عدن تنزف ولكنها لن تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوت !! من المســــــــــــــــؤول ؟
الأمناء / غازي العلوي :

 

يوما عن يوم تزداد الأوضاع في محافظة عدن سوءاً في حين بات فيه المشهد السياسي أكثر قتامة وتعقيداً , لا شيء يجعل المرء يشعر بالراحة والاطمئنان وهدوء النفس والتطلع لغدٍ أفضل يسوده الأمن والأمان والعدل والمساواة والعيش الكريم .

وحدها هي لغة القتل وسفك الدماء من تتسيد مشهد الوضع في هذه المدينة المعروفة منذ قديم الأزل بمدنيتها وحضارتها وثقافة أهلها الذين ينبذون العنف وينشدون السلام , لا شيء يوحي حتى اللحظة بأن ثمة ما هو أفضل وأجمل لهذه المدينة التي ينام أهلها على أصوات الرصاص ودوي الانفجارات ويصحون على عمليات الاقتحامات والمداهمات والبسط على المباني والمتنفسات في حين يبذل فيه الكثير من القادة والمخلصين وفي مقدمتهم محافظ البلدة السيد عيدروس الزبيدي ومدير عام الشرطة العميد شلال شايع وقادة المقاومة الجنوبية والكثير من الشرفاء من أبناء عدن والجنوب جهوداً حثيثة وجبارة لكي تستعيد هذه المدينة الساحرة التي تحررت من قبضة جهاز قمعي متسلط ، عافيتها والحفاظ على الانتصار الذي تحقق بسواعد أبنائها ومعهم أبناء الجنوب والأشقاء في دول التحالف العربي وسط صراع شرس مع بقايا تلك العصابات وحلفائها من مليشيا الحوثي ، وخاصة أن الكثير ممن يُدين بالولاء لقوى النفوذ على مدى عقدين ونيف من الزمن يأبون الاقتناع بهزيمتهم أمام شعب عجزت أمامه امبراطورية ملكت نصف العالم حتى صارت توصف بأنها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس لتعترف بأنها انكسرت في عدن.

من المســــــــــــــــؤول ؟

يتساءل الكثير من الساسة والمثقفين والإعلاميين في العاصمة عدن عن الدور الذي يقوم به كبار قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية تجاه ما حدث ويحدث في مدينة عدن وموقفها في إيقاف نزيف الدم والسيطرة على الوضع الأمني في حين يذهب البعض إلى إلقاء اللائمة والمسئولية على مدير عام الشرطة العميد شلال علي شائع الذي يدرك الجميع بأنه يبذل جهودا جبارة وشجاعة في سبيل حفظ الأمن والاستقرار وملاحقة العناصر التي تحاول العبث بأمن واستقرار المدينة في ظل وضع أقل ما يمكن لنا وصفه بـ"المأساوي" والذي تحاول بعض القوى تكريسه لإظهار مدى عجز وفشل هذا القائد في القيام بهذه المهمة التي أوكلت اليه دون أن يتم توفير أدنى متطلبات ووسائل العمل الأمني من إمكانيات بشرية ومادية وأسلحة متطورة .

في المقابل فإن ثمة تساءل يبرز على المشهد حول دور ومهام أبرز القادة الأمنيين والعسكريين ويأتي في مقدمتهم وزير الداخلية اللواء حسين عرب ونائب الوزير اللواء ناصر لخشع وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء أحمد سيف اليافعي وجميعهم يتواجدون في العاصمة عدن وكأن مسؤولية إرساء دعائم الأمن والاستقرار ومحاربة الجريمة والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين وبسط سيطرة الدولة على كافة المدن والبلدات المحررة ليست من مهامهم .

لمصلحة من ؟؟

لا يكاد هاتف "الأمناء" يتوقف عن استقبال المكالمات من المواطنين البسطاء من أبناء عدن والمدن الجنوبية المحررة الذين يتساءلون عمن يقف وراء استمرار تدهور الأوضاع الأمنية ولمصلحة من بقاء الوضع على هذا الحال , فيما يتساءل آخرون عن عملية دمج واستيعاب أفراد المقاومة في الأمن والجيش بعد أن صدر قرار جمهوري بدمجهم واستيعابهم ضمن المؤسستين الأمنية والعسكرية قبل عدة أشهر عبر وسائل الإعلام وخطابات قيادات الدولة والكثير من القادة العسكريين والأمنيين الذين يتغنون بهذا القرار عبر وسائل الإعلام وشوهد المئات من الشباب يتدفقون ويتزاحمون في طوابير طويلة أمام مقرات ما تسمى باللجان حباً منهم في الإسهام في بناء وحماية هذا الوطن غير أنهم لم يلمسوا أي إجراءات عملية وحقيقية لترجمته عملية الدمج على أرض الواقع , متسائلين بالقول :  لماذا لم يتم استيعاب جميع شباب الجنوب للجيش والأمن وتوفير لهم الحد الادنى للمعيشة ؟ لماذا لم يتم صرف رواتبهم ومنحهم أدنى الحقوق ؟ أليس من يقتلوا اليوم في عدن هم من دافع وقاتل بالأمس ضد مليشيات الحوثي وصالح حين اجتاحت الجنوب ؟ أين هي القوات الأمنية والعسكرية التي تتسلم المرتبات وكافة المستحقات ؟ لماذا لم نسمع بأن الضابط الفلاني أو الجندي الفلاني قتل أثناء تنفيذ أي عملية ضد من تصفهم الدولة بالخارجين عن القانون إلا من رحم الله وهم القلة القليلة ؟ لماذا معظم إن لم نقل جميع القتلى هم من شباب المقاومة والمواطنين الأبرياء ؟ لماذا تناست قيادة الدولة  أسر الشهداء والجرحى واليوم تعمل على تهميش وإقصاء دور المقاومة الجنوبية ؟

في الجنوب .. طفل افتدى بطلا

مستمرون في النضال ،مستمرون في مواجهة التحديات وتقديم التضحيات للوصول إلى بر الأمان ،لن تنال يد الغدر منا ولا من أحلام شعوبنا رغم الضحايا رغم المآسي التي تزرع بين أقدام أطفالنا ،فيسرقون منهم طفولتهم ويشتتون آمالهم ،ويحرمونهم بهجتهم.

في الجنوب طفل افتدى بطلا" ،ولن تموت أمة يتفانى شيبها وشبابها في سبيل حريتها وكرامتها ،رغم غلاوة الطفل الفقيد الشهيد وقساوة فقدانه ،غالية عندنا سلامة البطل المناضل المقدام عادل الحالمي ،غلاوة تعني استكمال مسيرة ترخص لها الأنفس والأموال ،مسيرة يتشرف الآباء بخوص غمارها , إلى يوم يتجسد فيها أحلامهم وأفعالهم حرية وانتصار.

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني