صعوبة التوصل للاتفاق لعدم وجود الرغبة لطرفي الصراع لإيقاف الحرب(لقاءات)
لقاءات / خديجة الكاف

عقدت في الكويت مباحثات السلام اليمنية وفي افتتاح جلسة المباحثات التي افتتحها رئيس مجلس الوزراء بالإنابة، ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح بين الحكومة ووفدي الحوثيين والمخلوع صالح، برعاية الأمم المتحدة، وتوقعاتها بإحراز نتائج إيجابية، وذلك من أجل  إنهاء الحرب والأزمة التي يعانيها اليمنيون، وقد لقيت ترحيبا من قبل التحالف العربي  في وسط من الخروقات التي ترتكبها مليشيات الحوثي إلا أن  الأمم المتحدة تبذل الجهود الكبيرة  لتنفيذ القرار 2216 وتستمر في مراقبة وقف إطلاق النار، والتصدي لأي خروق.

حيث دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد أطراف النزاع إلى حضور الجلسات بحسن نية ومرونة  من أجل التوصل إلى حل سياسي ومخرج نهائي من الأزمة اليمنية .. مشيرا إلى أن خطة العمل المطروحة تشكل هيكلية صلبة لمسار سياسي جديد سوف يساعد اليمن واليمنيين على الاستقرار والعيش بسلام، معرباً عن يقينه بأن التوصل إلى حل عملي وإيجابي يتطلب تنازلات من مختلف الأطراف، سوف يعكس مدى التزامها وسعيها إلى التوصل لاتفاق تفاهمي شامل.

وذكر أن الواقع الجنوبي يبقى محط اهتمام رئيسي، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك تصور شامل للمرحلة المقبلة، يجري بحثه مع الأطراف المعنية، وعلى رأسها القيادات الجنوبية.

ومن خلال متابعتنا لهذه المباحثات خلال اليومين الماضيين أجرينا بعض اللقاءات حول التوقعات التي يراها بعض المهتمين والمتابعين في الشارع الجنوبي وإليكم حصيلة ذلك :

واقع جنوبي بدلا عن القضية الجنوبية

قال في مستهل اللقاء الأخ باسم محمد الشعيبيناشط في الحراك  : ((إنني أعتقد أن مشاورات الكويت لن تفضي إلى توقف الحرب رغم البوادر الايجابية التي رصدت في الحوار الحوثي السعودي .

وأشار إلى عدم وجود رغبة حقيقة لطرفي الصراع ( الحكومة و المتمردين ) في التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب، لأن كل طرف بات يتكسب من الحرب والمواطن هو الوحيد الذي يعاني ويلات الحروب .

وأضاف أن الحوثيين والمخلوع  صالح لا يريدون التنازل عن المناطق التي سيطروا عليها  والسلاح الذي استولوا عليه وبالمثل فالحكومة لن تقبل بخيارات أقل من تسليم السلاح والانسحاب من المدن ومن هنا تأتي صعوبة التوصل للاتفاق , ربما إذا تغير الواقع على الأرض نجد فرصة أكبر للسلام .

وأكد أن المليونية التي احتشدت في ساحة العروض  حملت رسالة هامة،  وقد وصل صداها ، وما يؤكد لنا ذلك هو حديث المبعوث الأممي الذي بات يتحدث عن واقع جنوبي بدلا عن القضية الجنوبية .

وفي سياق حديثه أشار إلى تصريح المبعوث الأممي وقال: إن علينا أن نفهم جيدا القضية وأنها ستولى اهتماما خاصا وستعالج مع ذوي العلاقة وخاصة القيادات الجنوبية وفي هذا دليل على أن زمن ادعاء تمثيل القضية والحراك لم يعد ينطلي على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي

الجنوبيون يمتلكون قوة يصعب تجاهلها

من جهته تحدث الأخ بسام القاضيصحفي في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية حول  مباحثات الكويت قائلا: هذه المفاوضات مثلها مثل مفاوضات جنيف 1 وجنيفيستغلها وفد ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح لإعادة ترتيب صفوفهما على الأرض ، نتيجة وجود اختلافات كثيرة بين وفد الشرعية والانقلاب  وعدم وجود نقاط التقاء بين الطرفين، هذه المباحثات مكتوب لها التعثر والفشل ولابد من اعتراف بأنها أزمة شمالية جنوبية

وأشار إلى أنه منذ انطلاق الجلسة الأولى للمباحثات لقيت القضية الجنوبية  تجاهلا ولم تسهم في مناقشتها  لكونها تمثل مطلبا شعبيا، فالجنوبيون يمتلكون قوة على الأرض ومن المستحيل تجاهل أي مفاوضات لهم،  فلهذا لن يكتب لها النجاح .. مشيرا إلى أن المليونية الأخيرة للجنوب أكدت للعالم أجمع أن قضية الجنوب سياسية ومطلب الشعب هو فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب والعودة إلى ما قبل وحدة 1990

وأضاف أن رسالة المليونية صادمة للكثير كونها تأتي بعد أكثر من عام من الحرب الظالمة التي شنتها قوات الغزو الشمالي على الجنوب، حيث تحول الحراك إلى مقاومة جنوبية للدفاع عن أرضه وكرامته واستطاع دحر قوات الغزو الشمالي من كل ربوع الجنوب وهو الآن يخوض حربا ثانية مع قاعدة المخلوع صالح ودواعش ال الأحمر وحزب الإصلاح، ومثلما انتصر على الحوافيش سننتصر على الإرهاب .. مضيفا أن رسالة المليونية وصلت للمتفاوضين بالكويت وكل العالم  والجنوب في طريقه للسيطرة على كامل أرضه وتطهير محافظاته من الإرهابيين .. ولن تستطيع أي قوة بعد الله في العالم أن تفرض أي مشاريع منقوصة على الجنوبيين غير استعادة دولتهم كاملة السيادة وغير منقوصة.

وفي ختام حديثه عبر عن ما اتصف به  الحوثيون وأنصار المخلوع صالح ومعهم حزب الإصلاح وكل الشمال قوى من صفات الغدر والكذب وعدم الالتزام بأي اتفاقيات وقد تم  تجربتهم في مفاوضات عديدة .. كيف يعقل أن نجد الحل في إيقاف الحرب في الوقت أن المتفاوضين لإيقافها كلهم تجار حروب ولصوص  ومافيا .

المليونية رسالة لاستعادة الدولة

من جانبها قالت الأخت سلوى عبدالغنيناشطة سياسية إن المليونية التي أقيمت بعدن في السابع عشر من أبريل والتي خرجت من أجلها الحشود الجنوبية وكان لها التأثير الكبير للقضية الجنوبية،  وكانت رسالة واضحة  للعالم وكذلك إلى المباحثات التي تجرى بالكويت من أجل إعادة السلام أن شعب الجنوب لن يرضى إلا باستعادة دولته فقد ضحى أبناؤه في سبيل ذلك .. مشيرة إلى أن وفد الحوثي والحكومة اليمنية دائماً يفاجئونا بما لم يكن بالحسبان وصعب جداً أن أتوقع نتائج  إيجابية في ظل الاختلافات والخروق التي يقوم بها الحوثيون في أرض الواقع .. مؤكدة أن الحوثيين لحد هذه اللحظة لم يعترفوا بالشرعية فكيف ستتم هذه المشاورات .

مباحثات الكويت لا تخدم آمال وتطلعات الشعب الجنوبي

وقال الأخ نائف زين ناصر اليافعي - مدير مكتب الإعلام خنفر -إعلامي ورسام كاريكاتير متحدثا عن المليونية الأخيرة كان  لها تأثير على مباحثات الكويت فإن القضية الجنوبية كانت ومازالت جوهر كل ما جرى ويجري في الساحة، حيث أصبحت القضية الجنوبية تلقى إجماع محلي وعربي ودولي فهو  الحل العادل والمنصف للقضية .

وأشار إلى أن موضوع طرح واستعراض مخرجات ما يسمى بالحوار الوطني أو المبادرة الخليجية  في مباحثات الكويت هو طرح لم يعد يجدي بعد ما قامت وتقوم به مليشيات الحوثي المخلوع صالح .. مشيرا إلى  خروج عدة مليونيات كان أكبرها وأبرزها المليونية الأخيرة  التي كانت رسالة  لجميع الأطراف  التي تجلس في طاولة المباحثات في الكويت .

أكد أن  مباحثات الكويت يجب أن لا تتجاهل قضية هذا الشعب العظيم وحلها الحل المنصف والعادل الذي يتناسب مع آمال وتطلعات هذا الشعب الذي صبر كثيرا وناضل كثيرا وقدم قافلة من الشهداء والجرحى والمعتقلين .. مؤكدا أن الحشود التي خرجت لها تأثير إيجابي على القضية الجنوبية العادلة، وإن لم تكن هناك نتائج إيجابية وحلول عادلة ستبقى المشاكل أو دعينا نقول الدوامة المعاشه .

المباحثات تهدف لإنهاء الحرب

وتحدث الأخ وضاح مجاهدناشط في الحراك عن المباحثات التي تجري بالكويت بين أنصار الشرعية وأنصار الانقلاب وتحت رعاية خليجية هدفها الأساسي بالوقت الحالي إنهاء الحرب وإعادة تقسيم السلطة بين المتحاربين بالشمال .. موضحا أن السعودية  حصلت على ضمانات من طرف الانقلابيين بعدم  تعرض أراضيها وحدودها الجنوبية لأي عمليات عسكرية وبعد أن تمكنت كذلك من تدمير جزء كبير من الترسانة العسكرية التي استولى عليها الحوثي وكان يهدد بها أراضي المملكة.

وأوضح في حديثه عن  القضية الجنوبية بأنها مستبعدة من أي نقاش بالكويت .. مؤكدا أن المباحثات لن يكون لها أي تأثير إيجابي بخصوص قضية الجنوب ومطلبه بالاستقلال بل على العكس سيكون هناك تأثير سلبي عليها إذا اتفقت كافة الأطراف المتحاربة بالشمال.

الالتفاف الشعبي حول القضية 

وفي ختام لقاء مع الأخ صبري الحبيشي - ناشط سياسي حول المباحثات في الكويت للسلام في اليمن، حيث أشار إلى أن المليونية التي زينها شعبنا بالجنوب كانت عبارة عن استفتاء تكرر مرارا في مليونيات سابقة احتضنتها العاصمة عدن، وهي رسالة أرسلت بواسطة الحشد والالتفاف الشعبي الجنوبي حول قضيته العادلة وحقه في تقرير المصير.

وأكد على أن الصوت الجامع الكبير الذي قد وصل للعالم وخاصة لأشقائنا في دول الخليج ومنظومة التحالف العربي ومن يتفاوضون في الكويت ، حيث تم تأكيده  في كلمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة ولد الشيخ أن الواقع الجنوبي محط اهتمام رئيسي و لابد أن يكون له تصور شامل مستقبلا وسيتم مناقشته مع القيادات الجنوبية، فإن هذا التصريح يعتبر اعتراف واضح وكامل بنضال الشعب الجنوبي.. مضيفا  أن القضية الجنوبية لم تكن قضية على الهامش، بل هي مفتاح حل الأزمة اليمنية إن تم معالجتها حسب ما يرتضيه الشعب فهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في ذلك.

وأضاف في حديثه حول المباحثات أنه يرى الأفق غير واضحة وخاصة أن الانقلابيين لا يؤمنون بالوفاء بالتزاماتهم ولنا الكثير من الدروس السابقة التي أثبتت عدم التزامهم بالاتفاقات منها مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.

وفي ختام حديثه دعا  الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن يكشفوا الحقائق وأن يقوموا بتسمية الطرف المعرقل والمراوغ وملاحقته قانونيا والعمل على تنفيذ قرار 2216 بأي شكل من الأشكال الممكنة.

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني