في كل صباح يستيقظ الأستاذ صالح محمد الصوفي مبكرا يرتب أغراضه ويتحرك بسيارته إلى العمل ،رغم إصابته في الفترة الاخيرة بمرض القلب لكنه لم يتهاون في عمله وفي صباح يوم الأحد الموافق 17/1/2016م قام كعادته كل يوم حمل حقيبة عمله وغادر منزله صوب مكتبه .
ودّع أسرته وأخبرهم بعودته بعد انتهاء الدوام وصل إلى جانب سيارته لكن القدر هذه المرة كان في انتظاره هناك ، حاول تمالك أنفاسه و استعادة قواه فلم يستطع ، أغمي عليه بجانب السيارة ، حاولوا إسعافه إلى احد مستشفيات العاصمة عدن لكن دون جدوى فقد اختار الله روحه ورفعها اليه ، انتقل الاستاذ صالح متجها نحو منزله الآخر في فترة عصيبة كانت عدن وأهله بأمس حاجتهم اليه . كان الخبر بمثابة صدمة موجعة تلقاها أصحابه وذويه بعضهم لم يستطع تصديق الخبر فما زالت ملامح الاستاذ صالح حية أمامهم .
ومضة من سيرة الفقيد
الأستاذ صالح محمد الصوفي من مواليد 1994 م ومتزوج وله اثنان من الأبناء وثلاث بنات ، بدأ دراسته الابتدائية في مدارس البدو الرحّل ثم اكمل دراسته الثانوية في ثانوية النهضة بمديرية الشيخ عثمان ، واصل مسيرته الجامعية في رحاب جامعة وتخرج منها في العام 1991 م حاملاً شهادة البكالوريوس من كلية الاقتصاد جامعة عدن وحصل على المركز الاول، وبسبب انتمائه الحزبي تم منعه من مواصلة الماجستير في جامعة تعز .
تميز الفقيد الصوفي بتفوقه العلمي وإخلاصه في عمله ، و تواضعه و أخلاقه بين أوساط المجتمع وحظي بحب و احترام كل من عرفوه ، منذ بداية شبابه انخرط مبكرا في المجال السياسي ففي الثمانينات التحق بطلائع علي عنتر و شغل منصب سكرتير ثاني لمنظمة الحزب الاشتراكي في مديرية المنصورة من عام ((1986 وحتى 1998 م )) .
بعد اجتياح الجنوب تم إهماله وتهميشه
لم يسلم الاستاذ محمد الصوفي من التهميش والإهمال مثل بقية الكوادر الجنوبية فقد تعمدت حكومة صنعاء إيقافه من العمل منذ حرب اجتياح الجنوب 1994م وحتى العام 2012 تم تعيينه نائب لمدير عام مكتب الأشغال بالمنصورة وفي عام 2013 م تم تعيينه مدير عام الهيئة العامة لشؤون النقل البري في العاصمة عدن واستمر في عمله حتى فارقت روحه الحياة وهوى في طريقه اليه .
صدمة لأهله و محبيه
كان موته بمثابة وجع أصاب قلـوب محبيه جميعا فقد حضر المئات للصلاة عليه من مختلف أطياف المجتمع بينهم قيادات في المقاومة الجنوبية و السلطة المحلية وجمع غفير من أهله ومحبيه .
ووري جثمانه الثرى داخل مقبرة ابو حربة حينها تيقن ابنه الاكبر أحمد البالغ من العمر عشر سنوات بأن أباه لن يعود مرة اخرى و كان لا يملك إلا دموعه ليعبر عن حزنه العميق لفراق سنده الاول في الحياة ، دموع أحمد أبكت الكثير و جعلتهم يهرعون لتقبيل رأسه وتطمينه بأنهم لن يتركوه وإخوته لحالهم يصارعون صعوبات الحياة .
مخيم العزاء الذي تم نصبه بجانب منزله في مديرية البساتين بـ عدن حضره العشرات من أهل الفقيد ورفاقه وقادات في المقاومة و السلطة بينما اعتذر البعض بسبب وضع البلاد الأمني و شاركوا أهله أحزانهم في أدوات التواصل الاجتماعي التي امتلأت بعبارات الحزن و الوجع ومن جانبه تقدم مكتب الصحة بالشعيب بتقديم تعازيهم القلبية إلى الدكتور عبدالسلام الصوفي وكافة آل الصوفي بوفاة الاستاذ صالح محمد الصوفي .