قائد مقاومة الملاح "أبو علي" لصحيفة "الأمناء" : ما زلنا في مرحلة التحرير وما يجري الحديث عنه من دمج وترتيب لم يلامس الواقع
حاوره / رائد الغزالي

أجرت صحيفة "الأمناء" حواراً مع القائد الميداني للمقاومة الجنوبية بمديرية الملاح "وضاح محمد علي فارع" المكنى بـ(أبو علي)، وفي هذه الحوار تم التطرق إلى عدة قضايا منها قضية علاج الجرحى، ودمج المقاومة الجنوبية وترتيب أوضاعهم في جبهة الملاح..

ويعد أبو علي أحد القيادات الميدانية التي أسهمت في  الكثير من المواقف البطولية في أحداث الحرب الأخيرة وقبلها تعرض أبو علي للأسر أثناء مداهمته لمواقع الحوثيين في جبهة بلة بردفان ونقل إلى صنعاء ثم تم الإفراج عنه في صفقة تبادل للأسرى مع الحركة الحوثية وحظي باستقبال الأبطال في مديرية ردفان والمديريات الواقعة في نطاقها.

كما أن "أبو علي" مرَّ بظروف صعبة جداً، حيث تعرض لحادث مروري أصيب على إثره إصابة خطيرة كاد أن يفارق الحياة بعدها؛ لكن شاءت قدرة الله أن ينجو منها، فإلى المقابلة..

  • كيف أصبح وضعك الصحي بعد الحادث المروري الذي تعرضتم له مؤخراً ؟
  • أولاً شكراً لكم على تلمسكم همومنا وعلى نزولكم والسؤال عنا فهذا يدل على حرصكم ورباطة جأشكم في حرصكم على متابعة أحوال الناس،، بالنسبة لوضعي الصحي أحمد الله تعالى على الصحة والعافية صحتي جيدة والحمد لله وأجدها هنا فرصة لتقديم الشكر والتقدير للأخ اللواء عيدروس الزبيدي لوقوفه إلى جانبنا ومساعدته لي أثناء العلاج وكذلك الكثير من الشخصيات في ردفان لطمئنانهم على صحتي لحظة بلحظة عندما كنت في غيبوبة الإصابة والأهم حالياً هو الأمن والاستقرار وتحقيق هدف شعب الجنوب وهو التحرير والاستغلال  ومعالجة الجرحى ورعاية أسر الشهداء.
  • ما تقيمكم لو ضع البلاد بعد أحداث الحرب الأخيرة؟

- أوضاع البلاد بعد أحداث الحرب الأخيرة، نوضح لكم أننا في المقاومه الجنوبية كان ولا يزال عندنا هدف أساسي واستراتيجي وناضلنا وضحى من أجله الكثير من الشهداء والجرحى منذ عام ١٩٩٤ وعندما تعرض الجنوب إلى الغزو العفاشي اشتدت القوى المعادية على الجنوب وبتدخل التحالف بقيادة السعودية لمساندة شعب الجنوب في تحرير أرضه من العدوان فهذا الدعم من التحالف أعطى حافز معنوي للمقاومة الجنوبية في الحسم وتحرير الجنوب في وقت قصير ومن منظوري الخاص فإنني أرى  أن الوضع يتحسن إلى الافضل بإذن الله رغم أن هناك  القصور في كثير من الجوانب ولكن نحن على ثقة بأن التحالف سوف يقدم المزيد في ترتيب أوضاع البلاد أكثر وأكثر  وسيفي في التزاماته تجاه قضية الجنوب وهذا إن كانت هناك جدية في أخذ ذلك من منطلق الحرص على المصلحة العامة للمنطقة...

  • هل تم ترتيب وضعكم كمقاومة جنوبية في الملاح عملياً ؟
  • رد متأسفاً نحن في المقاومة الجنوبية في مديرية الملاح لم يتم ترتيب وضعنا لا بصغيرة ولا بكبيرة كما نؤكد لكم بأن المقاومة الجنوبية في الملاح خاصة ومديريات ردفان عامة نعمل ليلاً  ونهاراً من أجل إيجاد الأمن والاستقرار بجهودنا وإمكانياتنا الذاتية مثلنا مثل مناطق الجنوب كما نشعر بأننا مازلنا في مرحلة التحرير وما يجري من دمج وترتيب وغيره لم يلامس الوقع مجرد تمويه إعلامي..
  •  بالنسبة للوضع العام في الجنوب بعد التحرير، الواقع أفرز نتائج غير مرضية للشارع؟ والشهداء لم يحظوا بالرعاية وضعف الخدمات الأساسية والوضع الأمني . إلى ماذا تعزي ذلك؟
  • أجاب الوضع العام في محافظات الجنوب طبعا شعبنا يتطلع وينظر على أن التحالف أتى لمساعدته وتحقيق أهدافه وهذا إلى الآن لم يحصل وكنا نأمل أن يحصل شيء يعيد البسمة لأبناء الجنوب وخاصة العاصمة عدن ومحافظة لحج التي هي جغرافيتنا حتى في أبسط الخدمات لكن المعاناة ما تزال، وهذا باعتقادي بسبب أن هناك قوى أخرى  تحاول أن تعكر صفو هذا التفاهم والدعم والمساندة فخلقت لنا بعض الإشكاليات مما سنح ذلك لخلايا الاحتلال التوغل وافتعال الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار وبصراحة الناس تريد أن ترى الخدمات تعود والتنمية والأمن والاستقرار والسلام..
  •  ماذا يعني انضواء بعض كبار قادة الحراك المطالب بالتحرير والاستقلال تحت جلباب الشرعية  هل يعني التراجع عن تلك المطالب؟
  • هذا لا يعني أن هؤلاء قد قبلوا بالأمر الواقع في إطار اليمن الواحد أو ما يسمى الشرعية  لكن الضرورة الأمنية وحاجة المجتمع الجنوبي في ظل الغياب التام للسلطة تتطلب منهم أن يكونوا ضمن إطار العمل المحلي لتحقيق الأمن والاستقرار وتحقيق ما يمكن تحقيقه في خدمة المجتمع الجنوبي ومجرد تهيئة المناخات والظروف والمتطلبات الرامية إلى الانتقال لواقع الدولة  الجنوبية، وقضية الجنوب لا ترتبط بأشخاص وإنما هي قضية شعب وثورة قامت على هدف تحقيق استعادة الدولة الجنوبية وقدم شعبنا لأجلها الكثير من التضحيات ولم ولن تختزل بهذا الفلاني أو ذاك بتسوية وضع لشخص وبإغراءات فهي قضية سياسية  قضية أرض وشعب ودولة  تم احتلالها بالقوة و الذي تم  تعيينهم  فقط لضرورة محلية بحته تتطلب أن يكونوا فيها لتحقيق الأمن والاستقرار ولتسيير الخدمات المحلية والتهيئة والإعداد للانتقال إلى الدولة الجنوبية فالشعب قرر لم ولن يتراجع عن هدفه في استعادة دولته على أرضه وأي تسويات ستكون خارجة عن الهدف المراد نيله وبسببه أزهقت أنفس يعتبر من المشاريع الناقصة التي تنتهي وتزول بزوال مرحلة زمنية..رغم أننا ندرك أنه إلى الآن لا توجد القيادة الفاعلة والمرجعية السياسية الوطنية وهناك عشوائية لكن لدينا هدف في مسار واحد.
  • كيف ترى القادم من خلال المؤشرات على الأرض ورسالة تريد أن توجهها؟

إنني أنظر ومن خلال المؤشرات في قادم الأيام بنظرة تفاؤل إيجابي رغم بعض التعقيدات والتباينات وعدم التوافق على حامل سياسي حتى اللحظة لكن الأمل يحدوني بأننا نسير في طريق الصواب وأن الهدف بدأ يقترب ونعقد الآمال على الله أولاً ثم التحالف على أن نصل إلى الهدف المنشود، شعبنا أدى ما عليه وبقي على قادتنا أن يتقاربوا ويتنازلوا لتبحر سفينتنا، وشعبنا أثبت صموده وتلاحمه عندما وقف كل مقاوم بجانب أخيه في جبهات القتال فما الذي ينقصنا ويمنعنا إذاً من تنفيذ وحدة العمل المشترك، اليوم المحافظات والمديريات هي تحت  سيطرتنا، صحيح أن هناك شحة في الإمكانيات لكننا سائرون وبعزيمة وإصرار، فالإرهاب  مجرد فزاعة لتخويف العالم من الاقتراب ونقل صورة سيئة له عن أرض الجنوب وسنعمل بكل ما أوتينا من جهود على القضاء على الأعمال المخلة بالأمن والتنظيمات الفكرية من خلال القوة والتوعية فهذه رسالة أوجهها إلى القائمين على السلك التربوي نشر التوعية ضد التطرف في المدارس وكذلك ينبغي على خطباء المساجد القيام بالدور المناط وتوجيه النصح والإرشاد ووسائل الإعلام والدعوة الأكثر للأسر وأولياء الأمور الحرص على متابعة أبنائهم والتقرب منهم والمتابعة المستمرة لهم فالمشكلة أسرية قبل أن تكون على الجميع لنثبت أننا شعب حضاري ومتعلم ويحمل قيم دينية سمحاء وسطية لا يقبل بكل ما يشاع ضده والأيام القادمة ستثبت لكم  بأن  الجنوب بمحافظاته ومديرياته يتجه نحو السلام.

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني