قال مصادر رسمي إن نائب رئيس الجمهورية اليمني، رئيس الوزراء خالد بحاح وصل امس الأربعاء إلى العاصمة السعودية الرياض قادماً من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، بعد وصول العديد من قيادات المقاومة الشعبية والقادة العسكريين للجيش الوطني اليها سابقا.
وأوضح لـ(القدس العربي) ان «وصول بحاح إلى السعودية جاء بعد وصول العديد من قيادات المقاومة الشعبية وقيادات الجيش الوطني من محافظات تعز ومأرب وعدن وغيرها».
وأكد ان زيارته للسعودية «تأتي ضمن استكمال مشاورات الجانب الحكومي مع القوات العسكرية الميدانية من قيادات المقاومة الشعبية والجيش الوطني، لمناقشة بنود التسوية السياسية للأزمة اليمنية والتي تسعى الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى طرحها على طاولة المفاوضات في مباحثات السلام المزمع انعقادها في 18 نيسان (ابريل) الجاري، بين الحكومة اليمنية والانقلابيين من ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي صالح».
وذكر أن السلطة الشرعية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي تسعى من خلال اللقاء بجميع القيادات الرسمية والشعبية في الرياض خلال الايام المقبلة إلى خلق توافق داخلي أولا حول التسوية السياسية التي ستطرح عليهم في الكويت من قبل الأمم المتحدة، لإنهاء الحرب في اليمن، التي أرهقت جميع الأطراف، وأصبح الجميع ينشدون السلام وعدم تفويت الفرصة المقبلة المتمثلة بمباحثات الكويت والتي قد لا تتكرر إذا لم يكتب لها النجاح.
وأشار إلى أن من بين القضايا الملحة التي سيناقشها الرئيس هادي مع القيادات الميدانية من المقاومة الشعبية والجيش الوطني التي بدأت بالتوافد إلى الرياض قضية ترتيب الأوضاع الأمنية والعسكرية والادارية في المحافظات في مرحلة ما بعد التسوية السياسية واستعادة الدولة، بحيث تطرح رؤية موحدة وشاملة في جولة المفاوضات المقبلة مع الانقلابيين من ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع علي صالح.
وكانت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية قالت ان «بحاح وصل إلى الرياض وسيلتقي برئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي للتشاور معه في العديد من الملفات الإستراتيجية في المجالات السياسية و العسكرية والاقتصادية».
وأوضحت انه «سيرأس خلال هذه الزيارة اجتماعا لكامل أعضاء مجلس الوزراء اليمني في الرياض، حيث سيتم مناقشة الكثير من الملفات العاجلة، وأهمها إدارة العجلة الاقتصادية في المناطق المحررة ووضع موجهات للفرق الحكومية التي ستبدأ نزولها الميداني إلي المحافظات المحررة لممارسة مهامها من هناك لتطبيع الحياة، ومناقشة آلية تعزيز الأجهزة الأمنية في كل المحافظات مع قيادات التحالف العربي، ودراسة تطوير العمليات العسكرية وتكثيفها للقضاء على الإرهاب في مختلف المحافظات».
وقال مصدر مسؤول في مكتب نائب رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة «انه من المتوقع أن تستمر زيارة بحاح لعدة أيام، كونها تأتي لبحث مستجدات الوضع الراهن في اليمن ومواصلة المباحثات مع قيادات التحالف فيما يتصل بسبل تعزيز السلام، والعمل على تحريك العملية السياسية، لبناء يمن آمن ومستقر وسيتم مواصلة ملفات المباحثات المتعلقة بالإغاثة وملف الاعمار والتنمية».
وعلمت (القدس العربي) من مصدر سياسي انه من المرجح أن تلتقي قيادة التحالف العربي بأعضاء الحكومة اليمنية وقيادات المقاومة الشعبية وقيادات الجيش الوطني الميدانيين لمناقشة بنود التسوية السياسية التي ستطرح في مفاوضات الكويت من أجل الخروج برؤية شاملة وواضحة ومجمع عليها من قبل جميع الأطراف المؤيدة والموالية للشرعية في اليمن، حتى لا يتفاجأ التحالف العربي الذي يقود عمليات عسكرية جوية وبرية محدودة في اليمن منذ 26 آذار (مارس) من العام الماضي لدعم السلطة الشرعية في اليمن.
وعلى الصعيد الميداني، قال مصدر أمني يمني إن الشرطة تمكنت، أمس الأربعاء، من إحكام قبضتها على مدينة المنصورة، التابعة لمحافظة عدن، جنوبي اليمن، وألقت القبض على 21 مسلحا تشتبه في تورطهم في أعمال الاغتيالات والتفجيرات، التي شهدتها المحافظة، في الآونة الأخيرة، وطالت مسؤولين، وعناصر أمنية.
وجاء ذلك خلال حملة أمنية واسعة شاركت فيها قوات كبيرة من الشرطة، معززة بمدرعات وعربات عسكرية، وتزامنت مع تحليق مكثف لمروحيات الأباتشي، التابعة لقوات «التحالف العربي»، حسب المصدر الأمني ذاته، الذي طلب عدم الكشف عن هويته.
وأوضح المصدر أن عناصر الشرطة، المشاركة في الحملة الأمنية، داهمت في وقت سابق من فجر أمس، الأماكن التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة في مدينة المنصورة، مثل سجن المنصورة، ومبنى السلطة المحلية، وتمكنت من طرد المسلحين منها، بعد أن ظلت في قبضتهم منذ استعادة السيطرة على عدن من مسلحي جماعة «الحوثي» منتصف يوليو/تموز الماضي.
وأضاف المصدر أن عناصر الشرطة انتشرت، أيضا، في مختلف الأحياء السكنية، ونصبت نقاط تفتيش، وفرضت سيطرتها الكاملة على مداخل ومخارج المدينة، بعد اشتباكات محدودة مع بعض عناصر الجماعات المسلحة (لم يوضح حجم الخسائر البشرية والأضرار المادية الناتجة عنها.)
وتابع أنه، في إطار الحملة الأمنية ذاتها، داهمت عناصر الشرطة بعض مخابئ العناصر المسلحة، وتمكنت من القبض على 21 مشتبها بتنفيذ أعمال اغتيالات وتفجيرات في عدن.
وعدن هي المقر المؤقت للحكومة اليمنية، التي اضطرت للخروج من العاصمة صنعاء أمام تقدم المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق «على عبدالله صالح» عام 2014.
واستغل مسلحون من تنظيمي «القاعدة» و«داعش» الفوضى في اليمن، وعززوا تواجدهم في المحافظات الجنوبية.
وخلال الفترة الأخيرة، كانت مدينة المنصورة مسرحا للكثير من أعمال الاغتيالات والتفجيرات التي طالت مسؤولين في الدولة، وضباط أمن وقضاة وتجار، وقيادات في المقاومة الشعبية، الموالية للرئيس اليمني، «عبد ربه منصور هادي».
وقال عبد الله الأشرف، الناطق الرسمي باسم «المقاومة الشعبية» التابعة للرئيس اليمني عبدر ربه منصور هادي، في محافظة الجوف شمالي اليمن، إن المقاومة والجيش الوطني سيطرا على مدينة براقش الأثرية، وموقع الصفراء الاستراتيجي، الواقعين بين محافظتي الجوف ومأرب (وسط».)
وأوضح الأشرف في تصريح عبر الهاتف، أمس الأربعاء، أن «السيطرة على المدينة والموقع المهم جاء بعد معارك عنيفة مع الحوثيين المسنودين بقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح».
وأضاف، أن «الجيش والمقاومة تمكنا من أسر 5 حوثيين، فيما قتل وجرح عدد آخر منهم (دون ذكر رقم محدد)».
وحول خسائر الجيش والمقاومة، قال الأشرف إن 3 قتلى سقطوا منهم في هذه المعارك».
وتعتبر مدينة براقش التي كان يتحصن فيها مسلحون حوثيون واحدة من أهم المدن الأثرية في اليمن، فيما تكمن أهمية موقع الصفراء بوقوعه قرب الطريق العام المرتبط بالخط الدولي بين اليمن والسعودية.
وفي سياق آخر، قتل سائق سيارة إسعاف، أمس الأربعاء، بنيران قذيفة أطلقها مسلحون حوثيون في محافظة تعز وسط اليمن، حسب مصدر في المقاومة الشعبية.
وقال المصدر في تصريح عبر الهاتف مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن «الحوثيين أطلقوا قذيفة هاون استهدفت سيارة إسعاف في منطقة عصيفرة، الخاضعة لسيطرة المقاومة الشعبية، بمدينة تعز، ما أسفر عن مقتل سائقها الذي يدعى عبد الله عبد السلام».
وأضاف، أن «الحوثيين استهدفوا أيضاً بعدد من القذائف أحياء أخرى خاضعة لسيطرة المقاومة في تعز، (دون ذكر مزيد من التفاصيل)».