نظمت نقابة المهندسين بعدن في منتدى النقابة بخور مكسر حلقة نقاشية حول تجربة صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من كارثة السيول التي اجتاحت محافظتي حضرموت والمهرة في شهر أكتوبر 2008م ,وفي شهر ديسمبر 2008م ،حيث تم انشاء صندوق لإعادة إعمار محافظتي حضرموت والمهرة بموجب قرار جمهوري .. وفي بداية افتتاح الحلقة النقاشية رحب الأستاذ المهندس عبدالرحمن البصري رئيس النقابة بالأستاذ المهندس عبدالله متعافي وكيل وزارة الأشغال العامة المدير التنفيذي لصندوق إعادة إعمار محافظتي حضرموت والمهرة , مشيراً إلى دوره الكبير في إنجاح مشروع إعادة إعمار المحافظتين المنكوبتين.
بعد ذلك تحدث الأخ الوكيل متعافي عن تجربة الصندوق، وأشار إلى أن الصندوق استطاع تحقيق نسبة ( 98% ) مقارنة بالتمويل المالي الذي تم الحصول عليه من وزارة المالية, وقد تم تقليص نسبة كبيرة من مخصصات إعادة الإعمار بموجب التقديرات الحكومية والدولية، وتطرق إلى أهم نشاطات الصندوق التي لبت حاجات المواطنين في مواجهة أضرار السيول من خلال ابتكار آليات عمل ساهمت في سرعة الانجاز وانخفاض التكاليف بشهادة البنك الدولي ومجلس إدارة الصندوق .. وكانت أهم النشاطات هي إعادة بناء المنازل المتضررة كلياً, وترميم المنازل المتضررة جزئياً , ومعالجة الأضرار في الجانب الزراعي كالآبار والقنوات والمضخات , وتعويض أهالي المتوفين من الكارثة وكذا تعويض المتضررين في الجانب السمكي, بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع البنية التحتية وترميم القصور الأثرية في مدينة تريم التي تضررت من الكارثة. والجدير بالإشارة أن فريقا من البنك الدولي قام بتقييم أداء الصندوق خلال عامي 2009 -2010 م وكان تقييماً إيجابياً .
وفي أغسطس 2014م اعتبرت تجربة الصندوق كإحدي التجارب الناجحة على مستوى العالم وذلك بناء على التقرير الصادر عن المرفق العالمي لإعادة الإعمار والإنعاش من الكوارث التابع للبنك الدولي والذي قدم كدراسة في المؤتمر العالمي الثاني لإعادة الإعمار الذي عقد في واشنطن في 10/9/2014م, وتقديراً لذلك تم منح الإدارة التنفيذية درع النجاح والتميز من قبل رئاسة الجمهورية.
وعن عوامل نجاح التجربة أشار الأخ متعافي بانها تعود إلى استقلالية عمليات الصندوق واللامركزية في هيكل الصندوق مع إعطاء صلاحيات واسعة في اتخاذ القرارات بعيداً عن الروتين والإجراءات البيروقراطية بالإضافة الى عامل مهم هو التلاحم الاجتماعي بين المجتمعات المتضررة ، حيث ساهمت في عملية إعادة إعمار مناطقها المنكوبة .. واختتم الأخ متعافي حديثه بقوله إن البنك الدولي عمم هذه التجربة في مشاريعه في إفريقيا .
وأوصى المشاركون في هذه الحلقة النقاشية بأن تقوم الجهات التي ستتولى إدارة مشروع إعادة إعمار محافظة عدن والمحافظات الأخرى بضرورة الاستفادة من هذه التجربة الناجحة .. وبإمكانهم التواصل مع إدارة مشروع إعادة إعمار محافظتي حضرموت والمهرة للحصول على تقارير إنجاز المشروع والتقارير التقييمية لفرق البنك الدولي التي تم الإشارة إليها أنفاً .. وتم التأكيد على أن يكون اختيار إدارة المشروع على أساس الكفاءة والخبرة العملية والنزاهة واعتماد مبدأ الشفافية والمسألة والمحاسبة