(عدن التاريخ والحضارة) هذا هو عنوان الكتاب الذي ألّـفه الرئيس علي ناصر محمد بطبعتين, كانت الطبعة الثانية عام 2010م من 550 ورقة من الحجم الكبير، قدم لهذا الكتاب وزير الثقافة اليمني السابق د. محمد أبو بكر المفلحي، قراءة هذا الكتاب الذي يشبه الموسوعة هي رحلة على ضفاف نهر التاريخ بل قل هي عملية غوص في أعماق الزمن العدني, نلتمس منها الفائدة والإمتاع.
سنستعرض (بتصرف) أبرز ما ورد في أبوابه( الكتاب) وفصوله وذلك تعميماً للفائدة عن تاريخ عدن القديم والحديث والمعاصر.
عدن والتعددية السياسية:
كانت عدن منذ مطلع العقد الرابع من القرن العشرين ساحة للعمل السياسي تموج فيها مختلف التيارات السياسية، وكانت الصحف هي منابر للتنظيمات السياسية، في طليعة هذه الصحف كانت فتاة الجزيرة والنهضة التي أسسها (عائد باسنيد) ، وكانت الجمعية العربية هي باكورة تلك التنظيمات السياسية تأسست عام 1949م برئاسة على بيومي قبل أن تتحول إلى المؤتمر الشعبي العام عام 1954م، تلا ذلك تأسيس الحزب الوطني الاتحادي والجمعية الإسلامية التي من رموزها: الشيخ البيحاني ـ الشيخ محمد عبد الله كما ظهرت رابطة أبناء الجنوب العربي عام 1951م ومن مؤسسي هذه الرابطة محمد الجفري والحبشي ثم تأسس حزب الشعب الاشتراكي الديمقراطي برعاية عبد الله باذيب عام 1961م ،وحزب البعث وحركة القوميين العرب عام 1959م بقيادة فيصل عبد اللطيف وسيف الضالعي والسلامي وسلطان أحمد عمر، وقبل هذا كانت الجبهة الوطنية المتحدة قد أعلنت عن قيامها عام 1955م لغرض إفشال انتخابات ديسمبر 1955م الفيدرالي الذي منع أبناء الشمال من خوضها باعتبارهم وفق القوانين البريطانية أجانب.
وفي التنظيم القانوني والإداري للمدينة فقد كانت كثير من القوانين فيها من قانون الشركات الهندية لعام 1913م إلى أن شهدت عدن انعطافا تشريعيا عام 1937م وهو العام الذي أصبحت تتبع وزارة المستعمرات بدلاً من ارتباط إدارتها بالهند وتم من حينها تعديلات مستمرة لدستور عدن أخرها تعديل عام 1955م ليكتمل حينها البنية القانونية لعدن بصدور (قوانين عدن) في خمسة مجلدات وبقيت كثير من هذه القوانين سارية المفعول من بعد الاستقلال مع تعديلات تواكب المرحلة .
الخدمات الصحية بعدن:
الخدمات الصحية في عاصمة الجنوب العربي عدن أخذت عدة أشكال يقدمها المستشفيات والمستوصفات ، حيث كان عام 1885م هو العام الذي تأسس فيه أو مستشفى بمدينة الشيخ عثمان على هيئة (كمب) أعيد ترميمه عدة مرات إلى أن أتى عام 1958م الذي تم فيه افتتاح مستشفى الملكة فيكتوريا (مستشفى الجمهورية ) بخور مكسر بسعة 500 سرير حينها . ومستشفى عبود الذي بنى على شكل هناجر لخدمة الجنود البريطانيين وبقي بعد الاستقلال وحتى عام94م يعمل بشكل طبيعي قبل أن تعبث فيه الأيادي العابثة بعد هذا التاريخ، وفي جبل هيل بالتواهي تم إنشاء مستشفى القوات الجوية البريطانية تحول بعد الاستقلال إلى مستشفى القوات المسلحة لدولة الجنوب وآخذ مطلع السبعينات اسم الشهيد باصهيب حتى اليوم.
- مستشفى البريقا التابع لشركة المصافي تأسس عام 1956م ولا زال حتى اليوم يعمل بصورة جيدة.
مستشفى الشعب في كريتر هذا المستشفى الذي عرف باسم مستشفى (الصين) بقي بحالة جيدة حتى عام 92م وقد تم إنشاؤه لخدمات النساء والولادة ، فضلاً عن مستشفيات أخرى كمستشفى الليوي (مستشفى النصر) لاحقاً وهو المستشفى الذي تم إنشاؤه لخدمة قوات المحميات في معسكر (شامبليون)(النصر) خور مكسر عام 1940م.
النقابات في عدن:
قبل إصدار الإدارة البريطانية قانون النقابات عام 1942م كانت قد سبقت ذلك تشكيل جماعات عمالية دشنتها شركة الملح البريطانية عام 1889م، وفي عام 1939م شُـكّـلت أول جمعية عمالية بواسطة العمال المشتغلين بالتجارة وبناء السفن الشراعية .
تطور العمل النقابي بعد ذلك بشكل ملحوظ حتى عام 1956م وهو العام الذي أرخ لميلاد الطبقة العاملة في النقابات بانعقاد(مؤتمر عدن للنقابات) ، حيث تـكّـون هذا المؤتمر من عشرين نقابة ، وحتى بعد اندلاع ثورة الجنوب عام 1963م لم تتأثر هذه النقابات بالصراع بين الجبهة القومية وجبهة التحرير بل استمرت هذه النقابات بمواقفها لمقاومة للاستعمار وبرز فيها رموز نقابية عديدة منها: زين الأهدل -عبد الله الأصنج -مسوط - الزليخي - على جرجرة -عبده خليل –السلفي- عبد القادر أمين -منصور الصراري ـ-سلطان الدوش...!
الحركة النسائية بعدن:
تأسست الجمعية العربية للنساء برئاسة زوجة المندوب السامي البريطاني وعضوية كل من : رقية على محمد ناصر وسعيدة عمر جرجرة وغيرهن ، ثم تأسست بعد ذلك جمعية المرأة العربية برئاسة رضية إحسان وعضوية صفية لقمان وليلى جبلي وأخريات, وكانت هذه الجمعية تأخذ البعد السياسي بعملها : ومن رموز الحركة النسائية الجنوبية نذكر أمثلة وليس للحصر: فطوم يابلي- نور حيدر-لولة باحميش - فوزية جعفر- أنيسة أحمد سالم -أمنة يافعي- أنيسة الصايغ -ثريا منقوش -عايدة يافعي -الشهيدة نجوى مكاوي -نجلاء شمسان - نفيسة منذوق -والشهيدة عيشة كرامة و فتحية باسنيد ,حيث ساهمت المرأة بدور بارز في عملية التحرير.
الحركة الرياضية في عدن:
شكلت عدن مركزاً رياضياً متقدما بالمنطقة من حيث قِدم ممارسة كثير من الألعاب الرياضية فيها، حيث كان عام 1905م هو العام الذي تأسس فيه نادي الاتحاد المحمدي (التلال) كون الرياضة في هذه المدينة كانت قد استفادت من النشاط الرياضي للفرق الرياضية البريطانية حتى أن عدد من الفرق العربية فرضت على السلطات البريطانية سن قانون الجمعيات الرياضية لكرة القدم برزت أسماء منها:
في كريتر: المحمدي - القعيطي- الحسيني -الأحرار -الأهالي – الشباب_ في الشيخ عثمان: نادي الهلال ونادي الشبيبة (الواي) ,في المعلا :نادي الجزيرة -نادي الروضة . في التواهي: نادي شباب التواهي ـ الشعب. في البريقا: نادي شباب البريقا ـ وبعد الاستقلال ثم دمج العديد من حضره الأندية يبغضها البعض وعقد عام 1973م المؤتمر الرياضي العام في الجنوب بمبادرة من رئيس الوزراء حينها علي ناصر محمد كإعادة انطلاقة الحركة الرياضية التي بقيت في تطور دائم حتى غداة 22 مايو 1990م لتصاب بعد هذا التاريخ الحركة الرياضية بعدن والجنوب عموماً بشتات وإهمال متعمدين.