تعيش محافظة تعز أياماً صعبة، برفقة المعتدين المتعنتين لها ولأهاليها، من مليشيات صالح والحوثي، الذين يقصفون المسكن بشكل عشوائي، ويساعدهم في ذلك، "المتحوثون" من أبناء هذه المدينة، من ذوي الأنفس الرخيصة، وبهذا الخصوص نظم مجموعه من الشباب وبعض المنظمات المدنية وقفه احتجاجيه تضامنية في ساحة العروض بخور مكسر في العاصمة عدن تحت عنوان "فك الحصار عن تعز".

"الأمناء" بدورها قامت باستطلاع عن هذه المدينة المجروحة والمنكوبة بفعل الحصار الأرعن، من قبل الحوثيين والعفاشيين وخرجت بهذه الحصيلة من ألسنة أهاليها.

امتهان كرامات البشر

وحول هذا الموضوع ابتدأت الحديث الدكتورة  "أسمهان علي محمد"  (طبيبة في مشفى الثورة في تعز) حيث قالت  : رغم إني لا أحبذ الحديث عن نفسي ولكن إظهارا للحقيقة أقول لكم ضرب منزلنا بالدبابة في شهر خمسة 2015م، ونزحنا إلى القاعدة وعندما سمعت إن الضنك يفتك بأبناء تعز وعلمت إنه من لم يمت بقذائف الدبابات الحوثي والمخلوع فسيموت بالضنك فقررت العودة والعمل في هينة مستشفى الثورة العام تعز، متبعة : كنت خائفة بسبب القصف الهستيري الذي يتعرض له مشفى الثورة ومازال حتى مقابلتك معي ولكني أدرك أننا سننقذ كثير من الأنفس جعلني اترك مكان النزوح الآمن وأعود إلى تعز لممارسة رسالتي ومساعدة من يحتاجني.

وأضافت: منذ أيام النزوح، إلى يومنا هذا لم أزر أهلي النازحين إلى مدينة أب ولا اعرف أين يسكنون ألان وهذا سادس شهر لم ترَ فيها عيني أمي الحبيبة التي افتقدها كثيرا، لقد امتهنت في هذه المدينه كل كرامات البشر والانسانية.

مساندة بعض أبناء تعز  للحوافيش

وشاركنا الحديث الشاب "نشوان مهيوب" حيث أكد على إن تعز تصرخ بصمت وكبرياء  ومعاناة وألم ، حصار ودمار سحق لمعنى الإنسانية والآدمية، فخضوع بعض رجال تعز لنزواتهم الفردية ومساندة الحوثيون والعفاشيون ضد إخوانهم كان هو السبب برأيي في تأخير النصر وتشديد الحصار على تعز، وكذلك تخاذل بعض القوات المسلحة اليمنية أكانت جنوبية او خليجية سودانية جميعهم لم يقوموا بدورهم المأمول تجاه هذه المدينة التي تكتسحها الة الحرب العسكرية وتعبث فيها الفساد من قتل وتشريد وتجويع  وحصار جائر لسكانها المغلوب عليهم وبالرغم من ذلك مازالت تقاوم وتضحي بفلذات أكبادها .

وأضاف بقوله ادعوا شباب تعز للوقوف معنا  في صف واحد ضد تتار العصر المجوس الذين يتوافدون من أصقاع البلاد لإبادة أخواننا وأهلنا في تعز التي صنعت من الدم نار وأشعلت جذوة الثورة.

انخرطت في صفوف المقاومة

وفي نفس السياق التقينا بالشاب الذي يقاتل في صفوف المقاومة  "علاء العامري"  والذي قال بأنه تخرج من ألجامعه، وكل أمل بالالتحاق بوظيفة لاقتات منها وأعيش بوطني غير مدرك لما كان يدور وحين شاهدت بأم عيني انتهاك الحرمات من قتل ونهب وترويع وتمثيل بجثث بعض القتلى وعدم السماح لأهلهم من انتشال جثثهم من الشوارع بحجة أنهم دواعش وتكفيريون.

وأتبع: كل ذلك قادني بقوة إلى لالتحاق بركب المقاومة التي تدافع عن كرامة تعز ولقد انصب كرهي وحقدي على تلك الفئة من المتحوثين الذين جعلوا من مدينة تعز مسرحا للجريمة والعهر الحوثي، ولقد واجهنا في  المقاومة الكثير من المعوقات في سبيل التحرير أهمها (المتحوثين) من إخواننا في هذه المدينة المحاصرة المكلومة التي لم تكن تتوقع من أبنائها نكران الجميل والعمل ضدها.

وأضاف قائلا : لقد تعلمت من جبهات القتال كيفية الوقوف في وجه الغزاة، ولذلك ادعوا أبناء تعز قاطبة  للالتحاق بجبهات الشرف والكرامة للدفاع عن تعز وللتعلم في مدرسة النضال الحقيقي.

تعز العز يا برابرة اليمن

 وفي السياق نفسه، تحدثت الأخت "أحرار القرشي" قائلة : فليسمح لنا القراء باستعارة هذا العنوان (تعز العز يابرابرة اليمن) الذي كان الشهيد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل قد اختاره ليكتب تحته  مقالا رائعا في إحدى الصحف المحلية إبان ثورة الشباب عام 2011م ومحرقة ساحة الحرية بتعز ..أني لست بصحفية ولا بكاتبة محترفه ولكن الإحداث الحالية خلقت من كل مثقف إن يدلي بقلمه وليس بدلوه ليسطر بحبره الدامي من دم أبناء تعز ما يعانوه من وحشيه وبربرية الحوثي وعفاش (الحوفاشي) اللذان كونا بربرية العصر الحديث متكاملة الأركان وعلى من ؟على تعز ..نعم لقد بدوا في عدن ومحافظات جنوبية أخرى ولكن عينهم كانت على تعز ,وكانوا في معظم مناطق شمال الشمال ولكن. لماذا تعز ؟ لا اعتقد إن أحدا لا يعرف الجواب.

أعداء الأمس أصدقاء اليوم

وأضافت بقولها : إن أعداء الأمس عفاش سنحان وحوتي مران أصبحوا أصدقاء اليوم صداقه مزيفه وموقته ولكنها ضد تعز .. والكل يعرف جيدا إن عبدا لملك الحوثي لن ينسى دم أخيه حسين مؤسس جماعة أنصارهم والمنظر الذي قتلة عفاش في حرب صعده  والمهم بالقول إن عفاش اشد حقدا على تعز منذ اتهامه بقتل الشهيد إبراهيم ألحمدي ثم محاولة الانقلاب الناصري عام 1978 بقيادة الشهيد عيسى محمد سيف القدسي وعبدا لسلام مقبل القباطي  ورفاقهم وذلك بعد إن اغتصب رئاسة الدولة بأشهر ثم بعد الثورة الشبابية عام 2011م التي خلعت به من السلطة . تلك الثورة التي أوقدها شباب تعز وكان وقودها في جمعة الكرامة وكذلك أيضا مسيرة السلام الراجلة التي أذهلت الكثيرين، كل ذلك ولد الحقد الدفين في نفس عفاش المخلوع على تعز.

حمله أنقذوا تعز

إلى ذلك، نفذت حمله أنقذوا تعز وأطفالها في عدن وقفه احتجاجيه مناهضة لصمت المجتمع الدولي حيال جرائم المليشيات في تعز وأقيمت الوقفة إمام مكتب الأمم المتحدة في مدينة خور مكسر بمشاركه بعض منظمات المجتمع المدني وطالب المشاركون فيها سرعة رفع الحصار عن تعز.