كلية التربية بزنجبار في أبين .. صرح أكاديمي يصارع من أجل البقاء (تقريروصور)
تقرير / الخضر عبدالله

تعد كلية التربية بزنجبار محافظة أبين، إحدى المؤسسات التعليمية الرائدة في المحافظة التي قدمت ولا تزال تقدم جهوداً كبيرة, وجبارة لتأهيل كادر تربوي وتعليمي ليتمكن من رفد مدارس الثانوية والكلية في المحافظة بطاقات متجددة٬ لمواصلة المسيرة التعليمية في المحافظة إلى الأفضل والنهوض بهذا الصرح التربوي العظيم في المحافظة, كما تهدف الكلية إلى تخريج معلمين قادرين على العطاء في موادهم وتخصصاتهم العلمية٬ ورغم النجاحات التي حققتها إلا أن هناك لا تزال بعض الصعوبات والهموم التي تعانيها الكلية والتي بحاجة إلى لفتة طيبة من رئاسة جامعة عدن والسلطة المحلية بالمحافظة لحلها..

وفي أثناء زيارة "الأمناء" للكلية التقت بعميد الكلية الدكتور "محمود الميسري" الذي رحب بنا، وتبادلنا أطراف الحديث معه كما طرحنا عليه جملة من الاستفسارات بخصوص الأوضاع في الكلية, حيث ابتدأ حديثه عن الكلية قائلاً": كلية التربية زنجبار من أقدم كليات جامعة عدن حيث تم تأسيسها في عام 1979م، وتخرج منها الآلاف ،والذين خدموا وطنهم في المدينة والريف، بل إن عدد من أساتذتها تبوؤا مناصب مهمة في الدولة، والبعض انتقل الى كليات أخرى كالتربية عدن والصيدلة والآداب وجامعة حضرموت وغيرها وهذا شيء نعتز به؛ لكن للأسف الشديد حرب 2011 م دمرت الكلية، ودمرت كل شيء جميل، فأصبحت الكلية أطلال. ونزحنا جيعاً إلى عدن، وكانت أيام قاسية ذقنا مرارة النزوح، وأكثر ما كان يؤلمنا رؤية طلابنا وطالباتنا وهم يقطعون عشرات الكيلومترات وعبر منطقة الحرور حتى يصلوا إلى مدينة الشعب، ثم يعودوا في المساء إلى  جعار أو زنجبار وغيرها من مدن وقرى أبين أيام صعبة.

دراسة مرافقة للنزوح

كما تحدث عن القصور في الأداء العلمي، الذي تخلل الدراسة في فترة النزوح، وأهمها عدم توفر مختبرات، وكذا الغياب للكثير من الأساتذة والطلاب بسبب الظروف الصعبة، وبعد كل ذلك عدنا في 2013م , وزاولنا عملنا من مجمع خولة التربوي ثم انتقلنا إلى المبنى الذي نحن فيه الآن، وهو جزء ملحق بمبنى الكلية السابق، ولكنه لم يتضرر كثيراً.

وأوضح أن منظمة الأوتشاء قامت بترميمه، وكان للسلطة المحلية دور في تذليل كثير من الصعاب، والحمد لله انتظمنا وبدأنا نمارس مهامنا، بطريقة أفضل وشمرنا جميعا عن سواعدنا، وشحذنا الهمم وفجرنا الطاقات، والحمد لله  الكل عمادة وهيئة تعليمية وموظفين بذلوا قصار جهدهم، ولكم أن تتخيلوا أننا كنا متأخرين عامين دراسيين عن بقية الكليات في إخراج بيان درجات للطلاب، وكانت هذه مشكله كبيرة، والحمد لله تجاوزناها في عام، واليوم نحن مثل الكليات الأخرى نسير ينفس المستوى.

مشاكل وعقبات

وعن المشاكل التي واجهوها بالكلية قال "واجهتنا مشكلة الغياب لعدد كبير من المدرسين بسبب النزوح حيث استلمنا العمادة ونسبة الغياب تصل إلى النصف اليوم  نسبة الحضور تصل على % كذلك الطلاب تعودوا بسبب الغياب والامتحانات على مائة ألغينا هذا الشيء وطبقنا النظام الجامعي بكل لوائحه.

واسترسل " النقص في القاعات هم كبير واجهناه، بنينا 3 قاعات، المكتبة دمرت وتم نهب كل الكتب والتي بأكثر من عشرين الف عنوان، قمنا بحملة على مستوي المحافظة ووزعنا إعلانات ومنشورات لاستعادة الكتاب الجامعي ونجحت الحملة واستعدنا أكثر من عشرة ألف كتاب، وبنينا شبه مكتبة بإمكانيات بسيطة، والمختبرات وهم المختبرات وهو ما كان يؤرقنا حتى في منامنا عدم توفر مختبرات وكيف يدرس طلاب بدون مختبرات للأحياء والكيمياء والفيزياء والحاسوب، شكونا للكل ولم نجد مستجيب، وكما قال ممثل الإغاثة الكويتي عندما شكونا له وضعنا:" لقد ابكيتني"، لكننا لم نيأس وقمنا بجمع مبالغ من دخل الكلية واستقطعنا من كل قاعة كبرى جزء وأنشأنا مختبرات واثثناها وأمددناها بكل احتياجاتها وكان ذلك بمثابة المستحيل في هذه الظروف كل شيء يحطم ونحن نبني.

وأوضح عند استعراضه للمشاكل والعراقيل التي تواجه الكلية ": هناك الكثير من المشاكل والعراقيل أهمها المختبرات، وقلة عدد القاعات والمكتبة، وسور الكلية يحتاج إلى رفع، وإخراج المقتحمين للقسم الداخلي الذي تم بناؤه ولم يفتتح بعد.. وكذلك مشكلة  حراسة الكلية حيث يوجد لدينا حارس مع أولاده الأربعة وهؤلاء لم تعطِ لهم المحافظة مخصصاتهم، في ظل هذا الوضع السيء .. ومن سيحرس الكلية بدون مقابل ورغم  ذلك قيادة المحافظة لم تعطهم حقوقهم.

واشار إلى أن المبنى كان ينقصه سور حيث لم يكتمل فقمنا ببنائه وكذلك مساحة الكلية  واسعة، ولكن لم يكن فيها من السابق غير أشجار السيسبان وبشكل مخيف، فقمنا بحملة بمساعدة الإغاثة السلامية لاقتلاع أشجار السيسبان، والحمد لله زرعنا للكلية بأكثر من الف غرسة من اشجار وشجيرات كظل وزينه، بحيث أنني  اجزم بانه لا يوجد في اي كلية من الكليات اليمنية بساط أخضر وجزر خضراء كما هو موجود عندنا في كلية زنجبار، وهذا بتوفيق من المولي  سبحانه و ثم الإغاثة الإسلامية وقيادة الجامعة والصندوق الاجتماعي.

وحول مشاركات الطالب الجامعي  تحدث "شاركنا في أسبوع الطالب الجامعي، وكان لمشاركتنا دور كبير في إنجاح الأسبوع وحصلنا على ترس التميز على المعرض العلمي الذي أقمناه، لمدة اسبوع كامل والكلية تشبه خلية النخل والزوار من كل قرى ومدن مديريتي زنجبار وخنفر.

شكوى الطلاب من ضيق الوقت

وفيما يخص مسألة شكوى الطلاب من ضيق الوقت للامتحانات حيث ان هناك حشو في الملازم أجاب الدكتور محمود الميسري عميد الكلية ": ان من اكبر المشاكل التي نواجهها في كلية زنجبار، هي للأسف الشديد الطلاب، فمخرجات الثانوية العامة حدث ولا حرج. لم يقبل طالب من م/أبين في كليات الطب لا نظامي ولا موازي، والسبب يعود في ضعف مخرجات الثانوية، والشيء الأخر الطلاب لدينا للأسف الشديد اثرت فيهم فترة النزوح سلبا من كل النواحي، وكذا فترة الحرب الاخيرة وما تمر به البلاد من مشاكل ،ولهذا تجدهم يميلوا للعنف، وكذلك غياب الأسرة وعدم قيامها بدورها فقد تركت الحبل علي القارب ولم تعد الأسرة تراقب أولادها وتحثهم على التحصيل العلمي، كل ذلك جعل الطلاب يميلوا إلى السهل ويشكون من هذا المدرس او ذاك ،مع العلم اننا دائماً  بالقرب من الطلاب ونتابع المدرسين أول بأول، وفقا للوائح والأنظمة، وإذا راينا تكرار الشكوى  بهذا المدرس او ذاك نجلس معه ونوجهه لم هو صالح للطلاب ، والأمر لا يسلم لكن المشكلة في الطلاب تعودوا على التسيب والغش، وعندما اتوا إلى  الكلية صدموا انه لا يوجد غش و من يضبط وهو يغش يرسب في المادة، وإذا كرر الغش يفصل، كل ذلك جعل الطلاب في وضع نفسي سيئ ،لكن ماذا نعمل هل نتركهم يغشوا لا اعتقد ان ذلك هو الحل؟ فالحل المدرسة والاسرة، عليها ان تهيئ ابنائها للدراسة الجامعية وفقا للأصول المتعارف عليها في التعليم الجامعي، فالتعليم الجامعي معناه  ساعات من القراءة والمثابرة، بدايتها المدرسة والبيت واخرها الكلية، فهل هذا تفهمه  الأسرة وإدارة المدارس.

وبشأن عدد اقسام الكلية وهيئة التدريس قال عميد الكلية " يوجد بكلية زنجبار اتنا عشر قسماً وهي ( الكيمياء- والأحياء- والرياضيات- واللغة العربية- والإسلامية - والفيزياء- والتاريخ- والجغرافيا- ومعلم اجتماعيات - وحاسوب كلها مساق البكلاريوس ما عدا قسم الحاسوب دبلوم وعدد هيئة التدريس  مائة وعشرون مدرس ومدرسة منهم ستون ونيف من حملة الدكتوراه، والآخرين بين ماجستير وبكالوريوس، أما بالنسبة للعمال فقد تقاعد الكثير والبعض اقعده المرض، ولك ان تتخيل  ان كلية زنجبار المرفق الوحيد اعتقد في اليمن الذي  يعمل ستة ايام بدون يوم راحة  وبداية العمل  تكون من الثامنة صباحا حتى الثالثة مساءً .

وحول المشاريع  الممولة للكلية قال عميد الكلية ": يوجد لدينا مشروع تبليط(ترصيع) 520مترمن مساحة الكلية بتكلفة 2مليون بتمويل ذاتي . 

الكلية والسلطة المحلية

وعن علاقة الكلية بالسلطة المحلية بالمحافظة قال ": للأسف  حاولنا إيجاد علاقة طيبة مع السلطة المحلية، وكان ببيننا شيء من التفاهم بهدف خدمة التعليم, ولكن هذا التفاهم لم يستمر والسؤال يوجه لهم، لكن أقولها  بصراحة بعيداً عن المزايدات والتطبيل لهذا المسؤول او ذاك، وشهادة لله ان المحافظ السابق قد دعم للكلية بأكثر من 5 مليون ريال كمعدات وتأثيث وسور، وغرفة حراسات ،وكمبيوترات، ومكيفات، بل أذكر أنه زارنا يوماً ما، وقال أمام الجميع عندما أضيق في مكتبي وأريد أن أرى  مؤسسة تعمل ومنظر يريح البال أذهب إلى الكلية، وقد زارنا حوالي عشر مرات، خلال عام ونصف وهذا بالنسبة للمحافظ السابق.

وعن الترميم والدعم للكلية أجاب ": الكلية تم إدخالها ضمن مشاريع إعادة إعمار أبين نتيجة الحرب التي شهدتها المحافظة في عام 2011 م . والتي يشرف عليها الصندوق الاجتماعي للتنمية، ولكن إلى  الآن لم نرى شيئا، الإغاثة الكويتية زارت الكلية ووعدت ،ونحن بالانتظار ،تخيل كلية ليس فيها سوئ 4مايكروسكوبات واثنين داتاشو وآلة تصوير يوم تصلح ويوم تعطل، لكن لن تثنينا هذه الظروف وتخلي المسؤولين عن واجبهم عن العمل سنحفر في الصخر وسنبني وسنقاوم والله معنا وكل الخيرين بإذن الله .

تطــور ملحـوظ

كما عبر عن شكره لكل من دعمهم ووقف إلى  جانبهم، لاسيما وأنت تعرف أن الكلية هي الصرح العلمي الوحيد في مجال التعليم العالي، ولهدا نتمنى من قيادة المحافظة أن تعيد  ترتيب أولوياتها تجاه هذا الصرح العلمي الأكاديمي.

وبعد انتهاء الحديث مع عميد الكلية تجولنا في أروقة الكلية والتقينا بأحد أعضاء الهيئة التدريسية  بكلية زنجبار فقال ":(هناك تطور ملحوظ في سير العملية التعليمية في الكلية من حيث سير المحاضرات والالتزام من قبل الهيئة التدريسية وتسير الدراسة بشكل جيد .

وحول مستوى الطلاب قال ": مستوى الطلاب متفاوت فهناك طلاب بمستويات علمية ممتازة وهم بحاجة للاهتمام والتشجيع وهناك طلاب آخرون بمستويات متوسطة ,وربما ضعيفة وقد يكون من أسباب ذلك تعثر الدراسة الثانوية لهؤلاء الطلاب .

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني