مجزرة دار سعد .. " جريمة حرب " تتنافى مع أحكام اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين (تحقيق)
تحقيق/جلال بيضاني

إن جرائم  مليشيات المتمردين " الحوثي وصالح " بحق أبناء عدن لا يمكن التغاضي عنها تحت أي مبرر أو حجة أو مفاوضات قادمة, لذا يجب أن يعي المفاوض أن تلك الجرائم الهادفة إلى الإبادة الجماعية وجريمة حرب يجب معاقبة مرتكبيها أينما كانوا ولا يمكن استعمالها فقط للمساومة يجب علينا أن نحترم أرواح هؤلاء الضحايا كي ترقد أرواحهم بسلام .

جريمة مديرية " دار سعد " :

وها نحن ننشر حيثيات تلك الجرائم على النحو التالي :

اسم الجريمة : مجزرة " مديرية دار سعد " .

المكان :عدد من الأحياء السكنية في مديرية دار سعد ، محافظة عدن .

الزمان : يوم الأحد الموافق 19 يوليو 2015م.

الضحايا : 68 قتيلاً و206 جريحاً من المواطنين المدنيين بينهم نساء وأطفال.

المعتدون : قوات الحوثي " أنصار الله " والحرس الجمهوري اليمني.

التوصيف : " جريمة ضد الإنسانية " تتوافق أركانها مع معايير نظام محكمة روما للجنايات الدولية .

و" جريمة حرب " تتنافى مع أحكام اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين .

التعريف :

مجزرة " مديرية دار سعد " محافظة عدن هي عبارة عن جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب ارتكبتها قوات الحوثي " أنصار الله " وحلفائهم من الحرس الجمهوري اليمني يوم الأحد الموافق 19 يوليو 2015م بحق مواطنين مدنيين يسكنون في عدد من أحياء مديرية دار سعد شمال محافظة عدن جنوب اليمن وذلك عن طريق القصف العشوائي لقذائف الكاتيوشا والهاون على منازل الأهالي وسوقهم العام , وقد ارتكبت هذه الجريمة بعد أن تم التخطيط لها عنوة وقصدا وبمعرفة يقينية من أن المستهدفين هم من المواطنين المدنيين الآمنين في أحيائهم ومنازلهم ولم تكن مناطقهم تلك تشكل أي خطر عسكري يبرر ارتكاب تلك الجريمة. وبحسب الإحصاءات الطبية فقد راح ضحية هذه الجريمة 68 قتيلاً و215 جريحاً من المدنيين بينهم نساء وأطفال.

الحيثيات :

أقدمت قوات الحوثي وحلفائهم من الحرس الجمهوري اليمني يوم الأحد الموافق 19 يوليو 2015م على قصف الأحياء السكنية في مديرية دار سعد من محافظة عدن بإطلاق العديد من  قذائف الكاتيوشا والهاون على منازل المواطنين الآمنين وعلى السوق الشعبي العام بهدف إحداث إبادة جماعية يكون ضحيتها مواطنين مدنيين ينتمون هوية إلى جنوب اليمن. فقط سقطت تلك القذائف في الأحياء الواقعة شمال المديرية ووسطها والسوق الشعبي المكتظ بالمتجولين .

ذكرت المصادر بأن إطلاق قذائف الكاتيوشا على أحياء مديرية دار سعد كان مصدره من اتجاه إحدى المزارع التي تبعد  بـ أربعين كيلو متر من محافظة لحج وتسمى " المزرعة الشمالية ".

وبحسب تقرير المنظمة الدولية لمراقبة حقوق الإنسان فإن عددا من قذائف الهاون سقطت في حي شيخان بالقرب من المسجد, انفجرت إحداها فأصابت العديد من الأطفال الواقفين في طابور للحصول على الماء، وذكرت المنظمة في تقريرها بأنه وبحسب إحصائية منظمة أطباء بلا حدود فقد تسبب هذا القصف " في قتل ما يقرب من 100 شخص، معظمهم من المدنيين(1).

ضحايا الجريمة :

بحسب تصريح الدكتور الخضر لصور مدير عام الصحة في عدن فإن هذه الجريمة " أسفرت عن قتل 57 مواطنا بينهم 12 طفل و6 نساء وإصابة أكثر من 206 آخرين بجروح بينهم 25 طفلا و15 امرأة"(2).

وأفادت مصادر طبية في مستشفيات حكومية أن عشرات القتلى والجرحى من المدنيين وصلوا تباعاً إلى المستشفيات بينما تعثر استقبال آخرين بسبب امتلاء المستشفيات ونقص المعدات الطبية والأدوية. وقد أطلقت المستشفيات نداءات للتبرع بالدم كون أعداد الجرحى كثيرة جدا.

ردود أفعال مجتمعية :

أدان المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي هذه المجزرة باعتبارها " حلقة ضمن سلسلة طويلة من الجرائم المستمرة التي ارتكبها الاحتلال اليمني بحق شعب الجنوب الصامد" (3).

طالب رئيس تحرير صحيفة الأمناء السيد عدنان الأعجم المجتمع الدولي " القيام بواجباته تجاه حماية المدنيين العزل من المجازر التي ترتكبها قوات الحوثي وحلفائهم في مدينة عدن وإحالة مرتكبيها إلى محكمة الجنايات الدولية" (4).

ناشد أهالي محافظة عدن مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والمفوضية العليا وغيرها من المنظمات الدولية سرعة التدخل لحمايتهم.

جريمة تتوافق أركانها مع معايير الجرائم ضد الإنسانية :

يرى المركز الاستشاري للحقوق والحريات بأن هذه الجريمة قد ارتكبت بشكل منهجي وضمن خطة للقتل المتعمد في إطار هجوم واسع النطاق موجه ضد مجموعة من السكان المدنيين لا يشاركون في الأعمال العسكرية, وهذا ما يمنحها صفة جريمة ضد الإنسانية بموجب نص الفقرة (أ) من المادة السابعة من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية التي تحدد معايير الجرائم ضد الإنسانية(5).ضف إلى إنها جريمة حرب تتنافى واتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب.

ضرورة النظر في هذه الجريمة :

يطالب المركز الاستشاري مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بضرورة النظر في هذه الجريمة وإحالتها إلى محكمة الجنايات الدولية ضمانا لإنصاف الضحايا وعدم إفلات مرتكبيها من العقاب من جنود منفذين وقيادات عسكرية أمره وقيادات سياسية موجهة بصفتهم جميعا فاعلون أصليون وشركاء في ارتكاب تلك الجريمة وفي مقدمتهم قائد المجموعة العسكرية المتمركزة في المزرعة الشمالية في محافظة لحج في تاريخه وقائد العمليات العسكرية لقوات الحوثيين في محافظة لحج ومن يقف خلفهم من القيادات العسكرية والسياسية بما فيهم المدعو علي عبد الله صالح  بجنيف الجريمة :            

مجزرة دار سعد19-7-2015م

كيف وصف الإعلام المجزرة :

20/07/2015 سكاي نيوز عربية

ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا جراء قصف ميليشيات الحوثي وصالح على منطقة سكنية في مدينة عدن بجنوب اليمن إلى 57 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، ...

12 طفلا ضحية "مجزرة" للحوثيين في دار سعد | أخبار سكاي ...

20/07/2015 - ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا من جراء قصف ميليشيات الحوثي وصالح على منطقة سكنية في مدينة عدن بجنوب اليمن إلى 57 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، ...

مأرب برس - عدن .. مجزرة بحق المدنيين في دار سعد ترتكبها ...

أكد مدير مكتب الصحة بمحافظة عدن أن عدد القتلى من المدنيين في المجزرة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي وصالح بدار سعد وصل 43 قتيل من المدنيين بينهم أطفال ونساء.

عدن .. مجزرة بحق المدنيين في دار سعد ترتكبها مليشيات ...

أكد مدير مكتب الصحة بمحافظة عدن أن عدد القتلى من المدنيين في المجزرة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي وصالح بدار سعد وصل 4.

20/07/2015 - مجزرة الحوثيين بدار سعد بمحافظة عدن ... حصيلة مجزرة ارتكبها الحوثيون وجنود المخلوع بحق المدنيين بدار سعد بمدافع الهاون، وليس في الضحايا مسلح .

بماذا طالب المركز الاستشاري للحقوق والحريات بهذا الجريمة  وغيرها من الجرائم التي عرضناها والذي له الفضل بعد الله تعالى بالمطالبة امام المنظمات الحقوقية والدولية ليعرف العالم تلك الجرائم المرتكبة ضد أهالي وسكان عدن الآمنين ؟

في إطار مهامه رفع المركز الاستشاري للحقوق والحريات بتاريخ 26 أكتوبر 2015م إلى لجنة تلقي البلاغات والشكاوى التابعة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بلاغ يتعلق بجريمة مديرية دار سعد التي ارتكبتها قوات الحوثي وحلفائها من الحرس الجمهوري بحق أهالي المديرية خلال فترة محاولة غزوهم لأراضي الجنوب باعتبارها جريمة ضد الإنسانية تتوافق أركانها مع (معايير نظام محكمة روما للجنايات الدولية وجريمة حرب تتنافى مع أحكام اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين.)

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني