بين بصمات وذكريات الأجداد وعطاء ووفاء الأحفاد..يواجه الركاب وسائقو السيارات خطراً بسبب وعورة تلك الطريق(تقرير وصور)
تقرير/ وضاح الحالمي

بجهود وحنكة ودهاء وتخطيط من الأجداد القدماء تم تخطيط مشروع نقيل حصص (حالمين) في القرن الماضي في جبال حالمين، ذلك الطريق الذي يمتد على سلسلة جبلية ويمر بمنعطفات كبيرة، ورغم الصعوبات وقساوة الزمان إلا أن الأجداد بإرادتهم الصلبة رسموا معالم الطريق بعزيمتهم الكبيرة من أجل إنجاز المشروع، فتتوا تلك الصخور والقلاع الصماء التي وقفت أمامهم في تلك الجبال لتتزحزح أمام تلك العزيمة حتى إنهم استطاعوا تتويج جهودهم الجبارة التي لا تنسى ولا تمحى من ذاكرة الأجيال ليكتسب  ذلك المشروع الكبير أهمية كبيرة بعد ذلك ليتم من خلاله التنقل إلى أماكن أخرى ليصبح خدمة كبيرة وجليلة لأبناء تلك المناطق المستفيدة من هذا المشروع الكبير.

وحينما ننظر إلى ذلك المشروع والتخطيط والعمل الكبير الذي جاء بحنكة ودهاء الأجداد ونتأمل بتمعن إلى المنعطفات في أوساط الجبال يجعلنا نثني على تلك  السواعد ونشكر الجهود التي بذلت في سبيل رسم هذه الفكرة  ومن ثم شق الطريق على الرغم من الإمكانيات المتواضعة في ذلك الوقت ليتركوا بصمات وذكريات من عملهم التليد.

مبادرات طوعية

بعد العمل الكبير والجهود الكبيرة التي قام  بها الأجداد وقدموا تلك الخدمة للمواطنين المتمثلة برسم وتخطيط وشق الطريق جاء دور الأحفاد  من أجل الحفاظ على المنجز فكان الأحفاد عند مستوى المسئولية التي تركها الأجداد، وطوال أعوام كثيرة مضت، ظلَّ أهالي المناطق المستفيدة من مشروع نقيل حصص يقومون بأعمال طوعية ومبادرات كثيرة بسواعدهم، لاسيما أثناء هطول الأمطار؛ لأن الأمطار والسيول  تسببت بخرابٍ كبير وتلحق أضرارا جسيمة في الطريق، وتعرقل من حركة سير السيارات ربما لأيام وبالتالي نرى المواطنين حريصين على إصلاح أي عطل أو خراب لحق بالطريق..، والعمل لا يقتصر عند هطول الأمطار فقط، ولكن مستمر وفي أوقات كثيرة، رغم وعورة الطريق وبدعم سخي ولا محدود من المغتربين الذين قدموا دعما كبيرا للمشروع، ليواصل المواطنون عملهم  الطوعي في نقيل حصص، ووضع إسمنت في الأماكن الصعبة من الطريق والتسهيل من مرور السيارة وحركتها في تلك المنعطفات الطويلة والشاقة في نقيل حصص.

توسعة ورص 

وبعد سنوات طويلة من الترقب والانتظار والوعود وما شهدتها تلك السنوات من  معاناة طويلة  كان لابد لأبناء تلك المناطق من الحصول على فرصة تسوية وتوسعة الطريق التي تربط حبيل الجبر مع مناطق حالمين الجبلية باعتبار أن هذه الطريق مهمة حتى وإن كان مسألة توسعتها  مكلفا لكن هذا لم يمنع الأهالي من ذلك وقدموا كل ما لديهم من إمكانيات بهدف تذليل الصعوبات وإنهاء إرهاصات المشروع  الطويل والشاق  وحتى لا تتلاشى الآمال وتتبدد الأحلام بدأ العمل في التوسعة والرص على نفقة  الصندوق الاجتماعي الخاص  بالمشروع ومساهمات المواطنين والمغتربين  الذين لم يبخلوا في ذلك  حيث كان هناك كثيرا من الشخصيات والمشايخ الذين بذلوا جهودا كبيرة و كانت تولي اهتماما كبيرا بضرورة البدء وإنهاء العمل بأسرع وقت ممكن ومن أبرزها الشخصية الاجتماعية  ثابت عثمان البكري الذي يملك شعبية كبيرة بين أوساط الناس ويحظى باحترام الكثيرين، حيث  ظل يشرف بنفسه على مشروع شق وتوسعة ورص نقيل حصص من البداية وحتى انتهى العمل فيه ليضع بصماته فيه و ليصبح النقيل بذلك الشكل الهندسي البديع رائعا رغم الصعوبات والتحديات التي رافقت العمل في التوسعة والرص في تلك المرتفعات والمنحدرات  الجبلية الشاهقة التي يمر بها الطريق لتصبح حركة السيارات بعد ذلك سهلة وسريعة  والرحلة من وإلى (حبيل الجبر - الحبيلين)  لا تستغرق وقتا طويلا خلافا لما كان في السابق التي كانت بطيئة ومتعبة إلى حد كبير  حيث يعاني  الركاب وسائقو السيارات من وعورة الطريق ويخشون من  خطورتها أيضا مع أن القدر يبقى  بيد الله .

ورغم انتهاء العمل والمتمثل بتوسعة ورص النقيل إلا أن العمل لا يزال جاريا للحفاظ على المشروع والمنجز الكبير من الخراب وهناك تحديات لاتزال تواجه المشروع وتتمثل في إيجاد منافذ ومخارج مؤديه للسيول حتى يتم  تحويل اتجاهها لتكون بعيدا من الطريق حتى لا تسبب أضرار بالعمل.

ارتياح كبير

وحينما تكللت  تلك الجهود المضنية بالنجاح وأصبح الحلم عند أبناء المناطق حقيقة والانتهاء من عمل التوسعة والرص في نقيل حصص بعد معاناة طويلة لقي ارتياحا كبيرا لدى الأهالي حيث  بدأ الارتياح واضحا على ملامحهم وتجلت السعادة في وجوههم .. المواطنون  قدموا الشكر لكل من ساهم في إنجاز مشروع التوسعة والرص لنقيل حصص الكبير  الذي خفف من المعاناة .

 

 

 

 

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني