يعدُّ الشهيد "علي حسين علي ثابت" وحيد أسرته من الأولاد، من مواليد 21/7/1994، فضلاً عن وجود أخت له تكبره بأربع سنوات، وعاش طفولته في مدينه خورمكسر، التي ترعرع ونشأ فيها، وكان متميزا بأخلاقه واحترامه للآخرين واحترامهم له.
وفي عام 2002 م درس الابتدائية في مدرسه عبدالله خليفه، وكان سند والديه وقرة عينيهما في الدنيا فليس لهما شيء سواه إلا سعيدة أخته التي تكبره بأربع سنوات ، خلال تلك الفترة عاشت أسرتهم الصغيرة حياة كريمة تحفها المودة والسعادة من كل مكان ، في عام 2007 م انتقل إلى مدرسة السعادة النموذجية لمواصلة مرحلة الأساسية وكان علي لا يحب الدراسة كثيرا مثل سعيدة أخته كان يميل إلى جانب العمل فكانت أسرته تعطيه حرية التصرف وتحقق رغباته بلا تردد .
البحث عن عمل
أكمل في2010م امتحانات المرحلة الأساسية واتجه باحثا عن عمل يقضي فيه أوقاته ويعين أسرته اشتغل في باص والده داخل العاصمة عدن لمدة ثلاث سنوات وخلال تلك الفترة كان مميزا في خدمته للناس ومساعدته للمحتاجين والوقوف معهم والاهتمام بأسرته و مساعدتهم وبدأ الانخراط مع ثورة الجنوب و مشاركة الشباب ثورتهم السلمية وأعمالهم الوطنية .
في 2013م ترك الباص وعمل مع عدد من زملائه في أحد مصانع المياه بعدن ظل في عمله قرابة الستة أشهر نال محبة واحترام زملائه.
وبعد أن ارتفعت وتيرة الاحتجاجات في الجنوب ضد العصابات القبلية الشمالية، كان علي حسين واحدا من الشباب الذين رفضوا الانصياع لحكمها فهب مقارعا إياها بمختلف الطرق السلمية.
وفي نفس العام عمل علي حارس أمني في محطة العصيمي برفقة خاله وعدد من زملائه وظل في شغله هذا حتى إعلان الحرب على الجنوب، كان يغيب عن عمله للذهاب إلى ساحة الحرية بخور مكسر .
2014م تم اختيار علي من ضمن اللجنة الأمنية لحماية ساحة الحرية وكان يترك عمله ويبقى في الساحة لمساعدة الناس وحفظ أمنهم خلال بقائهم في الساحة وكان أبناء الجنوب يتوافدون إلى الساحة من كل حدب وصوب .
قصة الوداع
2015 م أعلنت قوات الحوثي و المخلوع حربها على الجنوب فكان علي واحدا من شباب عدن الذين أظهروا استعدادهم للدفاع عن مدينتهم ، كانت خبرته في الحروب قليلة وربما لا شيء فهو من أبناء عدن الذين لا يعرفون إلا لغة الحب و السلام، لكن بطش العدو أجبرهم على حمل السلاح والدفاع عن عدن بقي علي ورفاقه في خور مكسر يقاتلون عنها بشتى الوسائل حتى جاء اليوم الأسود الذي سقطت فيه خور مكسر بيد تلك المليشيات لينزح الأهالي خارج المديرية ونزح علي وقلبه يتقطع وجعا على مدينته وحافته ورفاقه فقد شاء القدر بأن يتركوها مجبرين للنزوح نحو مكان آخر.
وفي شهر إبريل 2015 م انتقلت مئات الأسر من مديرية خور مكسر نحو مديريات أخرى والبعض تركوا عدن وهربوا نحو مناطقهم انتقل علي وأسرته إلى مديرية دار سعد وهناك أصابته حمى الضنك وغيبته عدة أيام عن جبهات القتال وحين علم بمقتل أغلى رفاقه ترك المرض وقام حاملا بندقيته وجعبته وشريط علاجه وهناك قاتل بكل شجاعة من أجل مدينته، شارك مع مجموعة بسام المحضار وقاتل في عدة جبهات لم تنته المهمة عند علي حين انتصرت عدن بل اتجه ورفاقه من مجاميع المحضار والسيد نحو أبين لتحريرها ومكث هناك أكثر من شهر وفي منتصف شهر سبتمبر عاد من أبين لحراسة جنود الإمارات وعمل نقطة قريبة من سكن جنود التحالف وظل فيها قرابة شهرين كان يزور أسرته بين الحينة والأخرى وحين اشتدت المعارك على منطقة ذباب في باب المندب طلب هاشم السيد تعزيزا من أفراد المحضار فكان محمد وصديقه صالح وهاشم ابن أخت هاشم السيد على رأس القائمة أخبرهم السيد بأن المعارك شرسة فقالوا له نحن شهداء .
قبل يوم الوداع
وفي الجمعة قبل موته بثلاثة أيام ذهب لتوديع جدته وقبلها خالاته وأصدقائه في الحافة وكأنه يدرك بأنه لن يراهم مرة أخرى ذهب قبل ذلك لوداع أمه وطلب منها الدعاء له وقالت معك الله يا ولدي ربي يردك لنا بالسلامة قالها سوف أعود إليكم يا أمي ، كلم أمه قبل خروجه من عدن وتحديدا مساء يوم الأحد وسألها عن والده وأخته وطلب منها توصيل لهم سلامه بقي مع رفاقه صالح وهاشم حتى الفجر وهم يخبرون من معهم بأنهم شهداء ، في فجر يوم الاثنين أيقظ علي رفاقه للصلاة وكرر جملته التي أخبرهم بها في الليل قوموا للصلاة وودعوا الشهداء قاصدا نفسه ورفاقه، بعد الوداع تحرك الجنود نحو جبهة ذباب في باب المندب وقبل وصولهم خطوط التماس مع العدو ظهر يوم الاثنين 16/11/ 2015 م كان علي ورفاقه يركبون مدرعة واحدة لصد تقدم العدو ولكن خبث العدو وغدره ضرب مدرعاتهم بعدة قذائف أحرقت أجسادهم الطاهرة أما أرواحهم فقد زفت إلى السماء ليرتقي علي ورفاقه مع الأنبياء والصديقين، قدموا أرواحهم رخيصة من أجل الوطن والدين والكرامة .