النظافة والجودة هما العنوانان المفقودان في الآونة الأخيرة، في الكثير من المطاعم والكافتيريات بحجة الغياب التام للجهات المختصة، في مراقبة هذه المطاعم نتيجة ترتيب الأولويات الأمنية في العاصمة عدن، وغياب استحكام السلطة المحلية وفرضها للقانون، وهذا ما قامت مليشيات صالح والحوثي بتعميقه، في الحرب الأخيرة على الجنوب؛ وأصبح السكوت على هكذا تأثيرات تضرُّ بالمجتمع أيما ضرر، أمرٌ يشيع انتشار العدوى في بعض المطاعم التي تهتم بنظافتها على قلتها، مستغلين التحجج بالأزمة ومشاكلها وعدم الرقابة أيضاً..
"الأمنـاء" رصدت العديد من الظواهر السلبية، ووافتكم بها، فإلى تفاصيل هذا التقرير:
النظافة والتسممات الغذائية
إنما يحدث حالياً في تلك الأماكن أمر خطير للغاية، خاصة عند معرفة أن التسممات الغذائية تتسبب في مشاكل صحية كبيرة جداً، وتلك الأوساخ على طاولات الطعام والأواني والجدران التي تتساقط منها .. وهذا يصيب الإنسان بالعديد من الأمراض، لذا من المهم أن تلتزم كل تلك الأماكن بالنظافة، وأن تفوق الجهات المختصة ومراقبيها من سباتها العميق..، وهنالك العديد من الأمراض، التي تصيب المواطن بسبب انعدام النظافة هناك، ودور الجهات المختصة، لإيقاف ذلك التسيب، الذي قد يؤدي إلى الفتك بالمواطن بكل بساطة، منها التسمم الغذائي، الذي قد يستهين بأمره المواطن..
وحول مشكلة عدم نظافة وتقصير مطاعم الأكل لتلك المعايير قال أحد المواطنين : من المستحيل أن أتناول أي وجبة سواء كانت في مطعم أو كافتيريا إذا كان المكان متسخاً فقبل أن أدخل إلى المحل أشاهد الأرضية أمام الباب وفي الداخل من ثم الكراسي والجدران إذا كانت متسخة أم لا وحينها أقرر الدخول وتناول الطعام فيه أو تغييره والذهاب لمكان آخر يهتم بالنظافة.
النظافة في السر والعلن
ويتبع تساؤله بالقول: إذا كان أصحاب المحل لا يهتمون بنظافة الأشياء الظاهرة لعامة الناس فكيف سيكون حال مكونات الطعام من خضروات وغيرها مما لا يمكن لأحد رؤيتها في داخل المطبخ ؟!
وختم حديثه بالقول : نتعرف على نظافة الطعام من نظافة المطعم والكافتيريا بكل ما فيها من جدران وأرضية وكراسي وأواني.. إلخ، فإذا كانت نظيفة فالطعام كذلك والعكس صحيح، لذا فأنا أهتم بالشكل الخارجي ونظافته للمكان الذي سأتناول به طعامي فأنا كزبون لا يعنيني إن كان الماء متوفراً لديهم أم لا، كل ما يهمني النظافة وإذا كانوا غير قادرين على توفيره فهناك مطاعم وكافتيريات تستطيع توفيره وتهتم بنظافة المطعم والطعام المقدم.
إلى ذلك، التقينا أحد الوافدين إلى أحد المطاعم فقال لنا: "إذا لم يكن المطعم أو الكافتيريا نظيفاً فكيف سأرغب في تناول الطعام فيه، فأنا أدفع المال حتى أحصل على طعام نظيفٍ حلو المذاق، وأتناول وجبتي في مكان نظيف فالنظافة انعكاس على كل شيء حولي، فإذا لم تكن كذلك فإن أول ما سيتبادر في الذهن أن الطعام المقدم غير نظيف ولم يقم أصحاب المطعم بغسل مكوناته كما لم يغسلوا باقي أرجاء المطعم، لذا فالأفضل عدم تناول الطعام فيه، كان هذا ما قاله الكثير ممن سألناهم عن الانطباع الذي يجول بالذهن عند رؤية مكان الأكل أو الطبخ غير نظيف.
لم تكن المحلات هكذا من قبل!!
