ودع أطفال روضة صيرة بمحافظة عدن أول روضة في الجزيرة والخليج ، تأسست عام 1977 م العام 2015 م المليء للأسف بالانتهاكات الوحشية اللا إنسانية في حق الطفولة وتدمير أحلامها وقمعها وقهرها وقتلها من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في حين تدلف عام 2016 م بعد أن تحررت عدن حاملا لأطفال الروضة وأطفال عدن ابتسامات البهجة والفرحة المسكونة بالبراءة الناصعة البياض بفضل الدعم السخي للأشقاء في الهلال الأحمر الإماراتي بعد أن حظيت هذه الروضة التاريخية ورياض عدن والمدارس الأساسية والثانوية بالمعنى المجازي بنصيب الأسد من الدمار في بنيتها التحتية وفقدت محتوياتها وأجهزتها .
ووسائلها التعليمية بما في ذلك كما هو واقع حال روضة صيره بتدمير النوافذ والأبواب وشبكتي الكهرباء والمياه ولم تسلم منها حتى ألعاب الأطفال التي تعرضت لخراب وحوش العصر الحوثيين وأنصار صالح .
تفاصيل مكونات هذا المشروع .. أبعاده .. تأثيره في نفسيات وأذهان وشعور الأطفال وانعكاسه إيجابيا على شخصية الطفل المتوازنة ذهنيا وجسميا ونفسيا والكشف عن مواهبه وإبداعاته ..إلى جانب المنغصات التي تعاني منها الروضة وتأثير الاختلالات الأمنية وانعكاسها على الطفل سلبا على الدراسة في الروضة .. والتساؤل عن توقف البناء في المبنى الجديد التابع للروضة لاستيعاب الكثافة الطفولية وأنشطتها المتنوعة وكمتنفس للأطفال .. جملة تلك المهام مثلت أجمل عناوين الحوار في هذا التحقيق الذي أجريناه مع مديرة الروضة والمربيات وأولياء الأمور والمسئولون المحليون والمنفذون للمشروع الإماراتي .
ثمرات إمـــاراتية يانعة
الحقيقة أن أولى الثمرات اليانعة الإماراتية التي حان قطفها هو الإعلان عن استكمال تنفيذ مشروع إعادة تأهيل وترميم روضة صيره إحدى المعالم التربوية التاريخية في عدن وتحديدا في مديرية صيره بتمويل ودعم الهلال الأحمر الإماراتي ..وبإنجاز هذا المشروع تفيأت زهرات الطفولة البريئة بغيوم البهجة وتنفست الصعداء مستنشقة النسيم الرقراق وراسية مدماك مناخ تربوي ونفسي مستقر يفتح حي أنفسهن زهور الإبداع ويشيع رغباتهن في حب الاستطلاع والاستكشاف وحاجتهن للارتباط بآخرين يشعرونهم بالحنية والحب والتقدير .
شاهد عــــيان
*كانت محطتنا الأولى مع المربية والتربوية القديرة صاحبة الخبرة التربوية والنفسية مع الأطفال وهي على قدر كاف من الثقافة العامة والتربوية التي تعني بمستوى الطفولة ..الأخت مريم صالح سالم التي استقبلتنا بكل أريحية وترحاب وشفافية ناجحة والتي أثلجت صدورنا بترحابها بالصحافة التي ترى فيها المرأة الحقيقية التي تعكس هموم هذه الفئة من المجتمع .
*ما لفت نظرنا ونحن ندلف ساحة الروضة وثم مكتب المديرة هو إن الروضة بجميع طاقمها التربوي والإداري والتطوعي قد تحولت إلى ورشة عمل حقيقية لتجهز مراسم حفل افتتاح مشروع إعادة تأهيل الروضة المهدي من قبل الهلال الأحمر الإماراتي لكن بالرغم من انشغال المديرة بالتجهيز إلا أنها لم تبخل علينا بجزء من وقتها الضيق والثمين للإجابة على أسئلتنا لكن ما لفت نظرنا ونحن نتجول في ساحة الروضة وسعتها ومكاتب إدارتها وبين ألعابها وحديقتها الخضراء المنعشة والزاهية بالورود المتنوعة ومروج الحشائش الخضراء وأنواع لعب الأطفال ووسائل الإيضاح التربوية والرسوم الجذابة التي رسمت بإبداع وإتقان متنوعة الألوان أشبه ما يكون بفسيفساء حقيقية تجذب الأنظار وتنتزع الإعجاب وهكذا يتم عن جهد تربوي حصيف ومجرب لطاقم التدريس .
الإماراتيون وعدوا فصدقوا
مديرة الروضة مريم صالح في بداية حديثها معنا اثنت بالدعم السخي واللامحدود للأشقاء الإماراتيين وكذلك بنجاح مشروع إعادة التأهيل والترميم للروضة الذي موله وأشرف على تنفيذه الهلال الأحمر الإماراتي ..قائلة : لقد وعد الإماراتيون ودفعوا. جزائهم الله بخير .. مذكرة أبان بأن الروضة كانت قبل هذا المشروع تشرف على الانهيار وأصبنا نحن المربيات والأطفال والآباء بالإحباط حيث كان ينذر بتوقف الدراسة وطمس البسمة والأمل التي أثلجت في أوجه أطفالنا لكن بتنفيذ هذا المشروع الإماراتي أعاد الأمل والبهجة من جديد لتتسم في شفاه زهورنا وزهراتنا .
وفندت قائلة : إن إعادة التأهيل والترميم للروضة كان شاملا شمل ترميم السقوف وأرضية الروضة ورصفها بالبلاط إلى جانب إعادة تأهيل شبكة الكهرباء وتقويتها وترميم شبكة المياه وإعادة تأهيل المراجيح إلى جانب استبدال الأبواب والنوافذ كاملة بالإضافة إلى عمل أحواض زراعية لتكملة الوجه المشرق والجمالي للروضة وتحبيبها للأطفال .
ماذا عن المبنى قيد التنفيذ
وحول أسباب توقف العمل في المبنى الجديد التابع لمبنى الروضة والذي كان لساحة لطابور متنفس ومسرح الأطفال يمارسون فيه إبداعاتهم الفنية والتمثيلية وممارسة الألعاب فضلا عن إنه يستوعب غرفة الكشافة الطفولية التي تضغط علينا كل عام ..مذكرة إيانا بأنه يوجد حاليا 500 طفل وطفلة في الاحتياط علما بأن عدد أطفال الروضة الحاليين 400 طفل وطفلة وأغلب الأطفال من مناطق كريتر تستوعبهم روضة صيره وهي تكاد تكون الوحيدة في كريتر لذلك دعت المسئولين المعنيين بالإسراع في استكمال المبنى الجديد قيد البناء حاليا وهو ملحق تابع للروضة منذ تأسيسها حتى تقدر الروضة أن تستوعب الأعداد الهائلة من الأطفال .
احتياجات الأطفال لأبد منها
وحيث أمطرناها بأسئلتنا والاستفسار عن سبب غياب الكثير من أطفال الروضة في شعبهم خصوصا هذه الأيام. أفادت التربوية القديرة مريم صالح سالم إن الاختلالات الأمنية في المديرية وما تعانيه محافظة عدن عكس نفسه على نفسيات الأطفال فكثير من الأطفال أصبحوا لا يداومون وبعضهم لا يداومون بشكل دائم بسبب ما يعانوه من أطلاق الرصاص وسماع الانفجار أو أعمال القتل فهذا الأمر أقلقنا وأقلق الأطفال وآبائهم الذين يضطرون في منع أطفالهم من حضور الروضة .
وعن الاحتياجات الضرورية الناقصة لدى الروضة قالت نحن تنقصنا التجهيزات التعليمية والإدارية وكذلك شحه ألعاب الأطفال وتوقف المبنى الجديد التابع للروضة الذي نؤكد مجددا على ضرورة الإسراع في إنجازه لحل قضية الكثافة الطلابية .
ويسألونك عن سر النجاح
في إجابتها عن سر نجاح المشروع الإماراتي فقد لخصته في جدية الأشقاء الإماراتيين ودعمهم السخي ناهيك عن الجهد الجماعي لطاقم الروضة مديرة ومربيات وإداريين اللواتي عملن بفريق العمل الواحد .. إلى جانب الدور الحاضر والمتابع للأخ مدير عام المديرية خالد سيدو الذي تابع تنفيذ المشروع وتفاعل معه إلى جانب تعاون واهتمام مدير عام مكتب التربية والتعليم بعدن والأستاذة هند باسنيد مدير رياض الأطفال بإدارة التربية بالمحافظة والأخ رائد طه مدير عام إدارة التربية مديرية صيره ..
خالد سيدو نثمن دعم الإمارات
خالد سيدو مدير عام مديرية صيره قال في حديثه لـ"الأمناء" .. لا يسعني في هذه الحالة إلا أن أشكر الأشقاء في الهلال الأحمر الإماراتي في إعادة تأهيل الروضة ودعمهم السخي لا عادة تأهيل مدارس عدن. ونؤكد بإن هذا العمل سيسجل لهم في تاريخ العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين ..وأضاف : سيظل هذا العطاء والعرفان بالجميل في ذاكرة أبناء عدن وجنوبنا الحبيب .
وحول انقطاع بعض الأطفال عن الدوام في الروضة بسبب الاختلالات الأمنية قال مدير عام مديرية صيره إن هذه الغمة ستزول إن شاء الله بتكاثف الشعب مع قيادة المحافظة وقيادة الشرطة والمقاومة وسيعود لعدن أمنها واستقرارها وسيعودون الأطفال لرياضهم ..
وكيلة الروضة الأستاذة القديرة يسرى أحمد الخضر قالت : لاشك أن هناك فريق واحد وراء هذا النجاح وكانت لهم بصمات مضيئة من انجاز هذا المشروع بدءا من المديرة مريم صالح سالم مرورا بالهلال الأحمر الإماراتي والطاقم التربوي والإداري للروضة ولمسئولة التربية في المحافظة والمديرة والأستاذة هند باسنيد مديرة رياض الأطفال في إدارة التربية بعدن وتفاعل السلطة المحلية والمقاول .
وفي الختام أدعو ذوي الشأن في التعجيل بإكمال العمل في المبنى الجديد التابع للروضة منذ التأسيس حتى نقدر نستوعب كثافة الأطفال وتوفير الجو التربوي الحقيقي لممارسة الأنشطة للأطفال .
توفير الألعاب لأطفالنا
المربية أسماء مشعل علي قالت : أن روضتنا روضة نموذجية وتغطي معظم أطفال عدن ونحن نريد مساعدتنا في توفير التجهيزات مثل الألعاب وأدوات النشاط والاستعجال في المبنى الجديد .. وقالت : إن سر نجاح الروضة يكمن في العمل الجماعي لمديرة الروضة وطاقم التدريس والإداريين .
منفذ المشروع :إعادة التأهيل لطاقم هندسي عــدني
منفذ المشروع المقاول عارف العطاس قال :نحن نقدر دعم الأشقاء الإماراتيين في تمويل هذا المشروع التربوي الاجتماعي المهم لرسم البهجة على وجوههم ومن أجل توفير مناخ تربوي دراسي يغرس البهجة وحب العلم في نفوسهم ويفتح أذهانهم ويتمثلون القيم النبيلة والحضارية قيم المحبة والإخاء والسلام منذ نعومة أظافرهم .... ومضى يقول إن نجاح هذا المشروع هو بجـهود جميع الإخوة الإماراتيين ومديرة الروضة وطاقمها التربوي ومتابعة مسؤولي التربية والسلطة المحلية في مديرية صيره وكذالك بجهود مديرة الرياض في إدارة التربية في المحافظة الأستاذة هناء باسنيد ..
كما أشاد منفذ المشروع عارف العطاس با الطاقم الهندسي من أبناء محافظة عدن الذين كانت لهم بصمات طيبة وإبداعية في تنفيذ المشروع وفق خصوصيات هذه الروضة التاريخية ..