تحملت المقاومة الشعبية في المحافظات الجنوبية مسؤولياتها التاريخية عندما استشعرت الخطر المحدق بالإنسان الجنوبي وأمنه ووطنه جراء الحرب التي شنتها فلول مليشيات الحوثي والمخلوع صالح وقد هب شباب الجنوب في إطار مقاومة شعبية جنوبية واسعة وتحملت المقاومة مهام المرحلة وقدمت تضحيات كبيرة في سبيل تحقيق النصر ودحر خطر هذه الفلول الغازية من أعالي الجبال.
المقاومة الشعبية في محافظة أبين هي إحدى هذه الأشكال والتي أسند لها مهام الدفاع وملئ الفراغ الأمني والجماهيري وانجاز المهام التي يتطلبها المجتمع على مختلف الأصعدة وغيرت ميزان القوى على الارض.
وفي لقاء أجرته الصحيفة مع مسؤول المقاومة الشعبية في محافظة أبين الأخ يوسف العاقل والذي قال :"لعبت المقاومة في أبين دورا حيويا ومهما على الصعيد الأمني والوطني حيث تصدى شباب المقاومة بكل بسالة ورجولة وشجاعة نادرة لفلول الأعداء من مليشيات الحوثي والمخلوع صالح والتي اعتقدت أن الجنوب يفتقر إلى عدة وعتاد لحماية أراضيه والذود عن مقدراته ومكتسباته التي حققها خلال مسيرته النضالية والتنموية منذ الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م وقدمت العديد من الشهداء والذين سقطوا في سبيل الدفاع عن المحافظة ، حوالي 700 شهيد وحوالي 1000 جريح وكانت التضحيات ضريبة دفعتها المقاومة".
وأشار بالقول :" ولقد كان لكافة مكونات المجتمع في أبين من قبائل آل فضل وآل باكازم وقبائل يافع دورا كبيرا في الملحمة التي سطرها كافة شرائح المجتمع في أبين وقاتلوا بشرف وسالت منهم دماء غزيرة من أجل الوطن وخاصة على جبهات دوفس وعكد في المنطقة الوسطى وعلى الساحل وكانت أهم هذه الجبهات التي شهدت أعنف المعارك وتمكنت بفضل رجال المقاومة الذين ضحوا بأرواحهم وأموالهم من تطهير أبين بدعم وإسناد من الجيش الوطني للشرعية وقوات التحالف العربي".
وأضاف الأخ يوسف العاقل :"نحن إذ نستكمل ما بدأناه في ميدان الشرف في التصدي للغزاة وتحقيق النصر فعلى القيادة السياسية والعسكرية توحيد رؤاها تجاه القضايا الملحة والمرتبطة بالحاجات التي يتطلبها الوطن وخاصة الحاجات الأمنية وإعداد الخطة المتعلقة بتثبيت الأمن وتفعيل المقاومة في نقاط تواجدها ودمجها في المؤسستين العسكريتين الجيش والأمن ودعمهم لتحرير المناطق المتبقية من المحافظات الجنوبية وتكريم العسكريين المنضوين بين صفوف المقاومة وترقيتهم وتكريم أسر الشهداء والجرحى وتوظيف كل من أسهموا وشاركوا في هذه المعركة من الشباب وأهمهم الشهداء والجرحى في المؤسستين العسكريتين وحتى المرافق المدنية لأن هناك من الشباب لديه شهادات ومستويات عالية بحاجة إلى أن يخدموا في مرافق مدنية ربما يحتاجون لهم في عدة تخصصات وهذا حق مشروع بالنسبة لهم أملنا أن تقبل الحكومة بذلك تقديرا لمواقفهم الشجاعة والنبيلة لما قدموه لهذا الوطن.
واختتم تصريحه قائلا:" نشكر كل من قدم لنا كمقاومة من الدعم المادي والمعنوي ونحن بحاجة إلى تنمية تشمل كافة مناحي الحياة وتفعيل كافة مؤسسات الدولة، لأن ذلك يشكل ضمان لعدم لجوء الشباب إلى الأعمال التي تضر بأمن وسلامة المجتمع بالإضافة إلى تفعيل دور المرافق الرياضية والثقافية والإعلامية للعمل على تغيير السلوكيات التي أثرت في الفترة الماضية وتأسيس سلوك ايجابي يستفيد منه المجتمع كما نوجه شكرنا إلى الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وللحكومة والسلطة المحلية في المحافظة والتحالف العربي لما قدموه لأبناء محافظة أبين من دعم ومساندة لنا أثناء الحرب.. ولن نسمح لأي كان مكانته بالعبث بمقدرات هذا الوطن ومهما كلفنا الثمن ولن نسمح أيضا لأحد أن يعبث بأمن واستقرار المواطن ".