محافظة شبوة من أكبر محافظات الجنوب مساحة وأكثرها غنى بالثروات النفطية والمعدنية؛ لكنها تفتقر إلى كثير من المشاريع الخدماتية، و سعى الاحتلال اليمني وعصابته لزرع الفتن وإحياء الثارات وإمدادها بالسلاح والمال لتنشغل قبائلها وشيوخها بالثأر وينهب المحتل كل ثرواتها، فلا اهتمام بكهرباء ولا مياه ولا طرقات ولا حتى مستشفيات ، ومستشفى عاصمة شبوة عتق يفتقر لأبسط احتياجات المستشفى الضرورية، وعند انتشار مرض حمى الضنك وقف المستشفى عاجزا أمام مرضاه، فأغلب الحالات الحرجة من المصابين يتم نقلها إلى المحافظات الأخرى وقد يتوفى المريض قبل وصوله إلى المستشفى المحول إليه.
ولتسليط الضوء أكثر على مرض حمى الضنك في شبوة، كان لنا هذا اللقاء مع نائب مدير عام مستشفى عتق العام الدكتور/ حسين صالح عبدالله دعدع.. نوجز حديثه في الآتي ..
الضنك .. الأسباب والأعراض
* سألناه أولاً عن مرض حمى الضنك، الأسباب والأعراض.
* * فقال :(حمى الضنك مرض فيروسي ينتقل عبر البعوض والسبب في انتقاله هو وجود مياه راكدة في أماكن تواجد السكان ويستطيع المريض معرفة أنه مصاب بحمى الضنك من خلال تشخيص المرض بفحص السي بي سي للصفائح الدموية Dengue Igm - Dengue IGg مختبريا).
وأضاف : (في الشخص الطبيعي تكون نسبة الصفائح الدموية مابين 200 ألف إلى 150 ألف، أما الشخص المصاب فتكون النسبة تحت 150 ألف وتبدأ بالتنازل يوميا).
وحول عدوى المرض، قال : (حمى الضنك يمكن ينتقل من الشخص المريض إلى الصحيح عبر البعوض).
أكثر من (1000) حالة إصابة
*ما أسباب عودة مرض حمى الضنك مجددا في محافظة شبوة وعدة محافظات جنوبية أخرى؟
** (الأسباب الرئيسية هي وجود المياه الراكدة وعدم رش البؤر التي تتكاثر فيها البعوض الناقل للمرض وبسبب السيول الناتجة عن إعصار تشابالا) .
*وكم عدد الاصابات ؟ وعدد الوفيات في مستشفى عتق بسبب حمى الضنك؟
**(عدد الاصابات يصل إلى أكثر من ألف حالة وعدد الوفيات ثلاثين حالة في مستشفى عتق فهو يستوعب نسبة كبيرة من أبناء المحافظة من جميع المديريات).
الوقاية والعلاج
وحول طرق الوقاية من مرض حمى الضنك، قال: (طرق الوقاية هي رش البؤر التي تتكاثر فيها البعوض واستخدام الشبابيك لتغطية النوافذ والأبواب لمنع دخول البعوض، وردم الاماكن التي توجد بها مياه راكدة لمنع تكاثر البعوض) .
* وما علاج حمى الضنك ؟
** ليس هناك علاج محدد لحمى الضنك ولكن عند معرفة الطبيب بالمرض يقوم بالحفاظ على مستوى السوائل في الجسم وإعطاء المريض السوائل الوريدية الكافية للجسم وكذلك متابعة الصفائح الدموية وذلك بنقل الدم إذا تطلب ذلك ومتابعة ضغط الدم عند المريض ويتم ذلك بترقيد المريض في المستشفى، لأن حمى الضنك مرض خطير عندما نهمل المريض ونتركه في المنزل حتى يستفحل المرض ولا يمكن تداركه، و يصبح ضغط المريض منخفضا جدا، ويحصل النزيف الجلدي.
*وما هو النزيف الجلدي ؟
** (النزيف الجلدي هو خروج الدم كطفح جلدي ويكون مصحوب بسعال قوي وطرش مع انقطاع في التنفس).
صعوبات في مواجهة المرض
* هل المحاليل لعلاج حمى الضنك متوفرة ؟
** (محاليل حمى الضنك غير متوفرة بشكل مستمر، فلا يوجد جهاز فصل الصفائح الدموية في مستشفى عتق لعدم وجود موازنة كافية لشراء أجهزة، حيث أن الجهاز سعره يصل إلى ثمانية ألف دولار، ولذلك فالحالات التي تحتاج إلى جهاز عزل الصفائح الدموية يتم تحويلها إلى المحافظات الأخرى، والحالات التي في بدايتها يتم علاجها ومتابعتها حتى تشفى بإذن الله).
وحول ما إذا كان هناك خطورة من تناول المهدئات الديكلوفيناك ( الفولتارين ) للمصابين بحمى الضنك، قال: (نعم هناك خطورة في استخدام الديكلوفيناك حيث أنه يزيد من سيولة الدم مما يزيد في حدوث النزيف).
* وما مدى صحة ما هو متداول بين أوساط المجتمع بأن عصير التمر الهندي ( الحُمَر) وعصير ( العنبة الفلفل) علاج جيد لحمى الضنك ؟
** ليس صحيح بأن الحمر وكذلك العنبة علاج لحمى الضنك وهذا يجعل الناس يتأخرون في الذهاب إلى المستشفيات لإجراء الفحوصات اللازمة مما يضاعف من خطورة المرض).
مناشدة إنسانية
في ختام حديثه لـ(الأمناء) قال الدكتور حسين دعدع: (نود عبركم رفع مناشدة لكل المنظمات الصحية والدولية والانسانية لرفد مستشفى عتق بجهاز فصل الصفائح وتقديم العلاجات والمحاليل الطبية لتغطية العجز الذي نعانيه هذه الأيام في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد).