لا يزال الغموض يكتنف الإنتاج النفطي الحقيقي في اليمن، وخصوصا الإنتاج النفطي في الجنوب كحضرموت وشبوة، وهنا أكثر من علامات استفهام طُرحت نفسها حول كم وكيف ومن ولماذا يتعمد نظام صنعاء إخفاء الأرقام الحقيقية للإنتاج اليومي من النفط من جانب بالإضافة إلى إعلانه تراجع الإنتاج كلما ارتفعت القطاعات النفطية المنتجة، وبهذا يتم فتح ملف الذهب الأسود في الجنوب وعملية النهب المنظم للثروة..
قرارات الشراكة غير مصدقة
يعد الحديث عن الإنتاج الحقيقي للنفط في اليمن فالأرقام التي تعلنها سلطات صنعاء مشكوك فيها وتجافي الواقع فهناك العديد من المؤشرات الدالة على ان الإنتاج في اليمن منذ عام 1990م والذي اتجهت فيه السلطة في صنعاء الى التنقيب عن النفط واصدار عشرات القرارات بالموافقة على اتفاقيات شراكة مع شركات نفطية وكان أول قرار بذلك عقب إعلان وحدة الـ 22 من مايو ومثل القرار الجمهوري رقم (16) لسنة 1990م الذي ينص “بالموافقة على اتفاقية المشاركة في الإنتاج المبرمة مع شركة هولندج للبترول (سي.سي.سي)” أول القرارات لرئيس الجمهورية دون أن يحدد القرار “نوع الإنتاج” ومكان عمل الشركة ورقم القطاع النفطي ومساحته وموقعه في أي محافظة ولم يوضح نسبة حصص المشاركة في الإنتاج بين الشركة والجهة الممثلة للدولة، وعلى ذات المنوال صدرت العشرات من القرارات التي تسارعت بوتيرة عالية عقب حرب صيف 94م والكثير من القرارات لم يصدق عليها من مجلس النواب.
التلاعب بكمية النفط
تلك القرارات غير الشرعية بنظر القانونيين أتاحت هامشاً واسعا لصنعاء لإخفاء الكم الحقيقي لإنتاج النفط في اليمن ولذلك يتحدث مهندسو نفط على ان القطاعات النفطية المنتجة تمثل نسبة 10% فقط من مجموع خارطة القطاعات النفطية العاملة في اليمن.
وتشير المعلومات الى أن احتياطي اليمن من النفط في القطاعات النفطية المكتشفة فقط لا يقل عن 50 مليار برميل قابل للتزايد مع تواصل الاستكشافات النفطية وتطور صناعة النفط.
أما الإنتاج اليومي من النفط - كما يرى اقتصاديون - فلا يقل عن مليوني برميل وهذا الرقم مبني على أدلة ومؤشرات ثابتة منها: التأكيدات الرسمية خلال عقد التسعينيات في القرن الماضي أن إنتاج اليمن من النفط سيتجاوز بحلول عام 2000م مليون برميل، وكانت عدد من الصحف الرسمية قد أشارت إلى أن التوقعات الرسمية المبنية على دراسات ونظريات وحقائق على الأرض بأن الإنتاج اليومي سيصل عام 2000م إلى أكثر من مليون برميل وسيرتفع إلى أكثر من مليوني برميل بعد خمس سنوات أي بعد عام 2005م.
وفي عام 2007 نفى ثابت علي عباس وكيل هيئة استكشاف وإنتاج النفط لشؤون الإنتاج نفياً قاطعاً صحة ما يتردد حول قرب نضوب النفط في اليمن مدللاً على ذلك بزيادة حجم المخزون النفطي “احتياطي النفط” من 4.7 مليار برميل عام 2000م إلى 10.4 مليار برميل نهاية عام 2006م وهو ما يعني أن الإنتاج ليس من احتياطي أو مخزون ثابت بل هو مخزون ينمو ويتزايد باضطراد.
(105) قطاعاً نفطياً
وفي ذات السياق أكد المهندس نصر الحميدي رئيس هيئة الاستكشاف النفطي مطلع العام الماضي في اللقاء التشاوري السنوي للهيئة ان القطاعات النفطية حققت منذ اعادة تحقيق وحدة الوطن نقلة نوعية في عمليات البحث والتنقيب عن الثروات البترولية المخزونة في قطاعات مختلفة من الأحواض الرسوبية في محافظات الشمال والجنوب والتي تبلغ (105) قطاعا مقارنة بـ(56) قطاعا عام 1996م منها (23) قطاعا ممنوح للشركات العاملة في مجال الاستكشاف و(13) قطاعا منتجا و(5) قطاعات معروضة للتنافس وهناك عدد (17) شركة متقدمة للحصول على حق الامتياز في تلك القطاعات وهذه العروض تحت الدراسة والتحليل.
يشار الى ان الهيئة ذاتها قالت قبل عام 2009م أن ستة قطاعات استكشافية أصبحت إنتاجية خلال السنوات القليلة الماضية، وتوقعت تحقيق اكتشافات نفطية جديدة في 42 قطاعا نفطيا الفترة من 2010-2015 مع تنفيذ البرامج الاستكشافية المخطط لها.
كما أعلن عن اكتشاف تسعة حقول نفطية جديدة في سبعة قطاعات في حقل الوايا وعبيد وشرنة ويعلين وحقل غرب غباطة بجانب ظهور حقلي سرار وشرمة والبحري قرب سواحل حضرموت وكذلك في حقل هنين وحقل وادي رشم.
(2200) بئرٍ نفطي
ففيما أشارت بيانات إحصائية لوزارة النفط والمعادن اليمنية إلى أن الآبار النفطية الاستكشافية المحفورة حتى يونيو 2006م بلغت (421) بئراً استكشافية وأن الوزارة تسعى خلال الخطة الخمسية الجديدة (2006 – 2010) إلى حفر أكثر من 284 بئراً.
وأكدت هيئة استكشاف النفط ارتفاع الآبار النفطية التي حفرت حتى ديسمبر 2012م ألفين و202 بئر منها ألف و697 بئر تطويرية و505 أبار استكشافية.
الإنتاج اليومي من حضرموت وشبوة
إذا كانت كمية الإنتاج اليومي للنفط الخام في الجمهورية العربية اليمنية، قد بدأت عام 1986من حقل ألف في شمال شرق محافظة مأرب على بعد 65 كيلو متراً شرق مدينة مأرب اليمنية بكمية بلغت (7800) برميل في اليوم فإن أول كمية لإنتاج النفط في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، كانت من حقل عياد الغرب في عام 1987 من محافظة شبوة بمعدل عشرة آلاف برميل في اليوم وفي سبتمبر 1993 بدأ الإنتاج النفطي من حقول المسيلة في جنوب غرب وادي المسيلة بمحافظة حضرموت والتي تم اكتشافها خلال عامي 1990-1992 وبلغ إجمالي الإنتاج من مجموع الحقول في عام 1994 ما مقداره 516,223 ألف برميل نفط خام و615,834 ألف قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
وللمقارنة بين كمية الإنتاج اليومي للنفط الخام من حقول الجنوب في عام 1993 فقد كانت بحوالي 186,221 برميل يومياً، وتشير بعض المصادر إلى أن كمية النفط المصدرة من حقول حضرموت وشبوة قبل حرب صيف 94م كانت بحوالي 500 ألف برميل يومياً بينما كانت كمية الإنتاج من حقول مأرب بنحو 109,463 برميل يومياً.
ومن أهم المؤشرات السياسية والاقتصادية التي تؤكد على أن الدوافع الحقيقية لإشعال فتيل الحرب عام 94م، كان هدفها الأساسي هو احتلال حقول النفط في محافظتي حضرموت وشبوة، التي أظهرت نتائج الاستكشافات النفطية فيها بوجود كميات كبيرة من المخزون الاحتياطي للنفط والغاز ، حيث كانت وما زالت حتى اليوم تكتشف حقولاً جديدة وكمية الإنتاج تزداد يومياً ، في حين تناقصت كمية النفط المنتجة من حقول مأرب الجوف سنة بعد أخرى ، فأعلنت الشركة الأمريكية (هنت Hent) عام 2005 عن استنزاف حقول مأرب اليمنية ونضوب آباره النفطية تماماً.
والجدير ذكره أن كميات النفط الخام المنتجة يومياً في الجمهورية اليمنية والتي تخصص للتسويق في الأسواق الدولية بالأسعار التنافسية جميعها من حقول القطاعات النفطية في محافظتي حضرموت وشبوة بينما يخصص إنتاج حقوق مأرب النفطية للاستهلاك المحلي.
وتدور شكوك كبيرة حول منتجات النفط من محافظتي حضرموت وشبوة فبعض المصادر غير الحكومية تقدر أن إنتاج اليمن من النفط يتراوح ما بين 880- 1,600 ألف برميل يوميا، بينما المصادر الرسمية المعتمدة من حقول الإنتاج تؤكد على أن عدد القطاعات المنتجة للنفط في محافظة حضرموت هي (سبعة) قطاعات، وتنتج حوالي 583,000 برميل يومياً، وعدد القطاعات المنتجة للنفط في محافظة شبوة هي (أربعة) قطاعات وتنتج حوالي 75,000 برميل يومياً. وهذا يعني أن الإنتاج اليومي من النفط الخام في الجنوب يقدر بحوالي 658,000 برميل يومياً.
القطاعات النفطية في الجنوب
قطاع شمال حوايرم رقم -44 حضرموت - مساحة القطاع “6232” عدد الآبار خمسة آبار “DNO”.
قطاع ج. شرق المعبر رقم -49- حضرموت مساحة القطاع “2700” وفيه ثلاث آبار نفط، الشركة مول يمن MOL YEMEN.
قطاع الرمة رقم -13 حضرموت- مساحة القطاع “4717” وفيه بئر واحدة و تتموضع هناك شركة جالو اويل GALO OIL.
قطاع الفرط -33 حضرموت- مساحة “5976 كم” وفيه ثلاث آبار وشركة CCC.
قطاع سر -رقم 53 حضرموت- ومساحة القطاع 1229 وفيها بئران نفطيان وتعمل فيها شركة بترو ناس PETRONAS.
قطاع المكلا -رقم 15 حضرموت- وتبلغ مساحة القطاع “1257” وفيه سبع آبار نفطية وتعمل فيه شركة أويل سيرش OIL SEARCH.
قطاع هود -رقم 53 حضرموت- وتبلغ مساحة القطاع “7367” وفيها أربع آبار نفطية وتعمل فيها شركة OIL SEARCH.
قطاع جنوب هود رقم – 47 حضرموت- ويبلغ مساحة القطاع “7606” وفيه أربع آبار نفطية وتعمل في القطاع شركة أويل أند غاز OIL & GAS
قطاع القرن رقم -71 حضرموت- وتبلغ مساحته “1801” وفيه بئر نفطي وتعمل فيه شركة سنوبك SINOPEC.
قطاع رأس حويرة رقم -73 حضرموت- وتبلغ مساحة القطاع “1900” وتعمل فيه شركة دوف DOV.
قطاع غرب المكلا رقم -41 حضرموت “2492” وفيه بئر نفطي واحد وتعمل فيه شركة اويل اند غاز OIL&GAS.
قطاع شمال المكلا رقم -48 حضرموت وتبلغ مساحته “5055” وفيه بئران نفطيان وتعمل فيه شركة مول يمن MOL YEMEN.
قطاع العين رقم -72 حضرموت ويبلغ مساحة القطاع “1821” وفيه بئران وتعمل فيه شركة OMV.
قطاع وادي عمد رقم -82 حضرموت وتبلغ مساحته “1853 كم” وتعمل فيه شركات ميدكو+ كويت انرجي+ انديان.
وادي عرات – 83 حضرموت 364.
قطاع الريان رقم -57 حضرموت وتبلغ مساحته “10,963 كم” والتي تعمل فيه ججرات ستيت+ وسترندريلنج”.
قطاع العقلة – S محافظة شبوة تبلغ مساحته “2100” وفيه تسع آبار نفطية وتعمل شركة فيه OMV.
قطاع عماقين -1شبوة وتبلغ مساحة القطاع “2189” وفيه أربع آبار وتعمل فيه شركة جوكو JOECO.
قطاع جردان -3 شبوة وتبلغ مساحته “2950” وتعمل فيه شركة اويل سيريش OIL SEARCH.
قطاع أريام -6 شبوة مساحته تبلغ “2311 كم” وتعمل فيه شركة بوران BURREN.
قطاع عساكر -8 شبوة وتبلغ مساحته “4730 كم” وتعمل فيه شركة ميداس MIDAS.
(تفاصيل)