مديرية المضاربة هي إحدى مديريات محافظة لحج وأكبرها مساحةً، حيث تبلغ نسبة المساحه٣٧٪من مساحة لحج وهي البوابة الغربية للعاصمة عدن مناطقها ساحلية وجبلية يتبعها أيضا مضيق باب المندب الاستراتيجي يحدها غربا المخا التابع لمحافظة تعز وشرقا مديرية البريقة وشمالا الوازعيه التابعة لمحافظة تعز.
خدمات في خبر كان
معانات الأهالي في المضاربة مسلسل متواصل منذ عقود لا خدمات صحية ولا كهرباء ولا مشاريع طرق متوفرة وكل ما تملكه هي مستشفيات قديمة عفا عليها الزمن، لا يوجد فيها الكادر المؤهل ولا العلاج الطبي الذي يساعد البسطاء ويوفر عليهم رحلة التعب والمعاناة إلى العاصمة عدن التي تعد الأقرب لمعالجة المرضى رغم قساوة الحياه التي يعانوها من شحة الإمكانيات ،وهل تصدق عزيزينا القارئ أن مديرية المضاربة بطولها وعرضها والتي تبلغ مساحتها أكثر من ثلث مساحة لحج لا يوجد فيها تيار كهربائي لمنزل واحد من الآلاف من منازلها أسوة بأخواتها من مديريات المحافظة ،أضف إلى ذلك غياب مشاريع الطرق التي لم تكتمل وغياب مشاريع المياه في أكثر مناطق المديرية التي كتب الله لأهلها معاناة مرارة الحياة وقساوتها.
جبهات قتالها بإمكانيات قبائلها المحدودة.
المضاربة هي إحدى مديريات الجنوب التي تقع في الحدود الشمالية وتشهد حربا ضارية مع مليشيا الحوثي وصالح في الحدود الشمالية الجنوبية وفي غربها تدور المعارك من أجل السيطرة على باب المندب الاستراتيجي من قبل مليشيات الحوثي وصالح التي تدفع بكل قواتها وإمكانياتها في جبهة باب المندب غرب العاصمة عدن , وفي شمال المديرية مناطق جبلية تشهد هي أيضا معارك لا تقل ضراوةً عن معارك باب المندب من أجل السيطرة على شمال المضاربة وتخفيف جبهة باب المندب غربا على المليشيا التي قابلت قبائل عنيدة وبإمكانياتها المحدودة من عدة وعتاد إلا أنها كانت لها بالمرصاد أمام قوة وعتاد المليشيا التي تمتلك كل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة والتي لم تستطع من السيطرة على متر واحد من هذه المديرية بفضل قبائل عنيدة رغم فقر أهلها ومعاناتهم وغياب الدعم الكافي من التحالف وقيادة المنطقة سوى جهود يبذلها العميد الركن عبدالغني الصبيحي قائد لواء زايد، ولكنها ليست كافية لكل الجبهات الجبلية التي تشهد معاركها في الاغبره والمحاولة والكعلله وعلى طول السلسلة الجبلية لهذه المديرية.
غياب الدور الطبي في جبهات القتال.
في خضم كل الأحداث التي تشهدها المديرية من معارك غربا وشمالا تكمن مشكلة أخرى من مشاكلها وهي مشكلة الدور الطبي وغيابه في جبهات القتال، ففي ظل مستشفيات أصبحت أشبه بالكهوف لغياب الكادر الطبي وإهمال المسؤولين.
هناك جرحى يسقطون في جبهات القتال، حيث إن الجريح الذي يسقط جريحاً في سلسلة جبلية مرتفعة لم يكن أمامه إلا عدن كقبله له لإنقاذ حياته والتي تبعد ما يقارب الثلاث ساعات لعدم توفر الخط المزفلت والذي ربما قد يقضي الجريح نحبه وهو في الخط نتيجة لنزيف حاد به وذلك بسبب عدم توفر مستشفى ميداني يقوم بمعالجة أوليه للجرحى .
المحافظ الخبجي وآمال الأهالي
في ظل المعاناة الكبيرة لأبناء هذه المديرية تبقى هناك آمال كبيرة معلقة على عاتق المحافظ الجديد لمحافظة لحج والذي اتخذ قرارات وتغييرات أثلجت صدور أبناء هذه المحافظة ويبقى الأمل فيه كبير لحل هذه المشاكل التي تعاني منها أكبر مديريات لحج والتي ظلت لعقود تعاني الاهمال بسبب فساد النظام السابق والذي اتخذ من هذه المديرية مرتعاً له ولأعوانه على حساب المواطن المغلوب على أمره.
فثقة أبناء هذه المديرية بالسلطة المحلية الجديدة فتحت نافذة أمل أمام المواطنين البسطاء لأبناء المديرية بعد أن ظلت عقودا واليأس يدب على حالهم والمعاناة راكبةً على عاتقهم جاء الزمن الذي سقط من أجله الشهداء في ساحات النضال السلمي وفي كفاحهم المسلح أمام الغزو الشمالي الهمجي والذين يحدوهم الأمل بعد هذا بتصحيح الأوضاع وبناء دولة سيادية تخدم مصلحة الوطن والمواطن.