أشاد سياسيون وباحثون يمنيون بما تقدمه دولة الكويت لليمن من دعم سخي يطال مختلف الجوانب ، مؤكدين الأهمية التي يحتلها الدعم المتواصل في هذه الظروف الصعبة التي يكابدها المجتمع اليمني في مختلف المحافظات ، إثر الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي منذ بداية العام الماضي.
من جهته يقول الوزير المعين حديثا ياسر الرعيني نائب الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني : ليس غريباً عن الكويت الشقيق حرصها تجاه اليمن، مضيفا أن ما تقدمه اليوم إنما هو استمرار لعطائهم الذي يلمس أثره كل مواطن داخل الوطن تعليما وصحة وفي مختلف المجالات ، وهذا الدعم السخي الذي تقدمه الكويت بتوجيهات سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح له أهميته الكبيرة في ظرف عصيب يشهده الوطن ، وهو ما سيظل أثره الكبير في نفوس الأجيال التي لن تنسى وقوف الإخوة الأشقاء من الكويت وبقية دول الخليج وكل من أسهم في دعم اليمن في كافة الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
وفي حديثه يضيف الرعيني : إن الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها أبناء وطننا الحبيب تجاوزت كل مفردات ومعاني الألم والمعاناة ، وبلغت حدا لا يطاق ، ولا شك بأن هذه اللفتة الكريمة لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ، وكل المساعي الإنسانية لدول الخليج ستسهم في تخفيف جانب من المعاناة عن الفئات المستهدفة ، ونأمل أن يحظى الجانب الإنساني في اليمن جل الاهتمام لأن الجروح غائرة والمعاناة كبيرة وآثارها وتداعياتها تزداد سوءا وتفاقم الأزمة وتوسع رقعة المعوزين والمحتاجين والمرضى والمصابين والنازحين والمهجرين .
وختم بالقول "لقيادة وشعب الكويت الشكر والتقدير والثناء الذي يكنه لهم كل مواطن وإن لم يستطيعوا إيصال أصواتهم بذلك .. فالأثر الإيجابي لجميل ما يبذله الأشقاء في الكويت وصنيع ما قدموه سيظل محفورا في قلوب كل أبناء الوطن ، وحسبهم الأجر من الله نظير قيامهم بواجبهم الديني والإنساني وبذلهم السخي تجاه إخوانهم في اليمن ووقوفهم معهم في كل الأزمات التي تلم بهم ، والمساعي الكبيرة التي لا يجهلها أحد لرفد مقدرات التنمية في اليمن والإسهام في بنائه ونهضته ".
شكر وعرفان
أما الدكتور/ أحمد عطية عضو لجنة صياغة الدستور، ومؤتمر الحوار الوطني فيقول :"لا يسعنا إلا مد يد الشكر والعرفان لدولة ربطتنا بها علاقات حميمة من قديم الزمن دولة الكويت التي تركت بصماتها الخيرة في كل المجالات ، من مدارس وصحة وطرق سميت باسم الكويت .
نشكرها اليوم مجددا على الإسهام على القوافل الإغاثية التي تمد بها اليمن ووقوفها معنا في هذه المحنة حتى يتجاوز اليمن هذا الوضع الى بر الأمان بإذن الله تعالى ".
وبدوره يرى فيصل المجيدي – محامي ورئيس مركز إسناد لسيادة القانون أن من ينكر دور دولة الكويت الشقيقة في اليمن ودعمها الدائم لليمنيين منذ وقت طويل فهو جاحد قائلا : إن هذا الدعم دائما ما يكون دون ضجيج إعلامي ودون منٍّ ولا أذى .
ويؤكد المجيدي أن جامعة صنعاء التي تخرج منها كثير من قادة البلاد إحدى ثمار هذه الرعاية الطيبة ومدارس كثيرة في طول البلاد وعرضها ومشاريع تنموية لا يمكن إحصاؤها ، مشيرا إلى أن الطفرة التنموية في ثمانينات القرن الماضي كان للكويت يد فيها سواء من خلال مشاريعها المقدمة ، أو تحملها جزءا من ميزانية الدولة وتسليمها لمرتبات التعليم واستقدامها لكوادر تعليمية عالية التخصص حتى كان اليمن قبلة لكثير من الكوادر البشرية المتخصصة ، وبالتالي فإن الحملة الإغاثية لدولة الكويت الشقيقة الحالية والتي أتت بتوجيه سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الدولة تؤكد ما وصفه بـ"تأصل النّبل في دولة الكويت قيادة وشعبا "، مؤكدا أن الشعب اليمني لن ينس هذا التوجه الأصيل للأشقاء في دولة الكويت الشقيقة.
إنجاز حقيقي
ومن جانبه يقول الدكتور/ علي الغفاري - رئيس المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية: التحية لدولة الكويت الشقيقة التي عمت مساعداتها الوطن اليمني شماله وجنوبه ، ولا يخالجنا الشك أن اليمنيين مجمعون على أن دور المساعدات الكويتية مثلت إنجازاً حقيقياً وعظيماً للمبادئ والأهداف التي لأجلها قامت الثورات العربية التحررية في خمسينات وستينيات القرن الماضي وحتى الآن.
ويضيف : إن الحديث عن الكويت ودوره في اليمن وفي عدد من الدول الشقيقة والصديقة ، فإننا في اليمن نؤكد عن معنى الوفاء الحقيقي لشعب وحكومة الكويت التي سارعت منذ الأيام الأولى لاستقلالها عام 1961م بل منذ قبل استقلالها ، فقد عملت بفضل حكمة أبنائها المخلصين على تسخير جزء من ثروتها المالية في مساعدة أشقائها في جنوب الجزيرة وشمالها ، ثم امتدت مساعداتها على النطاقين العربي والدولي.
ويتفق معه الدكتور/عبدالله أبو الغيث – استاذ التاريخ السياسي بجامعة صنعاء الذي يقول إن الكويت حرصت في دعمها السخي للشعب اليمني أن تركز على تطوير الإنسان اليمني في جسمه وعقله ، حيث انتشرت المستشفيات والمنشآت الصحية ، وكذلك المدارس والمعاهد المدعومة من الكويت ولمس خيرها المواطن اليمني بكل مناطقه ، وقد توجت الكويت دعمها لليمن بإنشاء جامعة صنعاء في مطلع سبعينات القرن المنصرم ، وظلت تطورها وتدفع مرتبات أساتذتها المعارين حتى استطاعت أن تقف على قدميها.
ويتابع قائلا : كنت وأنا أدلف من بوابة كلية الآداب في جامعة صنعاء طالباً ، ولا زالت حتى اليوم وقد صرت أستاذاً فيها ، أتأمل تلك اللوحة الرخامية الصغيرة التي وضعت على جانب تلك البوابة وكتب عليها \"هدية الكويت للشعب اليمني الشقيق"، وسرعان ما تقفز إلى ذهني اللوحات العملاقة التي كانت دول أخرى تحرص على وضعها على بعض مشاريع قزمية أقامتها في اليمن، وحرصت أن تكون على الطرق العامة ليراها العابرون ، وكان حجم اللوحة يفوق أحياناً حجم مبنى المشروع نفسه .
ويختم حديثه قائلا : حكومة الكويت استطاعت أن تصبح نموذجاً للسياسة العربية المتزنة والمعتدلة التي تسالم الجميع ، وتبحث عن الخير للجميع ، وتضخ مساعداتها للجميع أيضاً ؛ بعيداً عن المواقف السياسية للآخر ، وبغض النظر عن مدى قربها أو بعدها من مواقف الدولة الكويتية ، وهو موقف فريد قل أن تجد له نظيرا.
مروءة لا يمكن حصرها
وفي السياق نفسه يقول الدكتور/ حسين أحمد فروان - باحث أكاديمي متخصص في التنمية السياسية – جامعة صنعاء : إن مروءة الكويت العزيز تجاه الشعب اليمني لا يمكن حصرها ولا يمكن محوها من ذاكرة أبناء اليمن على الإطلاق ، حيث يتخرج كل عام الآلاف من طلاب المدارس الثانوية والجامعات التي أنشأتها دولة الكويت الحبيبة. كما أن هناك مئات الآلاف الذين يتطببون في المشافي التي بنتها دولة الكويت في اليمن دون منٍّ ولا أذى . فهل تخون هذه الآلاف ذاكرتهم مروءة الكويت الحبيب؟! إن ذلك في حكم المستحيل على مر الأعوام والسنين ، وأتمنى من كل قلبي أن أعيش اليوم الذي يقدم الشعب اليمني لشعب ودولة الكويت بعض ما يستحقه الكويت من الوفاء والعرفان نظير مروءتهم الدائمة والمستمرة تجاه اليمن. وبهذه المناسبة أزف خالص الشكر والتقدير والعرفان لدولة الكويت الحبيب حكومة وشعباً.
من جانبه يؤكد محمد الجائفي – سفير اليمن بأرتيريا أنه يُسجل للكويتيين ولأسرة آل الصباح على وجه خاص أنهم كانوا السباقين في دعم اليمن شمالاً وجنوباً قبل الوحدة بشكل خاص وبعدها ايضا ، وما حملة الاغاثة السخية التي تنفذها دولة الكويت في اليمن إلا امتدادا للدور الكبير التي تمثله لليمن ، فالكويت أول من دعم اليمن سياسياً بعد ثورة 26 سبتمبر عام 1962م وهي الدولة الوحيدة التي تقدم الدعم السياسي والاقتصادي وبالذات الاقتصادي من دون شروط ولا تلحقها بأذى ولا تتدخل في السياسة الداخلية ولا تنفذ مشاريع سياسية في أي بلد لصالحها وكل ما نرد به جميلَ الكويت هو قليل وقليل جدا.