مؤسسة الأثاث والتجهيزات المدرسية بعدن.. بين ترميم الذاكرة.. والاستماتة من أجل البقاء(تقرير وصور)
تحقيق/منير مصطفى مهدي

كغيرها من مؤسسات الدولة ومؤسسات القطاع العام والخاص تعرضت مؤسسة الأثاث والتجهيزات المدرسية بعدن لأضرار بالغة في جميع محتوياتها بسبب الحرب المدمرة على عدن من قبل الحوثيين وأنصار صالح ، الأمر الذي انعكس على نشاطها وإنتاجها ومرتبات وحوافز عمالها.. ولكن على الرغم من ذلك امتصت المؤسسة هذه الأضرار وهذه التحديات واستطاعت استعادة نشاطها بنفس الجودة والمنافسة أمام القطاع الخاص إن لم يكن أحسن منه فضلا عن التسهيلات في نظام التقسيط المربح للزبائن وبالذات موظفي الدولة ولازالت تمثل رقما وعنوانا متميزا في تغطية متطلبات مختلف مؤسسات الدولة.

ولكن هذا لا يعني أن المؤسسة لازالت تعاني من مترتبات الحرب ومعاناة عمالها خصوصا في عدم انتظام عمالها وعاملاتها ، هذا الأمر شكل تحديات حقيقية أمام المؤسسة مالم تجد المساندة من الدولة ومن المنظمات والهلال الأحمر الإماراتي ودول التحالف على وجه الخصوص .

ولتسليط الضوء على هذه الاشكاليات التي تعاني منها المؤسسة كأعرق مؤسسة إنتاجية جنوبية قامت صحيفة "الأمناء" بالنزول الميداني لتلمس الواقع، حيث التقينا بقيادة المؤسسة واللجنة النقابية وبعض العاملين فيها وكانت البداية مع القائم بأعمال المدير العام للمؤسسة عبدالله حسين أحمد الصبحي والذي وجدناه في مكتبه المكتظ بالعمال الذين يشكون له ضيقهم المالي بسبب تأخير رواتبهم لعدة أشهر وتأخير حوافزهم، حيث إن الصبحي قد كلف بهذا المنصب القيادي منذ شهر، وليس بيده عصا سحرية لمعالجة كل المشاكل المتراكمة التي تعاني منها المؤسسة من قبل الحرب وبعدها والتي امتدت هذه المعاناة حتى تراكمت عدة أشهر في حرمان العمال من استلام رواتبهم.

اتفاقية مع الهلال الأحمر الإماراتي

تحدث القائم بأعمال المدير العام لمؤسسة الأثاث والتجهيزات المدرسية عبدالله حسن الصبحي قائلا :"منذ بداية الحرب وبعد تحرير عدن والمؤسسة تعيش حالة تردي ورواتب العمال تم توقيفها من قبل المؤسسة الاقتصادية بصنعاء إبان سيطرة الحوثيين، ولكن على الرغم من هذا الوضع قامت المؤسسة بعدن بعقد اتفاقية مع الهلال الأحمر الإماراتي لتأثيث مدارس عدن في تصنيع 9500 كرسي وتم تنفيذها في الوقت المحدد بفضل جهود المرحوم المحافظ السابق جعفر محمد سعد وحاليا نتوجه إلى قيادة محافظ عدن عيدروس الزبيدي بمخاطبة الهلال الأحمر الإماراتي لإعطائنا الأولوية في الاتفاقيات الخاصة بتأثيث مدارس محافظات لحج وأبين والضالع حتى نتمكن من الايفاء برواتب العمال والموظفين التي تصل إلى 29 مليون و800 الف ريال وكذا مخاطبة الحكومة بالعمل على إعادة المؤسسة إلى قطاع التربية والتعليم".

المؤسسة منافسة للقطاع الخاص في الجودة والسعر

وأكد الصبحي : بأن الإنتاج حاليا مستمر في صناعة الأثاث المنزلي والمكتبي إلى جانب طلبات الزبائن إذ أن منتوجات هذا القطاع تتميز بالجودة العالية فضلا عن أن هذه المؤسسة منافسة للقطاع الخاص في الجودة والسعر وكذلك ضمان ما بعد التسليم عند حدوث أي شيء .

وفيما يخص تأخير صرف رواتب العمال يقول القائم بأعمال مدير عام المؤسسة:" لدينا مراسلات مع المؤسسة الاقتصادية بصنعاء بفتح رواتب العمال للأشهر الماضية منذ يوليو العام الماضي وحتى مارس من العام الحالي والاستمرار في صرف الرواتب أسوة بالقطاعات الخاصة التابعة للمؤسسة الاقتصادية".

مضيفا بالقول :"بأن مؤسسة الأثاث والتجهيزات المدرسية تأسست عام 1970م وكانت تابعة للصناعة والتجارة من حيث الاشراف حتى عام 2000م، ومن ثم تم ضمها إلى وزارة التربية والتعليم وفي عام 2009م تم ضمها إلى المؤسسة الاقتصادية إذ  وصل الانتاج حينها إلى 400 ألف كرسي سنويا إلى جانب الاثاث المكتبي والمنزلي بتوفرها للقطاع العام والخاص والموظفين بنظام التقسيط " .

تحديات وعراقيل

 وحول التحديات والعراقيل التي تواجه المؤسسة أوجزها بالقول :"الإسراع في معالجة قضايا العمال وصرف رواتبهم وحوافزهم ومطالبة المؤسسة الاقتصادية بإمداد قطاع الاثاث في عدن بالاتفاقيات والتمويل لشراء مواد الخام بحسب قرار مجلس الوزراء الصادر في 2010م".

سطو ومعاناة في عبء المديونية للهيئة العامة للتأمينات

كما لفت الصبحي إلى أن :"هناك سطو من قبل بعض الناس على أراضي المؤسسة وخصوصا الأرضية الخاصة بالمؤسسة بجانب مدرسة الشهيد إدريس حنبلة بمساحة 65*65 متر مربع بمنطقة القاهرة داخل سور مدرسة إدريس حنبلة وهناك أيضا ما تعانيه المؤسسة من عبء المديونية، مديونية المؤسسة للهيئة العامة للتأمينات الخاصة بالأعمال التي وصلت إلى أكثر من مائة مليون ريال وكذلك مديونية المؤسسة للتأمينات للمتقاعدين، وهناك عامل آخر في هذا الخصوص وهو مطالبة الهلال الأحمر الإماراتي كحجز الاتفاقيات الخاصة بالأثاث المدرسي في جميع المحافظات لمساعدة المؤسسة في التغلب على وضعها المالي الصعب".

نداءات استغاثة

وتوجه القائم بأعمال  مؤسسة الأثاث بعدن بنداء استغاثة عبر "الأمناء" إلى مدير عام مديرية الشيخ عثمان أحمد المحضار للتعاون ومساعدة المؤسسة في حل إشكالية السطو والاقتحام لأرضيتها الواقعة في سور إدريس حنبلة بمنطقة القاهرة، كما توجه بالنداء إلى المقتحم لمعرض المؤسسة الكائن في الشارع الرئيسي وتعويضها عن الفترة السابقة والأثاث الذي كان يحتويه المعرض، وهناك حكم صادر عن المحكمة بهذا الخصوص ، كما ناشد القائم بأعمال المؤسسة الصبحي الأخ مأمور مديرية التواهي التدخل لحل إشكالية المؤسسة مع الباسط لأراضي المؤسسة الكائن بمنطقة كهرباء حجيف الذي كان يستخدم للمؤسسة وكذا في ميناء السفن التي كانت تستخدم في السابق من قبل مؤسسة الاثاث.

وأكد الصبحي بقوله :"إن المؤسسة ستقوم بما يلزم عليها للحفاظ على ممتلكاتها وذلك من خلال المتابعة مع الجهات الرسمية في المحافظة والمديريات : ، محذرا بقوله :"في حال حصول أي مقتحم لأرضية المؤسسة أو معارضها على وثائق رسمية من قبلها ستتحمل الهيئة العامة للأراضي وعقارات الدولة كافة النتائج أمام السلطة التنفيذية والقضائية في المحافظة وفي حال أي صدامات قد تحدث بين العمال الذين سيدافعون على أراضيهم وممتلكاتهم التي حصلوا عليها وفق الإجراءات الرسمية الموقعة قانونيا".

مؤسستنا كسرت احتكار القطاع الخاص

نائب مدير الشؤون الإدارية بالمؤسسة عبدالله محمد ناصر السعيدي قال :"إن مؤسسة الأثاث والتجهيزات هو المرفق الوحيد في البلاد الذي مازال يحتفظ بأصول القطاع كأعرق مرفق إنتاجي ".

نفذنا إضرابات وطرقنا كل الأبواب

فيما يقول رئيس اللجنة النقابية العمالية بالمؤسسة ياسر النخلاني :"إن النقابة نفذت عدة إضرابات للمطالبة بالحقوق المشروعة للعاملين بما فيها صرف المرتبات المتأخرة وطرقت كل الأبواب المشروعة علها تجد الاستجابة لهذه الاشكاليات"، ويشير النخلاني إلى الدور الطيب الذي قدمته دولة الإمارات ممثلة بالهلال الأحمر الإماراتي من خلال إبرام الاتفاقية مع المؤسسة التي نفذت في وقتها بنجاح لتأثيث مدارس عدن.

نتمنى من الإماراتيين رفد المؤسسة بالاتفاقيات

أمين عام النقابة منصور علي حسن قال :"النقابة ستظل مدافعة عن حقوق العمال ولن تترك المؤسسة فريسة لمن يريدوها أن تنهار عبر أسلوب تجويع العمال وأسرهم والمتمثل بإيقاف صرف الرواتب لشهور عديدة"، مطالبا الهلال الأحمر الإماراتي في استمرارية رفد المؤسسة بالاتفاقيات القادمة لتأثيث مدارس لحج وأبين والضالع بالأثاث المكتبي والمدرسي المحلي والخارجي".

الدولة غائبة في حل مشكلة رواتبنا

بعض العمال ومنهم مهدي ناصر مبارك وحلمي أحمد صالح ورأفت بدر حمود ومحمد عبدالرحمن عبادي تحدثوا للأمناء بالقول :" مؤسسة الأثاث تعتبر من أفضل المؤسسات الانتاجية ومن الظلم أن يظل العامل سبعة أشهر بدون راتب فهناك عمال رواتبهم لا تزيد عن 45 الف ريال فالدولة غائبة في إنصاف عمال المؤسسة ، فالاتفاقية المبرمة بين المؤسسة والهلال الأحمر الإماراتي نفذت بدقة ونجاح وساعدت في رفد إيرادات للمؤسسة في ظل الوضع المالي الصعب التي عاشته المؤسسة وعدم صرف رواتب العمال من قبل المؤسسة الاقتصادية".

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني