أسرة في ضالع الصمود تبحث عن مأوى (تقرير وصور)
الأمناء / عادل حمران

دمرت الحرب منزلهم البسيط , ثم دمر الخذلان ما تبقى من انتعاشة لأرواحهم التي أنهكتها الفاجعة، ويبحثون اليوم عن مأوى يجمع شمل الأسرة التي طرقت ما استطاعت من أبواب لمساندتها في تجاوز المحنة لكن دون جدوى .

أسرة الحاج محمد مثنى تسكن العراء بعد تعرض منزلها للقصف الخاطئ من طيران التحالف أثناء معارك تحرير الضالع من مليشيات الحوثي وصالح بداية شهر إبريل من العام 2015م، كانت حينها الحرب في أشدها والقذائف تمطر على ضالع الصمود، فأخطأت مقاتلات التحالف المساندة للمقاومة هدفها في محطة الوداد ودمرت منزل الحاج محمد مثنى صالح و أدت إلى إصابة رب الأسرة محمد مثنى صالح (65 عام ) وزوجته خديجة وابنته وحفيدته.

جرحى في ظروف صعبة

نقلت الأسرة الجريحة إلى مستشفى الصمود في الضالع، كانت صعوبة نقلهم إلى المستشفى في ذلك الوقت أصعب بكثير من علاجهم، لأن الضالع كلها كانت ساحة حرب ، ومن الصعوبة دخول سيارات الإسعاف إلى مكان الإصابة لكن بتدخل خليل محمد عبده بما يشبه المغامرة تم اسعافهم ، وهناك حاول الأطباء إعادة هذه الأسرة إلى الحياة من جديد لكن إصابة الطفلة سميرة و الحاج محمد مثنى صالح كانتا بالغتين تم نقل الحاج محمد إلى مستشفى أطباء بلا حدود في عدن وهناك مكث أسبوع وبسبب كثرة الجرحى لم يستطع الأطباء تقديم العلاج الكافي فازدادت حالته سوء، وبعدها تم نقله إلى مستشفى النقيب وعلاجه على حساب أسرته ، وقد بلغت تكاليف علاجه مليون ريال ناهيك عن تكاليف الأدوية وصرفيات أخرى في عدن.

 

ربة الأسرة تبيع (الجربة)

وأمام تلك المعاناة وظروف العلاج الصعبة ما كان بوسع خديجة الضالعية (ربة الأسرة) إلا المساهمة في علاج زوجها فباعت أرض زراعية ورثتها من والدها (جربة) ، وعاشت الأسرة قرابة العام تعاني الأمرين مرارة الجراح ومرارة الظروف الصعبة بحثا عن علاج يرمم جراحهم.

تعاون معهم مستشفى النقيب وخفض لهم المبلغ من مليون إلى خمس مئة الف ريال كون الحاج محمد مثنى جريح حرب ، ودفعت خديجة مبلغ علاج زوجها من ثمن الأرض التي باعتها.

عاد النازحون وخديجة بلا مأوى

نزحت الأسرة إلى حبيل الريدة التي تكن لأهلها كل الحب لمواقفهم الانسانية تجاه الأسرة المنكوبة فقد كان أهالي حبيل الريده خير سند لها.

وبعد أن وضعت الحرب رحاها وانتصرت ضالع الصمود على العدو عاد سكان الضالع كلا إلى منزله  وعادت خديجة لتبحث عن أطلال منزلها الذي لم يعد لها منه إلا الذكريات، بحثت عن مأوى لها ولعائلتها فلم تجد ! ضاقت الضالع بوجهها وتبدلت سعادتها إلى بؤس ووجع وطرقت أبواب الجميع بلا فائدة . كانت لا تملك إلا دموعها ودعوات صادقة تطلقها نحو سماء الرب كل يوم ، لم تحصل من المنظمات على أي شي سوى أربعة فرشان وكيس دقيق وخيمة.

وعند زيارتنا لمقر هذه الأسرة في الضالع وجدت الحجة خديجة ترعى مجموعة نعاج ، تكلمت بألم وحرقة عن منزلها وعن أشهر من القهر و الوجع تركهم الجميع وتنكروا لهم في ظروف صعبة وأيام قاسية جدا.

و قالت بأنها باعت جربتها التي ورثتها عن والدها للمساهمة في علاج زوجها . وأضافت : " شكرا أهل الضبيات أشكرهم شكر المطر بيت الشاعري وبيت عسيق ونشكر خليل محمد عبده الذي أسعف زوجي والرصاص كانت تمطر فوقهم من كل مكان "

وقالت أنها توجهت برسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكل من يهمه الأمر بأنها وأسرتها في وضع مأساوي تكلمت .

وبصوت مليئ بالغصة والألم يقول الحاج محمد مثنى قال : " خدمت الدولة 37 سنة و راتبي 30 ألف ريال" انهمرت دموع من عينيه ولم يستطع مواصلة الحديث ، لكنه استدرك وحمد الله ثم قال بمرارة لم أتوقع أن يوصل وضع أسرتي إلى ما نحن فيه الآن .

هل من مغيث ؟!

ما زال وضع الأسرة يدعو للألم ، يسكنون في منزل بالإيجار في منطقة الوداد ويعانون من ظروف مادية قاسية وأملهم كبير في رب العالمين ثم رجال الخير، فهل من مغيث ؟!

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني