من مارس ٢٠١٥م إلى مارس ٢٠١٦م عام بالوفاء والتمام منذ أن قرع الانقلابيون (الحوثي و صالح) وميليشياتهم طبول الحرب والتمدد خارج العاصمة السابقة صنعاء التي اجتاحوها خارج أُطر الشرعية والقانون في الـ ٢١ من سبتمبر ٢٠١٥م .
ومر عام وتلك الميليشيات العدوانية تسفك دماء الشعب اليمني جنوبه وشماله ووسطه دون رحمة، مستخدمة مختلف أنواع الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة من مدافع وصواريخ محرمة ودبابات وراجمات وغيرها .. ولم تكتف بسفك الدماء بل ودمرت البنية التحتية للوطن في معظم المحافظات بل وشردت ملايين اليمنيين من مناطقهم وأهلكت الحرث والنسل وأثارت الخوف والفوضى والعنف وإرهاب المواطنين والتنكيل بهم ومارست أبشع الجرائم والانتهاكات ضد المواطنين في عدن وصنعاء وتعز والضالع ومأرب وأبين ولحج والجوف وذمار والبيضاء وإب وكل محافظات البلاد .
عام الاختلالات الأمنية والاقتصادية
وتعد الفترة من مارس ٢٠١٥م إلى مارس ٢٠١٦م من أسوأ الفترات التي مرت بها اليمن في تاريخها الحديث، من حيث الاختلالات الأمنية وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، سيما في المناطق الجنوبية المحررة والتي مر على تحريرها ما يقارب ال 10شهور، مع الإنصاف بأن هناك تحسن في معالجة تلك الاختلالات شهدتها محافظة عدن منذ تعيين العميد عيدروس الزبيدي محافظاً لعدن واللواء شلال شائع مديراً لأمن عدن بما يعطي وجود مؤشرات لإمكانية تطبيع الأوضاع كأساس أولي لبناء الدولة التي يتطلع إليها أبناء الشعب قاطبة إلا أن هناك من يرى بأن الدعم الذي قدم لقيادات السلطة المحلية والأمنية في ظل قيادة ( الزبيدي وشائع ) لم يرتقي إلى مستوى النجاحات والجهود التي تحققت في عهدهما مقارنة بالدعم الذي يصل مناطق في الوسط والشمال ولم تزل ( محلك راوح ) حيث يرى مراقبون بأن هناك شبه تجاهل لدعم عدن في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة والتي تحمل فيها نمور الضالع المسؤولية في وقت حرج لن يقبل غيرهما في مثل هذا التوقيت الصعب للغاية.
قرارات دون فعل :
وكانت لبعض القرارات التي صدرت بقرار جمهوري أثر سلبي بتعيين محافظين ووزراء وغيرها واثبت الواقع أتها لا تؤسس لتطبيق فعلي على صعيد واقع بناء مؤسسات دولة ما بعد الحرب وكانت العشوائية والارتجالية والسلبية أبرز صفاتها، لأنها أفقدت المواطنين الثقة في الحكومة ووزرائها المتوارين خلف الحدود خارج البلد ولم تستطع أن تحدث أي تغيير يذكر في كافة مجالات الحياة لعجزها عن تنفيذ أبسط المهام الملقاة على عاتقها تجاه شعبها ووطنها وتجاه التزاماتها الأدبية والأخلاقية والإنسانية لدول التحالف العربي عامة وما أنفقته من دعم يكفي لبناء عدة دول وأنظمة وليس لإعادة شرعية دولة فقط , ناهيك عن التزاماتها تجاه شعب بأكمله .
بداية انطلاق الحرب
وتكونت العمليات العسكرية في اليمن من ائتلاف من عدة دول عربية بقيادة السعودية، وبدأ تنفيذ الضربات الجوية على الحوثيين في 25 مارس 2015م، تحت مسمى عملية عاصفة الحزم بطلب من الرئيس هادي بسبب هجوم الحوثيين على العاصمة المؤقتة عدن التي فر إليها الرئيس هادي من العاصمة صنعاء ، ومن ثم غادر البلاد إلى السعودية
بدأت الحرب بمعارك وهجمات شنها الحوثيون وقوات الرئيس السابق صالح للسيطرة على عدن وتعز ومأرب، وبدأ الهجوم في 22 مارس 2015، باندلاع اشتباكات في محافظة تعز، وكانت الاشتباكات في مأرب قد بدأت منذ أواخر 2014 بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء وقبلها معركة عمران ورداع، حيث سيطر الحوثيون على عمران وصنعاء وضواحيها تحت غطاء مطالب سياسية، وانتقلت المعارك إلى تعز بعد انقلاب الحوثيين وكذلك محافظات جنوب البلاد لحج والضالع وشبوة وعدن.
وتشارك في العمليات طائرات مقاتله من مصر والمغرب والأردن والسودان والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين، وفتحت الصومال مجالها الجوي والمياه الإقليمية والقواعد العسكرية للائتلاف لاستخدامها في العمليات وقدمت الولايات المتحدة الدعم اللوجستي للعمليات وسارعت أيضاً لبيع الأسلحة لدول التحالف، ودعت السعودية باكستان للانضمام إلى التحالف لكن البرلمان الباكستاني صوت للحفاظ على الحياد, ووفرت باكستان سفن حربية لمساعدة التحالف في فرض حظر على الأسلحة من الوصول للحوثيين.
محطات الحرب
في21 أبريل 2015، أعلنت السعودية انتهاء عملية عاصفة الحزم، وتحقيق أهدافها، بعد تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي تشكل تهديداً لأمن السعودية والدول المجاورة.
ثم أعلنت السعودية استئناف العملية السياسية، وتيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للمتضررين وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية في عملية أطلق عليها اسم (عملية إعادة الأمل).
وفي 20 مايو 2015 عن بدء محادثات مؤتمر جنيف بشأن اليمن، ورفض الحوثيين الحوار مع حكومة هادي.
وبدأت قوات التحالف منذ 14 يوليو بعملية برية في عدن أطلق عليها اسم "عملية السهم الذهبي" بمشاركة قوات يمنية تدربت في السعودية في القتال الميداني، بغطاء بحري وجوي من التحالف، مدعومة بمئات العربات المدرعة والدبابات التي قدمتها السعودية والإمارات,وتم إخراج الحوثيين من عدن وأجزاء واسعة من المحافظات الجنوبية لحج والضالع وشبوة وأبين، وتوقفت تلك القوات في حدود تعز ومكيراس, كما جرت السيطرة على مناطق في محافظتي مأرب والجوف.
إحصائيات عن الحرب
وبلغ عدد ضحايا النزاع في اليمن حتى 29 سبتمبر2015م 5248 قتيل، و26191 مصاب، و1,439,118 نازح داخلياً، و250,000 نازح خارج اليمن بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية, وعدد القتلى أكثر من 2000 مدني أثناء النزاع، بينهم 400 طفلاً, ومن المحتمل أن الرقم قد تضاعف 5 أضعاف على الأقل حتى اليوم .
في 19 أغسطس 2015م حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من "تفاقم المجاعة" في اليمن، حيث يعاني أكثر من 500,000 طفل من سوء التغذية الحاد، وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد صرح بأن "اليمن على بعد خطوة واحدة من المجاعة"، وأظهرت دراسة لبرنامج الأغذية العالمي أن ما يقرب من 13 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي إذ يعجزون عن تدبير قوتهم اليومي
حقائق عن طبيعة الأوضاع بعد التحرير
وأبرز ما يمكن تقييمه حول الحرب بعد عام من بدئها هو كالتالي: