كتبت كثيراً وما زلنا وسنضل نكتب وننقل الملاحم البطولية التي تسطر على الارض الجنوبية المحتلة وسنستمر بالكتابة عن رجال هم معنا بمأثرهم البطولية ، لكنهم رحلوا عنا اجسادا ، وليبقي تاريخهم الناصع ، رحلوا في مراحل عديدة مرة بها ثورتنا الجنوبية وصلنا الى نهايتها بالكفاح المسلح الذي نعيشه ونحن بصدده اليوم ، يوميا يرتقي الشهداء الابرار في معارك ضارية مع العدو اليمني الغازي ويرحلون بالمئات ، طالبين الشهادة التي لا ينالها الا الابطال.. ما دفعني ان اكتب هذه المقالة القصصية الآنية وانا في مخيم احدى الشهداء الابرار، شهيد شاب ثائر هكذا رايته مقدام مخلصا محبة لثورته ووطنه الجنوبي ، الشهيد ابو بكر سالم ناصر الجحربي المشألي اليافعي، الذي قدم ملحمة بطولية في معركة شرسة مع الاعداء على مشارف العند رحل يومها 8 شهداء وعشرات الجرحى ، في مخيم الشهيد الجحربي كان الحاضرون يسردون الحكايات عن بطولات الشاب اليافعي الصغير الذي سبق عقله الكبير عمله النضالي الثوري التحرري، من داخل المخيم سردت لي حكاية اسطورية صنعها ابطال ثائرون رأيتُ شاب ضالعي يتوكئ على عكازه قادما صوب اقارب واهالي الشهيد يقدم لهم التعزية ، يحكى لنا انه رفيق الشهيد في النضال والكفاح ودرب التحرير الذي خاضوه معا خاصة في متارس جبهات القتال الحكاية تتواصل بان الرفيقين كان معا الجريح الضالعي الذي اصيب في عينه حتى اصبح لا يرى اصبح نظرا اصيب في احد معارك الضالع شارك الشهيد ابو بكر اليافعي فيها ، كان منذ بداية النضال الثوري سويا متنقلا في كل ساحات الوطن الجنوبي ينشد الحرية تحت راية السلم ونشيد الاستقلال ، رغم صغر سنه لكنه يحمل عقل كبير بحنكته وارادته التي يحملها ورجاحة عقله الذي يتعامل به مع الاحداث ومع رفقائه الثائرون، قدم نفسه وماله في خدمة الثورة الجنوبية وكل محطاتها وكنت مقربا منه دائما بحكم علاقتي الاسرية فيه .. اندفاع الشهيد ابو بكر الجحربي الاكبر كان صوب البندقية واستخدامها ضد العدو جعل من هذا الشهيد يشارك في معارك عديدة ويترك بلاد الغربة مع أي حدث في الوطن ليشارك ويكون من اوائل الثائرين .. من جبل العر الى جبل الاحمرين كان الشهيد أبو بكر سالم اليافعي حاضراً وبقوة ليس بجسده وبندقيته بل مشارك بالقتال وبدعم الثائرين ونقلهم في مركبته الخاصة وتسخير كل ما يملك من اجل الانتصار والظفر بالحرية كما كان يردد دائما .. "ما تنال الحرية لو ما بكت من كل عين " كان الشهيد من شباب المقاومة الجنوبية الافذاذ بل من الشباب المتعطشين ليوم النزال مع الاعداء منذ ردح من الزمن ومن الدعاة اليه قبل اعلان صافرة الكفاح المسلح الذي نعيشه اليوم .. مع شباب المقاومة في ردفان كان الشهيد اليافعي مشارك بقوة في كل المواجهات خاصة مع معارك العدو في القطاعين العسكريين الشرقي والغربي الذي نال الشهيد شرف التحرير والسيطرة عليهما مع رفقائه بردفان ويافع .. انتقل الشهيد ابو بكر اليافعي الى الضالع ليشارك في معاركها البطولية ومشارك في المجد برسالة اراد ايصالها لرفقائه حسب ما يحكي اليوم في مخيم عزائه .." كان الشهيد مشارك في معارك الضالع بقوة ليسقط يومها رفيقه الضالعي في مترس القتال ونفس المكان انبرى الشهيد ابو بكر لإنقاذه وتكفل بإسعافه الى يافع وعلاجه ونظر للظروف التي كانت تمر بها المقاومة ومقاوميها الابطال. فقط بتكاتفهم وتعاضدهم هذا ما رسموه في تلك المتارس " حيث ارهن الشهيد ابو بكر سالم سلاحه الشخصي لعلاج زميله الجريح الضالعي واستمر في متابعة حالته حتى شفى ، وما كان حنين الشهيد ابو بكر والعودة الى جبهات القتال بعد ان شفى رفيقه واصبح لا يملك سلاح جعل من ذاك الصديق الجريح الضالعي ان يعيره سلاحه ليستخدمه ذلك الشبل اليافعي في معارك العدو ويكمل المشوار وحسب الجريح الضالعي " فان ابو بكر سالم أمتشق بندقيته الضالعية مودعا له واتجه صوب ردفان يشارك فيها المقاومة معاركها وخاصة جبهة العند التي استمر منذ بدايتها حتى الايام الاخيرة الذي عاهد فيها رفاقه الشهداء بالنضال حتى النهاية .. ومع اشتداد المعارك خاصة يومي 19/20 يوليو واقتحام جبل الزيتون على مشارف مثلث العند كان الشهيد مع الموعد والمكرمة الربانية التي من اجلها تقاطر الالاف للمشاركة بالملاحم التي بها ظفر الشهيد الثائر وبطل من ابطال المقاومة البواسل ابو بكر سالم ناصر الحربي اليافعي بعد حياة حافلة بالنضال والتضحية صانع تاريخ لأهله وقبيلته يكتب في انصع صفحات التاريخ عشت بطلا يا رفيقي وصديقي الشهيد المقرب بمعركة الشرف في ملحمة الشرف كشهيد يافعي جنوبي حامل بندقية ضالعية على اراضي ردفان في رسالة ثورية يبعثها لنا دائما الابطال من الشهداء والجرحى في وحدة صفنا وتقرير مصيرنا المشترك فهل نكون عند تلك المسئولية العظيمة وعلى نفس الدرب سائرون .. تحية لكل اسرة شهيد وجريح وتحية لكل من يسطر الملاحم في متارس القتال