"المطاعم والكافتيريات لم تكن بهذا الشكل من قبل" هذا ما قال له الحاج / عبدالله صالح وأوضح ذلك بالقول : في هذه الأيام كثرت الكافتيريات والمطاعم المتسخة بصورة غير مسبوقة وعندما أتوجه بالسؤال لأصحاب تلك المحال أو العاملين فيها وأقول لهم لماذا لا تنظفون الطاولات والأرضية بشكل دائم..؟ يتحججون بانعدام الماء، ظانين أن هذا العذر مقنع لكل من يشتري منهم بأن يتغاضى عن تلك الأوساخ التي يراها في الكراسي و الأرضية، متناسين أن المكان المليء بالأوساخ يدل على الطعام غير النظيف .
وهذا أيضاً ما أكد عليه صديقه الحاج "قاسم الدبعي" الذي قال هو الآخر أنه كان متعوداً على شراء الطعام من أماكن معينة وحينما ذهب هذه المرَّة لشراء الطعام منها، وجد الطاولات متسخة والأرضية كذلك، فعزفت عنها وأقسمت بعدم الذهاب إليها مرة ثانية، خاصة أنه سريع الإصابة بالمرض، إذا ما تناولت طعاماً غير نظيف، بالإضافة إلى أن تلك الأوساخ أصابتني بالغثيان حتى إني امتنعت من الأكل صباح ذلك اليوم.
أمــراض خطـــيرة
إن تناول أغلب الناس وجباتهم من المطاعم والكافتيريات المنتشرة بشكل كبير في كل حي وشارع تقريباً قد يتسبب بإصابتهم بالأمراض خاصة إن لم تكن تلك الأماكن تهتم بشكل كبير بالنظافة، هذا بالضبط ما قاله الدكتور "محمد الصبيحي" مضيفاً: هناك كثير من تلك الأماكن المخصصة للأكل لا يتقيدون بالشروط الصحية، والتي قد ينتج عن مخالفتها تسمم كثير من الحالات، أو انتقال بعض الأمراض كالتيفوئيد أو أمراض أخرى بسبب الجراثيم والفيروسات والبكتيريا، التي تنتج من عدم توفر النظافة اللازمة، لذا يجب أن تكون هناك رقابة صحية من قبل صحة البيئة، على المطاعم بصفة مستمرة، أيضاً يجب على أصحاب هذه المطاعم التأكد من نظافة الأواني المستخدمة في الطهي، فمن المهم أن تكون نظيفة باستمرار، كذلك النظافة العامة للمحل يجب أن تكون نظيفة لضمان عدم تجمع الحشرات على الأكل، كما يجب على العاملين الاهتمام بها دائماً.
وختم الصبيحي حديثه قائلاً : على الجميع صغاراً وكباراً أن يهتموا بنظافة المكان الذي سيأكلون ويشترون الطعام منه، لأن عدم الانتباه لذلك قد يصيبهم بالتسمم أو التلوث الغذائي والتيفوئيد وغيرها من الأمراض التي تصيب الإنسان وتنتقل إليه بسبب عدم توفر النظافة بمكونات الطبخ وكل الأدوات التي تتدخل في عملية الطهي وتناول الطعام فوقها .
واجــب دينــي
ومن هذا المنطلق والواجب الديني الذي يحتم على الجميع الالتزام بالنظافة في كل شيء يعملونه كان لازماً على أصحاب المطاعم والكافتيرات الاهتمام بالنظافة فالزبائن الذين يشترون الطعام منهم قد حملوهم أمانة ذلك لذا عليهم أن يهتموا بتنظيف كل مكونات الطعام والأواني التي تطبخ فيها ويأكل الناس بها .
زارت "الأمناء" عدد من المطاعم والكافتيريا لبيع المأكولات ورغم أن المحلات تبدو نظيفة، إلا أنها لاحظت داخل المطابخ وجود قمامة دون غطاء بلاستيكي كما لا حظت أيضا عدم استعمال العاملين داخل المطبخ قبعات وقفازات، تقي من تساقط الشعر وغيره، وهذه أيضاً هي شكوى أحد المواطنين، الذي قال:" أنه خرج من المطعم غضبان، فاستغرب صاحب المطعم، فإذا به يذهب إلى الطاولة ويجد شعرة على الأكل..، هل يا ترى سيعود للأكل مرة أخرى في هذا المطعم؟!.