نكتب كلاماً موجزاً عن ما حدث في قليل من الزمن مع الشهيد الثائر أيمن صالح محسن علي في مراحل حياته مع تزامن الذكرى الخامسة لاستشهاده فهذا للتذكير " إن الذكرى تنفع المؤمنين" كما قال وصدق ربنا جل في علاه.
ذلك الشهيد الجريح المولود في منطقة الثمير مديرية ردفان محافظة لحج عام 1984م حصل على مؤهل دراسي ثانوية عامة.. كان الزمان الاثنين 17/4/2011م موعد الشهادة والرحيل ليدفن في مقبرة الشهداء في موكب جنائزي حاشد وحزين .
كان هناك يوم بلغت الشدة ذروتها من الغضب والغليان كان الشعب على موعد مع مسيرة الغضب لأجل الكرامة في يوم خرجت فيه ردفان بشيوخها وشبابها تهتف ضد القوات العسكرية في حملتها على ردفان وفيها خرج الشهيد أيمن أعزلاً مع إخوانه الثوار فكان الرد عنيفاً من قبل تلك القوات فأصيب الثائر أيمن إصابة لم تجعله حياٌ ولاميتاً بل كان ( جريحاً شهيداً ينتظر الزمان فقط) منذ إصابته، عانى كثيراً من ويلات الألم والجراح أجريت له عدة جراحات، لكن لم يزل الألم، تكفلت أسرته وتحملت نفقات العلاج داخلياً وخارجياً في مدينة بونا الهندية بذلت في ذلك جهدا دؤوبا وعملاً مضنياً.
الشهيد أيمن رحمه الله واجه مرارة البطالة وعثرة الأمنيات والأوجاع التي ضاعفت معاناته، كتب موعداً غير آجل مع الفراش إلى أن ودعا بعضهما ،لقد عاش ميسور الحال في أسرة أعطت الكثير للمجتمع من الخدمات وهذا ما كان عليه والده العقيد صالح محسن الذي عاش جل حياته يخدم أمن المجتمع ومنها في ردفان .
الشهيد منذ اندلاع الثورة الجنوبية لم يبارح زمان ومكان إقامة الفعاليات، فكان يشارك فيها ، وذلك لنشوة إحساسه الثوري وحلمه الزائد في رؤية وطن يريد أن ينعم فيه ويستقر، لكن لم تشأ قدرة الله، فشاءت له نيل الشهادة ويؤرشف في سجلات شهداء من أجل وطن ويغلف اسمه بالتاريخ، ومن هنا نكتب ليقرأ الباحثون عن المال نتيجة ملذات أهوائهم الشخصية الميالة للكسب الدنيوي على حساب الشهداء والوطن لبناء مستقبلهم عبر جمع الأموال والفيد، ونقول لهم تمهلوا يا أولئك النفر من الناس لا تنسوا أن هناك شهداء وهبوا أنفسهم لأجل وطن وكان يحلمون بأن ينعموا ويبنوا مستقبلهم ليعيشوا في الحياة معززين مكرمين، لكنهم أرادوا مجداً، فكيف لا يتولد الإحساس البشري والرضى بالقناعة بدلاً من النخر في جسد هذا الوطن عبر الفيد وجمع المال والبحث عن عقارات، لا يجب النسيان فللشهداء حق من هذا الوطن.....
* الشهيد بسام عبدالسلام القطيبي
ونحن في أيام الذكرى الأولى لاستشهاد البطل بسام عبدالسلام حسن العيسائي القطيبي المولود في مديرية ردفان بمحافظة لحج عام ١٩٩٤م نسرد كلاماً عن سيرته وبعض اللمحات النضالية.
إنه شهيد وطن من أجل الاستقرار والأمن والأمان الذي لم يكن يريد العيش وجزء من وطنه يأكله الإرهاب فأراد أن يتصدى للعناصر الخارجة عن القانون فتطوع لذلك ووهب نفسه مودعاً أهله وذويه.
الشهيد رحمه الله كان شاباً متواضعاً غيوراً على وطنه كسب سمات عن الدفاع عن الوطن من كنف جده المناضل الشيخ حسن شائف وكذلك تعلم من والده التربوي القدير عبدالسلام حسن، تلك الأسرة التي مزج صيتها بالتواضع والسلوك الحسن والتقى والمواقف المجتمعية وحب الخير وعمله إن كان مستطاع والانفتاح على الناس.
الشهيد رحمه الله كان من طلائع الشبان الذين أسهموا في مسيرة الثورة الجنوبية، شارك في كثير من فعاليات ومهرجانات الثورة الجنوبية وما تلاها من أحداث، الشهيد تزوج وأنجب طفل وطفلة، خرج الشهيد مع رفاقه من أرض التاريخ ردفان متوجهاً إلى لحج الخضيرة التي كانت حزينة وذلك لحفظ الأمن والاستقرار في مدينة الحوطة إلى جانب إخوانه المرابطين من رجال الجيش والأمن، شد الهمة وقصد العزم على ذلك الأمر فقاوم مستبسلاً ومتصدياً لتلك العناصر الإجرامية التي عبثت بالأمن وأزعجت وأرعبت الآمنين وفي ظهيرة يوم الأربعاء الثامن عشر من مارس لعام ٢٠١٥م التي سبقت أحداث الحرب الأخيرة سقط بسام شهيداً على أيادي الغدر والإرهاب ليرحل عن هذا الوجود وتذهب روحه إلى خالقها ومالكها، ويحجز له مكاناً بين شهداء قتلوا من أجل وطن فرحل نفساً وجسداً، ويظل اسماً شامخاً في الحياة وشيع في ردفان في موكب جنائزي حزين داعيين ربنا أن يسكنه فسيح الجنان والصبر والسلوان والخير لأهله وذويه إنا لله وإنا إليه راجعون ....