تعتبر منطقة صبر التابعة لمحافظة لحج منطقة حيوية ومزدحمة بالسكان، وقبل اندلاع الحرب ونتيجة للتدهور الأمني بالحوطة كانت صبر مرشحة أن تكون عاصمة مؤقتة للمحافظة، واندلعت الحرب على الجنوب لتأكل الأخضر واليابس وحصدت صبر رقماً قياسياً من الدمار الذي لحق بالبنية التحتية لها نتيجة لاحتلالها من قبل مليشيات الحوثي وعناصر صالح واستشهد فيها خيرة شبابها وشباب لحج .
اليوم صبر تستغيث وتطالب بحقها في الإعمار والإغاثة، فالمواطنين يعانون افتقادهم لمتطلبات الحياة بشكل متكامل ومرافق حكومية تحولت إلى أكوام من الأحجار مع بعض منازل المواطنين وأصبحت الحياة بعد الحرب قاسية جداً في صبر وحالياً بدأت الحياة تعود إلى صبر مع انعدام وصول الإغاثة وأيضا عدم امتداد يد الإعمار والترميمات .
مواطنون يستغيثون
صحيفة (الأمناء) زارت حارة النقيب وحارة عائشة بمنطقة صبر وهناك تحدث العديد من المواطنين ولسان حالهم جميعاً يقول أين الإغاثة ؟ فهم يطالبون بهذا الحق أسوة بغيرهم، وأيضا يتساءلون: أين حق الإعمار للمرافق الحكومية ومنازل المواطنين بالإضافة إلى قضية الشهداء والجرحى .
جمال الفقيه يقول: (أنا كمواطن أسكن في حارة النقيب منذ الحرب ولحد الآن لم يتحصل المواطن على حق الإغاثة مطلقاً باستثناء قيام فاعل خير في فترة الحرب بتقديم إغاثة وغير ذلك لم تصل إلينا أي يد خيرية لا من إمارات الخير ولا من شعب الكرم الكويت أو أي منظمات أو جمعيات، هناك أسر ظروفها قاسية جداً ولا يوجد لها مصدر للدخل مطلقاً ويحتاجون الإغاثة فهل من مغيث لهذه الأسر ؟)
أيضاً أسر تنتظر حق التعويض لما لحق بمنازلها من تدمير وتفجير من قبل تلك المليشيات الحوثية وهناك أسر تحتاج إلى معالجات لشهداء الحرب والجرحى .
وأردف الفقيه:(هناك أشخاص يأتون لتسجل الأسماء ولا نعلم أين يتم رفعها على أساس تقديم دعم للأسر ولكن على الواقع لا يوجد أي شيء ملموس) .
ويضيف : (لنا أمل في مجلس مساندة أبناء تبن للعمل الإنساني بإغاثة المواطنين لكن طال الانتظار بالرغم من أن هناك مناطق تتحصل على الإغاثة لأكثر من مرة بينما حارة النقيب وعائشة في أمس الحاجة للإغاثة ولم تصل إليهم حتى الان) .
وكشف الفقيه أن معظم مناطق صبر تفتقر إلى شبكة المجاري وتعتمد المنازل على نظام البيارات وهو الأمر الذي يهدد المنازل مستقبلاً .
صلاح يسلم شبيل مواطن من تبن عبر عن ألمه بسبب الأوضاع التي وصلت إليها محافظة لحج بشكل عام وصبر بشكل خاص، حيث قال : (تم تدمير صبر بشكل شبه كامل ونتألم اليوم عما حدث لصبر العز والكرامة ، فبعد الحرب مباشرةً لا تقدر شراء قارورة ماء فالأماكن كانت شبه مهجورة، ولله الحمد اليوم صبر تشهد تحسن ملحوظ حيث بدأت الحياة تعود تدريجياً ونلاحظ انتشار المحلات التجارية، لكن ينقص المواطن حق الإغاثة وينقص صبر إعادة إعمار المرافق الحكومية والأهلية، وترميم الأخرى).
عبير الصبيحي كانت تسكن بالقرب من اللواء الخامس تهدم منزل أسرتها كاملاً اليوم هي وأسرتها بدون منزل، قامت باستئجار منزل في صبر وهي لا تمتلك مصدر دخل ثابت فقامت بفتح محل للكوافير والنقش والخياطة، وكما تقول فإن إيجار المحل والسكن كبير جداً ومع ذلك قامت بتوسيع نشاطها لتعليم محو الأمية، وبحسب قولها فهي تحتاج إلى الدعم والمساعدة من المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية لأجل استمرار مشروعها الخيري.
وعبر (الأمناء) أضم صوتي لأصوات المواطنين ونناشد الاخوة الأشقاء في دول التحالف بإعطاء لحج عامة وصبر خاصة لفتة كريمة بالدعم والإغاثة العاجلة.
نستبشر خيرا
من زاوية أخرى قال رئيس مجلس الآباء بمدرسة القادسية بصبر الشيخ محسن فضل العزيبي بأن فاعلي الخير متواجدين والخير لا ينقطع مطلقاً، وقال : (في أقل مدة منذ انتخاب مجلس آباء لمدرسة القادسية بصبر قدم فاعلو الخير من أولياء الأمور دعماً غير محدود في بناء سور للمدرسة وتقديم كل مستلزمات البناء وهي صورة طيبة نعتز بها بتعاون الجميع).
وأضاف: (نحن على ثقة في الرئيس والحكومة ودول التحالف والمحافظ بإعطاء محافظة لحج الاهتمام الأكبر بما في ذلك صبر فهناك كانت أولويات ربما أخرت الخير، واعتقد حالياً حان وقت تقديم الدعم لهذه المحافظة في مختلف المجالات وعلينا دائماً الاستبشار بالخير وإن شاء الله الخير قادم).
صبر تنتظر
تعتبر صبر القلب النابض بالحياة لمحافظة لحج كونها منطقة تجمع السكان من مختلف مديريات المحافظة ومن محافظات أخرى، والوضع الذي تعيشه صبر يحتاج للدعم غير المحدود في مختلف مجالات الحياة وهي بانتظار أن تمتد يد الدولة والإخوة الأشقاء بدول التحالف، فهل يطول الانتظار ؟