ولد عمر حسن 1950م في قرية كحلان مديرية الشعيب محافظة الضالع عاش طفولته في أسرة بسيطة تعتمد على الزراعة درس في المعلامة على يد الأستاذ الحبيشي في قرية بخال ثم أكمل مشوار دراسته الإعدادية والثانوية في مدرسة عبود في دار سعد بعدن.
وفي عام 1971 التحق بالقوات المسلحة في مديرية صلاح الدين بالعاصمة عدن ومن هناك بدأت مسيرة حياته العسكرية .
وبعد عام من انضمامه للجيش حدثت حرب 1972 م بين الجمهورية العربية اليمنية و الجمهورية الشعبية الديمقراطية آنذاك وشارك عمر حسن في جبهة الضالع كواحد من جنود الجمهورية الشعبية العربية وفي تلك الحرب انتصر الجنوب على الشمال ودخل إلى عدد من محافظاته .
يحمل مشروعاً قومياً
كان عمر حسن يحمل مشروع قومي عربي في قلبه ففي عام 1977/ 1978 م انطلق من الأراضي الجنوبية للمشاركة مع قوات الردع العربي في دولة لبنان الشقيق ضد الاحتلال الاسرائيلي و حلفائه، وعاد في العام 1979م وعمل في سلاح المهندسين بمديرية دار سعد في عدن لمدة ست سنوات مع عدد من جنود الجيش الجنوبي، وفي نفس العام شارك مع لواء باصهيب في جبهة الصبيحة في حربهم ضد الشمال.
في عام 1984 م التحق عمر حسن بالكلية العسكرية بحثا منه على تأهيل عسكري ليتمكن من خدمة نفسه ووطنه.
وتم تعيينه كنائب سياسي في لواء عبود بالضالع في عام 1986م وعمل في منصبه هذا ثمان سنوات حتى إعلان عصابة صنعاء حربها على الجنوب شارك في جبهة الضالع وقاتل بكل شموخ وتحدي وبعد انتصار عصابة صنعاء تم ترحيله قسريا ومعه الآلاف من جيش جمهورية اليمن الديمقراطية، عانى خلال تلك السنوات كل أنواع القهر وتجرع ظروفا قهرية صعبة صارع فيها الحياة من أجل لقمة عيش كريمة له ولأفراد أسرته.
في عام 1997م، عاد ومعه الكثير من المبعدين قسراً إلى اللواء 25 ميكا في خرز خلف مديرية البريقة وهناك تم التعامل مع ضباط الجنوب ضباط درجة ثانية وتم اقصاؤهم من الدورات و المناصب السيادية وممارسة كل الضغوط النفسية و العنصرية التي لم تثنه عن مواصلة عمله في المعسكر وحين وجدوه صامدا قويا منحوه إجازة بحجة ليس لدينا عمل يناسب تخصصاتكم.
إحالته للتقاعد براتب 28 ألف
وفي عام 2004م تم إحالته إلى التقاعد براتب 28 الف ريال وحرموه من رتبة العقيد ومن مميزات كثيرة كان يحصل عليها ضباط الشمال، تحمل عمر حسن معاناة فوق ظروف الحياة القاسية التي كتبت عليه لكنه لم يستسلم ففي نفس العام غادر للعمل في المملكة العربية السعودية ، قضى في غربته خمسة سنوات قضاها باحثا عن حياة كريمة بين المهجر و الوطن .
شارك في تأسيس جمعية المتقاعدين الجنوبيين في محافظة الضالع في عام 2006 وحين اشتدت المواجهات والمسيرات الغاضبة ضد نظام صنعاء في عام 2007 م وعدهم النظام بتسوية أوضاعهم أسوة بزملائهم الشماليين لكن لم يعملوا لهم شيء وكل وعودهم كانت حبر على ورق ليس أكثر .
ترك الغربة في عام 2009 م وعاد عودة الثائر الذي يحمل كل هموم الوطن وأوجاعه داخل قلبه شارك الشباب ثورتهم وشارك في معظم فعاليات الحراك الجنوبي في كل المحافظات الجنوبية كان مثالا للنضال و التضحية مع كبر سنه إلا أنه شبابي في سلوكه و تصرفاته و وطني في نضاله و تضحياته .
إصابته وحاجته لرجل اصطناعية
واستمر "عمر حسن" بنضاله السلمي مع رفاقه حتى إعلان الحرب على الجنوب في عام 2015 م وبعد إعلان الحرب سابق أبناءه و أحفاده للوصول إلى جبهات القتال ، وهناك قاتل كما لو أنه شاب عشريني وليس كهلا قد أكل الزمان ملامحه ، في 25/5/2015 أصيب عمر حسن في إحدى جبهات الضالع في نفس اليوم الذي تحررت فيه المدينة ، بعد إصابته تم نقله إلى أحد مشافي الحبيلين ومكث هناك ثلاثة أيام ولكن دون جدوى، أجريت له الأسعافات الإولية فقط فحالته الصحية كانت حرجة جدا ، غادر الحبيلين باتجاه مستشفى الشهداء الثلاثة بالشعيب وهناك تم بتر رجله اليمنى من فوق الركبة وبقي يصارع الحياة ستة أشهر داخل المستشفى ، زارته الأمناء بعد إصابته فوجدته يحمل هموم وطن ويبحث عن مستقبل مشرق لأولاده وأحفاده أما هو فقد عاش زمانه ، حين سألناه عن صحته رد إذا الجنوب بخير أنا بخير كل شيء يهون لأجل الوطن لن نتراجع معنوياتنا عالية .
وقرر الأطباء إسعافه خارج الوطن من أجل تركيب رجل اصطناعية ليمارس بها ما تبقى من مشوار حياته الصعب لكن وقفت ظروفه الصعبة في طريقه ومنعته من الرحيل، وعدوه بترحيله مع جرحى المقاومة لكن وعودهم لم تتحقق بعد فما زال عمر حسن يحمل إعاقته معه كل يوم يحلم بوطن يلملم جراحه ويعافي إعاقته .
* "صحيفة الأمناء"