هذا فحسب بل وهب دمه للناس، فقد كان علي راجح يحمل فصيلة دم نادرة ( -B ) وكان يترك رقم هاتفه في المختبرات لأي حالة طارئة تتطلب فصيلة دمه ، عاش حياته قويا مكافحا لم يستسلم للحياة وظروفها القاسية . 

2006م انظم علي راجح مبكرا إلى جمعية المتقاعدين العسكريين، وشارك في مختلف المسيرات السلمية في كل المحافظات الجنوبية، لم تمنعه ظروفه الصعبة من النضال، بل كان مناضلا صلبا حلمه استرجاع  وطنه الجنوب .

7/7/2007 م تم اعتقاله في الشيخ عثمان بالعاصمة عدن ومعه المئات من أبناء الجنوب من قبل عصابة الأمن المركزي، ظلت عصابة صنعاء تنقله  ما بين سجن المنصورة وسجن البساتين وسجن الأمن السياسي في الفتح وبعد تحقيقات طويلة تم إطلاق سراحه، وبعد خروجه اتسم بعنفوان أكبر وعزيمة أقوى، فما حل به زاد من حقده على عصابة صنعاء وأذنابها وكذلك تضحيات الشهداء الجسيمة وقمع الحكومة آنذاك أجبرهم على الثبات بكل قوة وعزيمة . 

ظل علي راجح علي ثابتا على مبادئه وقيمه منذ انطلاق الثورة حتى إعلان الحرب مرافقا ثورة الجنوب في كل منعطفاتها وانتصاراتها وإخفاقاتها كواحد من أبطال الجنوب ورجاله الذين حملوا هم الوطن فوق عاتقهم . 

* علي راجح رجل السلم والحرب . 

حين أعلنت صنعاء نفيرها باتجاه الجنوب كان علي راجح واحدا من أبطال الجنوب المتلهفين للدفاع عنه والانتصار له، ذهب إلى عدن في شهر مارس من العام 2015 م وبسبب عدم توفر العدة والعتاد وعدم وجود جبهة مرتبة في عدن بقي علي راجح يبحث عن قائد يقاتل معه في خندق واحد للدفاع عن عدن ومحافظات الجنوب الأخرى ، لم تمتلئ رغبات علي راجح بالقادة المتواجدون وليس بينه وبينهم معرفة مسبقة، فعاد باتجاه العند قبل استسلامه فحصل أبشع مما وجدوه في عدن فالقيادة مفككة وعدم متناسقة مع بعضهم البعض ، انطلق حاملا سلاحه الشخصي باتجاه ردفان وجهز عددا من الرجال باتجاه بله وهناك كانت جبهة قتال حقيقية حمل سلاحه ومعه أحد أبنائه وكانوا من أوائل الثوار مخلصا وفيا لأرضه ودينه، لم يمنعه عمره الكبير من مسابقة الشباب في الجبهات، فقد كان شجاعا وخبيرا عسكريا في فنون القتال ويجيد استخدام الأسلحة المختلفة ، صمد في الجبهة أياما طويلة وكان علي راجح منبعا من منابع الحماس والصمود الأسطوري حتى يوم الأربعاء الحزين، حين اشتد وطيس المعركة في جبل الزيتون، واستخدم العدو مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة و المتوسطة، أصيب أحد رفاقه، وقام علي راجح بالتغطية عليهم من أجل إنقاذ رفيقهم الجريح ، فبعد اكتشاف مكانه قصفوه بمختلف الأسلحة العسكرية ومع ذلك لم ينسحب وظل صامدا متحديا رصاصهم خارطا رصاصات معدله فوق نحورهم، فبعد اكتمال رصاصات شريط المعدل الأول أدخل الشريط الآخر مكملا مشواره في قتالهم والدفاع عن رفاقه والوطن، وبعدها تفاجأ علي راجح ورفاقه برصاصات الغدر و الخيانة تخترق عنقه وعلى إثرها فارق الحياة وفي تلك المعركة استطاع شهيدنا البطل علي راجح إنقاذ صديقه الجريح، ولكنه لم يستطع الدفاع عن روحه التي ارتفعت نحو بارئها في تلك المعركة واهتز لموته ربوع وطننا الجنوبي معلنا عن خسارته لأحد القادة الحقيقيون في جبل الزيتونة .

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني