صحيفة الأمناء تجري حواراً هاماً مع مدير شرطة السير بعدن " قبل استشهاده بـ"24"ساعة "نص الحوار"
حاوره / عدنان الجعفري

أجرت "الأمناء" حوارا صحفيا مع العقيد  مروان عبدة العلي مدير شرطة السير في عدن قبل استشهاده ب 24ساعة وخلال اللقاء الذي تم في مكتبه بإدارة المرور في خور مكسر تحدث عن مراحل عمل إدارة المرور أثناء الحرب رغم صعوبتها وحتى قبل استشهاده.

 

وكان العقيد مروان يحمل كثيراً من الهموم بشأن تحسين دور المرور ويتمتع بهمة عالية لتجاوزها في ظل ظروف في غاية الصعوبة , وأبرز ما تحدث فيه تخلي الحكومة عن تأهيل وتثبيت الجنود المستجدين والتي قال بأنه أصبح يتحمل عناء تخلفها من التزام الحكومة بوعودها.

 

عند إجراء الحوار كان العقيد مروان يتحاور مع من حوله بالاهتمام والتعجيل في الإسهام بشأن  إنجاح أسبوع المرور الذي من المقرر تدشينه في تاريخ 5 مايو القادم غير أن أعداء الحياة  قتلوه بطريقة إرهابية ظهر الجمعة الماضية .

وفيما يلي تنشر الأمناء نص الحوار:

س / نبدأ الحوار منذ أثناء الحرب لكوننا شاهدنا انتشار رجال المرور قبل أن تتحرر عدن ..كيف تم ترتيب هذا الانتشار؟

ج- مرحلة أثناء الحرب فرضت علينا أن نكون جنودا في الشوارع لترتيب عملية السير وذلك لازدحام المديريات الثلاث وهي الشيخ عثمان والمنصورة والبريقة  وكانت إدارة المرور هي المرفق الأمني الوحيد الذي زاول عمله بفترة الحرب وقمنا بالاستعانة  بعدد من أفراد المقاومة واستطعنا السيطرة على وضع المديريات الثلاث .

س/ وبعد تحرير عدن ماذا كان دوركم ؟

ج/ طبعا انتظام عملية السير في محافظة عدن هو كان أكبر هم يؤرقنا وبفضل الله عز وجل ومن ثم أفراد المرور عملنا على ترتيب الأفراد بكل شوارع مدينة عدن على مستوى الثمان المديريات، رغم أننا لا نمتلك إمكانيات مالية ومعدات في تنفيذ ما قمنا بتنفيذه , ونجحنا بتوفيق الله، حيث اشتغلنا بسيارات مدنية خاصة، لأننا لا نمتلك أي سيارات تابعة لإدارة المرور ومن ثم انتقلنا في المرحلة الثانية إلى عملية إعادة صيانة معدات المرور وقمنا بإعادة إصلاح 13دراجة نارية و5كرينات إلى الجاهزية بعد أن كانت غير صالحة ونحن اليوم بحاجة إلى أسطول من المعدات لكي نتمكن من إكمال عملنا على أكمل وجه وبكل أريحية لاسيما ونحن قادمون على موسم الصيف .

س / ما احتياجاتكم الضرورية لتسيير عمل إدارة المرور ؟

ج/ أقل ما يمكن أن نحتاجه يتمثل في تزويدنا بأطقم عسكرية رسمية للمرور وبدراجات نارية للثمان المديريات , مع العلم بأن شرطة المرور في عدن هي الوحيدة على مستوى الجمهورية  التي تعمل في قسم شرطة ولا يوجد لديها فروع بأي مديرية وهذا يسبب أعباء ثقيلة على كاهل أفراد المرور في مديرية البريقة وغيرها من المديرات البعيدة الأخرى .

س/ هل أنتم في شرطة السير راضون عن وضع أفراد المرور المرابطين في الشارع  ؟

ج/ أفراد المرور المرابطون في الشارع نحن حمّلناهم أكثر من طاقتهم لما يبذلونه من جهد حثيث ومتواصل من ساعات الصباح الاولى وحتى الليل , ولسنا راضين عن وضعهم لكونهم لم ينالوا كافة حقوقهم، لكن المرحلة فرضت علينا , فالبعض منهم يعملون ببدلات عسكرية قديمة وأغلبيتهم بلا عاكسات ضوئية خاصة الذين يرابطون للعمل أثناء الليل .

س/  شرطة مرور عدن تقوم  بترقيم السيارات بدون جمارك وهذ غير قانوني – ما تعليقكم ؟

 ج/ الحقيقة أننا صرفنا في الشهرين الماضيين فقط , وقمنا بعمل إجراءات قانونية حيال ذلك , وفي هذ الفترة أوقفنا صرف هذه اللوحات بتعليمات مدير أمن العاصمة عدن.

س/ حالياً تقومون بصرف لوحات مؤقتة فمتى ستتم عملية صرف اللوحات الرسمية؟

ج/ نحن مستمرون بصرف اللوحات المؤقتة للسيارات المجمركة أما اللوحات الرسمية قرارها بيد القيادات السياسية , طبعا نحن في هذه المرحلة مضطرون بصرف اللوحات، لأنها تخفف عشوائية وانتشار السيارات غير المرقمة.

س/هل سيدفع ملاك السيارات رسوماً أخرى عندما سيتم استبدال اللوحة المؤقتة باللوحة الرسمية ؟

ج/ بالتأكيد ستدفع رسوماً أخرى .

س/ الجنود الجدد الذين تم استيعابهم مؤخراً يقال إنهم غير مؤهلين ولم يحصلوا على حقوقهم ؟

ج/ أولاً ليعلم الجميع أننا استقطبنا المستجدين بتوجيهات الحكومة وعملنا على تدريبهم بشكل بسيط ومؤقت لكي يستطيعوا تأدية واجبهم .. والحقيقة المرة التي نتكبد أعباءها هي وعود الحكومة في تثبيتهم وتأهليهم، لكنها للأسف الشديد  لم تف الحكومة بوعودها حتى اليوم , ورغم ذلك يعملون منذ ما يقار ب تسعة أشهر بلا رواتب ولا مستحقات تذكر , وقد حررت أكثر من مذكرة للجهات المعنية وطالبناها بسرعة التجاوب معنا والاستجابة لما وعدت الحكومة به, وما نزال مستمرين في متابعة تثبيتهم , رغم أننا نتحمل ضغوط ومسؤوليات الأفراد الذين يبلغ عددهم ما يقارب 800 فرداً .

س/ كيف تتعاملون مع الحوادث المرورية في ظل عدم وجود النيابات والمحاكم؟

ج/  قسم الحوادث يقوم بالإجراء القانوني الخاص بالحوادث , وفي غالب الأحيان نعمل على حلها بالطرق العرفية وبتراضي الطرفين , ومن خلالكم أدعو السلطات العليا وقيادة محافظة عدن بسرعة التوجيه  بتفعيل النيابات والمحاكم .

س / إلى متى ستظل الإشارات الضوئية غير مفعلة؟

ج/ إشارات المرور الضوئية والأرضية من الصعب تفعيلها في هذا الوضع، ووقتها المناسب سيكون عندما يتم تأهيل الطرق وإصلاحها  , وهذا سيتم بالتنسيق مع وزارة الإنشاءات وقسم الطرقات عندما يستتب الوضع .

س/  تقومون بصرف لوحات الأجرة في ظل الازدحام وعدم وجود محطات مخصصة  للأجرة وهذ يعيق الحركة،  كيف ستتعاملون معها في الشارع ؟

ج/  طبعا صرفنا لوحات الأجرة للسيارات الصغيرة من خمسة ركاب وهذ لا يسبب أي ازدحام وبقاؤها بلا لوحة تصبح هذه  السيارات مجهولة , لكن  صرف اللوحات يجعلها تعمل بصورة أمنة.

س/ هل لك من كلمة تود أن تقولها ؟

في البداية أشكركم على هذا اللقاء والتطرق للقضايا المهمة , كما أريد إيصال رسالتي إلى قيادة محافظة عدن بسرعة التعاون معنا في إنجاح أسبوع المرور والذي سيدشن في 5 مايو القادم , لكوننا لا نمتلك الدعم والإمكانيات المطلوبة , ومع هذا عملنا منذ البداية بلا إمكانيات أيضاً وسوف نستقبل أسبوع المرور بقدر إمكانياتنا بالإضافة إلى أننا نطالب قيادة محافظة عدن بالنظر والاهتمام بأفراد المرور المستجدين وإعطائهم جل اهتمامهم وتحسين معيشتهم من رواتب وغيرها لكون هؤلاء الأفراد يمتلكون أسراً وعليهم التزامات ويعملون منذ تسعة أشهر دون أن يحصلوا على أي شيء من الدولة.

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني