صادف الاثنين الـ 25 من إبريل 2016 ذكرى مرور عام على استشهاد البطل أحمد محمد قاسم الصمبحي أحد أبرز نشطاء الحراك الجنوبي وأبطال المقاومة الجنوبية بمنطقة جبل القضاة بمديرية الشعيب محافظة الضالع التي ترجل عنها شهيداً قبل عام من اليوم في جبهة لكمة حياز بالضالع إبان الحرب العدوانية الظالمة لقوات الغزو الشمالي الحوعفاشي على الضالع والجنوب في مارس من العام الماضي .
الشهيد أحمد محمد الصمبحي من مواليد منطقة جبل القضاة بالشعيب الضالع أب لـ 10 من الأبناء 8 أولاد وبنتان ، كان من أوائل المنخرطين في صفوف الحراك الجنوبي السلمي عقب انطلاقه في 2007م ويعد من أنشط وأبرز قادة الحراك بالمديرية والمحافظة كما أسلفنا ذكره ، وعند إعلان المقاومة الجنوبية نفسها رسمياً في 2012م بقيادة مؤسسها اللواء عيدروس الزبيدي كان الشهيد من أوائل المنخرطين للتدريب في صفوفها وحين اندلعت الحرب على الضالع والجنوب كان من الذين تدفقوا إلى جبهات الضالع القتالية للدفاع عن الأرض والعرض والدين، وعندما تم إعلان المقاومة الجنوبية في عام 2012م تواجدها على الأرض بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي القائد العام كان الشهيد الصمبحي حاضرا في أول عرض عسكري وظهور علني للمقاومة الجنوبية في مئوية الشهيد القائد بركان الشاعري بمدينة الزبيدي معقل انطلاقة المقاومة الجنوبية التي باتت اليوم الجيش الوطني والقوة الضاربة الحامية ليس للضالع فقط بل للجنوب بشكل عام .
عاش الشهيد الصمبحي مواطناً عاديا وغير موظف من المناهضين للظلم والاضطهاد ،ظل طوال حياته مكافحاً في سبيل توفير لقمة العيش الكريم لأولاده بعرق جبينه، كان متواضعاً يقول الحق ولا يخاف فيه غير الله قبل عام 2005م برز كناشط من نشطاء قيادات الحزب الاشتراكي في مركز جبل القضاة في إطار الحزب، عمل دون كلل سنوات طويلة وكان مقرر للاشتراكي في المنطقة ومندوباً لها للمديرية لسنوات طوال من أجل وطن يسوده العيش بحرية وكرامة .
الشهيد الصمبحي رحمة الله تغشاه كان مراقباً للانتخابات الرئاسية في 2006م مندوباً للمعهد الديمقراطي الأمريكي عن أحزاب اللقاء المشترك حينذاك، ويعد كذلك من أبرز نشطاء الحملة الانتخابية لمرشح المعارضة للرئاسة فيصل بن شملان حيث كانت محافظة الضالع هي المحافظة الوحيدة على مستوى البلاد التي اكتسح بن شملان أصواتها بنسبة تفوق 75% حينها .
وعند انطلاق الحراك الجنوبي السلمي في 2007م كان الشهيد الصنبحي من طلائع الملتحقين في صفوفه حتى العام 2012 مشاركاً فعالاً في فعالياته وحشد الجماهير إلى صفوفه ابتداءً من منطقته "جبل القضاة" ومروراً بالمناطق المجاورة وعموم مراكز مديرية الشعيب والمحافظة .
خلال سنوات من انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي كان الشهيد البطل احمد محمد قاسم الصمبحي في مقدمة أي مسيرة مع المناضلين الذين كسروا حاجز الخوف وواجهوا قوات الاحتلال في الضالع ولحج وعدن وأبين وردفان ويافع وفي عموم محافظات الجنوب المحتل أعُتقل في عدن أثناء مشاركته في فعاليات الحراك الجنوبي، وظل لأكثر من ثلاثة أسابيع في سجن المنصورة المركزي بمعية العشرات من الجنوبيين المنخرطين في الحراك الجنوبي السلمي المطالب بتحرير واستقلال الجنوب .
شارك الشهيد في كثير من العمليات القتالية ضد القوات اليمنية في الضالع وردفان ويافع مشاركة مشرفة في التصدي لقوات الجيش اليمني في القطاع العسكري بالحبيلين بردفان كما شارك في معركة تحرير جبل العر وله مشاركات في تنفيذ عمليات قتالية ضد معسكرات الاحتلال بالضالع قبل عام 2012م وكان أيضاً من القيادات التي أفشلت انتخابات 2012م وظل مرابطا في نقيل الشعيب بالضالع لأشهر لمنع دخول صناديق الاقتراع حينها إلى المديرية .
ما من محطة أو مرحلة ثورية وتاريخية مر بها الجنوب وحراكه السلمي منذ الانطلاقة في 2007م وحتى قبل عام من اليوم إلّا وتجد الشهيد الثائر أحمد محمد قاسم الصمبحي في المقدمة متواجداً ومشاركاً فعالاً سواء في الهبة الشعبية أو العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال اليمنية .
ظل الشهيد الصنبحي شديد الحرص في المشاركة بكل مليونيات وفعاليات الحراك بعدن مهما كانت الظروف ، فمرات كثيرة بحسب رفاقه كان يضطر إلى استدانة نفقات مشاركته ، جاهد جهاد الأبطال فكان نعم المناضل الحراكي والمكافح الصنديد ،وحين قرر الشعب الاعتصام المفتوح في ساحة العروض بعدن كان من المرابطين فيه وبقي مع جموع المعتصمين لأسابيع مّثل الحراك والشعيب والضالع خير تمثيل وكان شعاره الجنوب فوق كل اعتبار .
عاش الشهيد حياته مناضلاً حراكياً من الطراز الأول عزيزاً متفائلاً صلباً متمسكاً بهدف التحرير والاستقلال ، محافظاً على تضحيات الشهداء ، وسائراً على عهدهم نحو الجنوب الوطن ، ظل يبث التفاؤل والعزيمة والإصرار في صفوف الاخرين بأن الجنوب قادم لا محالة ، كان مكافحاً وصبوراً ومتابعا فطنا لتطورات الأوضاع في الجنوب كان ثائراً من نوع آخر ونبيل ، فلقد وهب حياته وجهده ووقته في سبيل الجنوب كل الجنوب .
عندما شنت ميليشيا الحوثيين وصالح غزوها الثاني على الضالع والجنوب أخذ الشهيد الصنبحي سلاحه الشخصي الذي لم يكن ملكه بل أخذه عهدة من أمين المنطقة " الشيخ أحمد علي القاضي" وانطلق يسابق الجميع إلى جبهات القتال بالضالع للدفاع عن الأرض والعرض والدين متصدياً لكل جحافل الغزو الشمالية الغازية للضالع والجنوب في أواخر مارس من العام 2015م .
الشهيد الفذ أبو صقر تنقل في أكثر من جبهة لمواجهة القوات الغازية للضالع لأكثر من شهر حتى سقط شهيداً في سبيل الدفاع عن كرامة وأرض وعرض الضالع وكل الجنوب في جبهة لكمة حياز أكثر الجبهات اشتعالا في المحافظة والتي كانت تشهد مواجهات عنيفة لأسابيع وظلت جثته لأكثر من ساعات لم يتمكن رفاقه من سحبها نتيجة اشتداد القصف عليهم من قبل جحافل الشمال الغازية للضالع والجنوب .
سقط البطل أحمد محمد الصمبحي شهيداً لتفقد فيه الضالع عديد من الشهداء إلى جانبه ، سقط بطل جبل لرباع وأول فرسانها شهيداً وهو لا يملك إلاّ حب الجنوب الذي تشّربه لسنوات، وظل يكافح بكل ما يملك لكي يرى الجنوب محرراً إلى أن اختاره شهيداً في 25 أبريل 2015 م .