" ادفنوني حياً ولا أساوم على دماء شهداء الجنوب وثورته العظيمة " .. هذه هي رسالته التي يرد بها على عصابات صنعاء رافضا الخضوع والمساومة.
ثمان سنوات مضت على اعتقال وسجن أحمد عمرعبادي المرقشي البطل الجنوبي ذو العزيمة الفولاذية.. فما الهدف من بقاء المرقشي سجينا ؟ وما التفسير لعدم إطلاق سراحه حتى الآن؟
في هذا الاستطلاع نتحدث حول ذلك، ونوجز ما قاله المتحدثون في الأسطر الآتية..
اعتقال المرقشي .. رسالة لكل ثائر جنوبي
رئيس منتدى مناطق الواحدي سعيد الحسيني يرى أن الهدف من بقاء المرقشي أسير سجن صنعاء هو دلالة واضحة أن سلطات صنعاء تحاول أن يوصف أسرى الجنوب على أنهم خارجين عن قانون الوحدة اليمنية ولم يدركوا أنهم خارجون عن الشرعية الدستورية لوحدتهم التي يزعمونها .
وأضاف: (فإذا كان المرقشي تم أسره في ظل نظام عفاش وعفاش قد رحل عن النظام، لكن المقرشي لم يرحل عن سجن صنعاء ، فحتى المليشيات الحوثية التي تتدعي بانها تحارب الفساد والمفسدين وتنصر المظلومين كما تزعم ما زالت تمارس نظام عفاش بعدم اطلاق المعتقل المرقشي) .
وأوضح أن التفسير الحقيقي لعدم إطلاق سراح المرقشي ، هي رسالة لكل ثائر جنوبي يطالب بالحرية والاستقلال للدولة الجنوبية بأن مصيره سيكون الاعتقال في سجن الاحتلال بصنعاء على قاعدة الوحدة أو الموت دون الاعتراف بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم كشعب كما كفلته القوانين الدولية ..
السجين الوحيد الذي لم تعرف مدة سجنه!
المحامي أ.علي هيثم الغريب قال إن المرقشي هو السجين الوحيد في العالم الذي لا يعرف أحد مدة سجنه، وأضاف: (أن السبب الرئيسي من وراء هذه الأحكام المعلقة أو عدم استكمال درجات التقاضي هو سياسي أكثر من أي شيء آخر حيث أن مدة السجن الاحتياطي للمتهم لا يمكن أن تحدد بسنوات)
واستطرد قائلا : ( لأن القضية سياسية مباشرة بعد سقوط الطاغية علي عبدالله صالح أعيدت القضية من المحكمة العليا إلى محكمة الاستئناف .. ولأن القضية ليست جنائية ، ظل الاحتلال اليمني يرفض تحديد الحكم ضد الأسير أحمد عمر المرقشي بعدد من السنوات حتى يبقي سجنه مفتوحا دون تحديد عدد السنوات على عكس كل دول العالم) .
وطالب الغريب جميع مكونات الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية ومنظمات حقوق الانسان بضرورة العمل الجاد والحقيقي من أجل الإفراج عن السجين أحمد عمر عبادي المرقشي ووضع حد لمعاناته...
إفلاس سياسي
يرى الكاتب صالح علي الدويل باراس أن سجن المرقشي مرتبط بعودة الوعي لهوية الجنوب العربي فسجنه كان موجها لوأد هذا الحراك الجماهيري الجنوبي الذي كان لصحيفة الأيام ولعميدها الراحل هشام باشراحيل دورا أساسيا في تنميته.
وأردف: (ولما فشل نظام عفاش في إسكات هذا الحراك أو القضاء عليه اتجهت لمنبره الإعلامي المتمثل في صحيفة الأيام وعميدها وكان الاعتداء على منزل باشراحيل في صنعاء و الهدف حينها تصفية الراحل هشام ولما فشلت الخطة جعلوا من المرقشي وسيلة ضغط وتصاعدت الوسائل حتى اقتحام مقر الايام وأيضا فشلت خطة تصفية عميد الأيام لكنها اغلقت الأيام وأخذ عميدها والناشطين من أفراد أسرته سجناء، وهذا قمة الإفلاس السياسي).
ويرى الدويل أن أفضل الطرق للإفراج عن الأسير المرقشي هو قضاء نزيه وعادل وهذا منتفي في صنعاء والطرق الاخرى هي الضغط عبر منظمات العمل المدني والحقوقي وهذا النوع ليس موجودا في الجنوب وحتى لو كان موجودا فإن علاقاته الدولية محدودة .
وأضاف رغم ذلك فان على كل الجنوبيين ساسة ورجال قانون ومنظمات عمل مدني وحقوقي وكذا رجال الأعمال عليهم أن يتعاملوا مع منظمات حقوقية ولا مانع من توكيل منظمات حقوقية لنقل قضيته حتى تصبح قضية رأي عام عالمي.
المرقشي .. رمز لصمود شعب الجنوب
علي الذيب أبو مشعل الكازمي مدير شرطة البساتين، قال: (الهدف من بقاء الأسير البطل المرقشي هو انتقام فقط من رجل وطني رفض الخضوع للمخلوع وعصاباته) .
وأضاف: ( المرقشي لم يطلق سراحه، لأن الشعب الجنوبي أجمع يطالب بخروجه لذلك أبقوه لأنه يمثل رمز للشعب الجنوبي ولصموده ، وكل الطرق التي سلكها رجال الجنوب لإطلاق سراحه رفضت من قبل أزلام صنعاء لأن خصم المرقشي هو المخلوع صالح شخصيا وبهلاك المخلوع سيتم الإفراج عنه ).
من جانبها قالت ليلى بن بريك - تربوية و ناشطة سياسية :(الأسير المرقشي رجل وطني بمعنى الكلمة وهذا البطل لفقت حوله تهم من قبل المحتل المتغطرس الذي حارب الإنسان والحجر وقضية المرقشي قضية إنسانية وسياسية كون هذا البطل مطلبه دولة الجنوب.
وأشارت أن الهدف من بقائه سجينا هي أن وراءه لعبة دولية وورقة المرقشي حلها من الخارج ومصلحتهم من ذلك خلط أوراق ليس إلا .
وترى الأستاذه ليلى أن أفضل الطرق هي تسليم ملفه إلى قانون الدفاع عن حريات الشعوب وتشكيل قضاة جنوبيين من ذوي الخبرة القضائية مع قضاة عرب لمعرفة أسباب المدة الطويلة التي قضاها دون محاكمة وتأخير الإفراج عنه .
الجهود الحقوقية مطلوبة
رئيس تحرير موقع عدن الحدث جمال شنيتر، قال : (المرقشي باختصار رمز لمسيرة الحركة الوطنية في الجنوب ، لا سيما وأن فترة اعتقاله هي فترة زخم حركة النضال السلمي للحراك الجنوبي )..
ويرى شنيتر أن على أبناء الجنوب وفي المقدمة النخبة الجنوبية السياسية والاعلامية بذل المزيد من الجهد ، أولا على المستوى الحقوقي من خلال التواصل مع المنظمات الحقوقية العربية والعالمية ، وكذا مزيد من الحملات الإعلامية المنظمة لإبراز قضية المرقشي ..
واستطرد قائلا : (نجدها فرصة عبر منبر الأمناء أن نناشد كافة أبناء الجنوب وكافة الخيرين في العالم ، للعمل على إبراز قضية الأسير المرقشي ، والضغط على عصابات صنعاء لأجل إطلاق سراحه في أسرع وقت ممكن).
الكاتب المخضرم طه منصر بن هرهرة قال : (الهدف من إبقاء المرقشي في الأسر هو تبرئة المتهم الحقيقي للقضية فإطلاق المرقشي سيجعل من أولياء دم المجني عليه يثأرون من المتهم الحقيقي وبهذا فإن بقاء المرقشي أسيرا يعفي القاتل الذي هو من أتباع صالح والأحمر من القصاص).
وأردف: ( للإفراج عن المرقشي لابد من أسر متنفذين كبار مقربين من صالح والحوثي ومقاضاتهم بالمرقشي حتى يتم الإفراج عنه وهذه أفضل طريقة خصوصا في الزمن الحالي ووضع اللا دولة).