النازحون السوريون وقود صراع وعبء اقتصادي وأمني ‏
الامناء نت| متابعات

اعاد مؤتمر الدول المانحة لسوريا في لندن من جديد وضع النازحين واللاجئين السوريين إلى واجهة الاهتمام الدولي من ناحية إنسانية لسببين رئيسين: الأول معرفة أصحاب القرار الدولي أن إنهاء النزاع العسكري والتوصل إلى حل سياسي للازمة السورية أمر غير ممكن في الوقت الراهن في ضوء ما آلت جلسة محادثات جنيف بين افرقاء النزاع والتي تأجلت إلى 25 من الحالي وسط شعور بان هذه المرحلة طويت من دون أن تبلغ غايتها

 

أما الأمر الثاني فيتعلق بوجود إرادة غير معلنة للاستمرار في سياسة التهجير التي أصبحت ورقة بيد النظام ومعارضيه معا، تستخدم في وجه الدول الغربية وتحديدا الدول الأوروبية التي باتت مستعدة للتعاون مع النظام عسكريا لمواجهة التنظيمات المتطرفة بعدما أصابها الإرهاب مباشرة كما حصل في فرنسا وبعدما أصبحت هذه الدول في وضع العاجز عن استقبال موجات المهاجرين، في حين يبدو هذا التغيير الديموغرافي في سوريا وإفراغ مدن من سكانها بناء على اختيار على أساس الانتماء الديني ، شرطا من شروط سيناريوهات إعادة رسم الخارطة السورية وإنشاء دويلات طائفية .
 
لقد أظهرت أرقام صادرة عن "مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" قبيل نهاية العام 2015 ،أن تصاعد حدّة القتال شمال غرب البلاد ، أسفر عن تهجير حوالي 120 ألف شخص منذ بداية التدخل الروسي، وسترتفع هذه الأرقام طالما تستمر هجمات النظام.
 
لقد أدى الهجوم الأخير الذي تدعمه إيران وروسيا إلى تفاقم الوضع الاقتصادي المتدهور، وبالتالي قضى على الآمال في تحقيق نهاية سريعة للنزاع. وقد استهدف الروس، بغاراتهم الجوية مواقع للمعارضة التي يمكن أن تشكل بديلا لنظام الأسد، وجاءت نتيجة غاراتهم المكثفة لتحمل موجات كاملة من المواطنين إلى المغادرة   بعدما أصبحت الحياة الطبيعية في المناطق التي يسيطر عليها الثوار مستحيلة بسبب التدمير الهائل الناجم عن الغارات الروسية بعدما أدت هذه الغارات إلى  تدمير أحياء بكاملها بما فيها من بنى تحتية وأسواق ومدارس ومستشفيات ، فيما اضطرت موجات أخرى من السوريين للنزوح رفضا للعيش تحت نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية وشريعتها.
 
لقد فقد معظم اللاجئين الأمل في العودة قريبا وبدا الغرب إمام معضلة تامين ظروف استقبال ملايين المهاجرين ودمجهم . مؤتمر لندن لا يختلف عن سابقيه ووعودهم الا انه محطة استحقاق داهم لازمة رأى فيها الجميع دافعا لتحقيق أهداف تخدم النزاع ولا تعالجه في حين أصبحت الأسرة الدولية أمام أمر عصي فهي غير قادرة على استيعاب مهاجرين فاق عددهم المتوقع ،مئات الآلاف ما كان متوقعا وهي خائفة من نقل الإرهاب إلى أراضيها بعدما أصبح المهاجرون غطاء للجهاديين للتمركز في أوروبا .

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني