ممارسات وسلوكيات توعوية بسيطة لها نتائج كبيرة على المجتمع (تقرير وصور)
عدن / الأمناء/ حليمة محمد

 

يأخذان دراجتهما النارية وينطلقان بسرعة تثير الغبار فيلفح وجههما ..، إنهما "علي جاحص" و"علي وحشي"، ضمن المثقفين المجتمعيين في برنامج الاتصال ، من أجل التنمية في مديرية المقاطرة ، ورأس العارة في لحج، ويقومان في جدول منظم للقيام بجلسات منزلية أو خارج المنازل مع الآباء وقادة المجتمع والأطفال واليافعين ؛ للتأكد أن المعلومة وصلت إليهم بشكل صحيح وبسيط وإمكانية تطبيق سلوكيات بسيطة يتعلمونها ويمكن أن تنقذ حياتهم.

(كل يوم أنا وزميلي علي وحشي نركب دراجتنا بكل سعادة وحب وكل من يرانا يبدي لنا كل الاحترام والتقدير ويستوقفونا في كل مرة ليخبرونا بأنهم عملوا بالنصائح وقاموا بتطبيقها وبالفعل كان لها تأثير على صحتهم وصحة أطفالهم والمجتمع ككل ) .

ويضيف: (حفظ المياه وعدم التبرز بالعراء وتعزيز النظافة الشخصية وأهمية التحصين والرضاعة الطبيعية من أهم السلوكيات التي يتم التفاعل معها من قبل المواطن في هذه المديرية .. شكرا لليونيسف وداعميها .. شكرا لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية).

تعزيز الممارسات الصحية

ويأتي ذلك في إطار محافظات لحج وأبين والضالع وشبوة ، وهذا ما تقوم به منظمة اليونيسف على نطاق واسع في محافظة عدن أيضا بمديرياتها المختلفة من برامج تعزيز الممارسات الصحية المنقذة للحياة من قبل متطوعين مجتمعيين ومختصين يتجاوز دورهم التوعوي والتثقيفي إلى التحقق من وصول المساعدات بما فيها المياه الصالحة للشرب وخدمات الإصحاح البيئي وكذلك توزيع حقائب النظافة الصحية للأسر المتضررة جراء الحرب.

وتعمل اليونيسف وداعميها بالتعاون مع شركائها في الميدان على توفير الحماية الصحية من خلال رفع مستوى الوعي لدى المواطنين المستهدفين (الذين بلغ عددهم في عدن 25,000) بالممارسات البسيطة السليمة، والتي يستهين بها الكثير وبالتالي يعرضون أنفسهم وأطفالهم لمخاطر الأمراض التي يمكن الوقاية منها.  

2,5 من أطفال اليمن معرضون للإصابة بالإسهال وغيرها من الأمراض المنقولة عبر المياه .. لذا كل شخص في المجتمع له الحق في المعرفة التي يمكن أن تنقذ حياته وحياة أطفاله.

و في فترة النزاعات المسلحة افتقد الناس لشربه ماء نظيفة وكان الحصول على الماء يمثل الهم الأكبر للأهالي .. الآن عادت المياه إلى مجاريها وعاد الأهالي لممارسة حياتهم الطبيعية ومع عودة الماء يعود الاحتياج المتعدد له فتلك الفئات البسيطة ينقصها عدة أشياء بسيطة وضرورية عن الأمراض المتعلقة بالمياه والنظافة الشخصية والإسهالات والكوليرا  وحمى الضنك ..إلخ.

قصص معاناة وجهود مستمرة

قصص لا تحكي عن معاناة البسطاء من الناس ولكن هناك جهود مستمرة ومثابرة لتحسين وضعهم في المجالات الصحية والتعليم والنظافة والإصحاح البيئي جهود تشكر عليها منظمة اليونيسف التي تدعم هذه الأنشطة بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وعدد من المانحين.

يقول أنور أحد المستفيدين من برامج اليونيسف: "غسل اليدين بالطريقة الصحيحة سلوك مفيد يحميني وعائلتي من الإصابة بالأمراض فالاهتمام بالنظافة الطريق الصحيح كما تعلمنا من القائم بالتوعية في الحي."

وتقول سعيدة أم لأربعة أطفال من سكان عدن: "تعلمت أني حين أغسل يدي قبل أن أطعم طفلي أمنحه وقاية من جميع الأمراض."

وحول التحصين كواحدة من طرق الحماية الصحية، تقول أميرة كريم (12 سنة)- طالبة في مدرسة غاندي : ((في الصباح حثني والداي على أخذ الجرعة التي سأحصل عليها في المدرسة .. كنت خائفة جداً من الإبرة ولكن المطعمة قالت لي أن هذا الإبرة ستحمي حياتي تغلبت على خوفي وعلى الألم وحثيث زميلاتي وزملائي على أخذها أيضاً، شكراً لكل من اهتم بحياة الأطفال في اليمن ووقايتهم من الأمراض القاتلة )).

  وتهتم اليونيسف أيضا بالمرافق الصحية، فقد زودت ثلاثة مستشفيات بمواد النظافة، وأسهمت بتوزيع (2350) حقيبة نظافة للنازحين ‘إضافة إلى توزيع (6000) مواد نظافة للنازحين والسكان المتضررين فترة النزاع المسلح .

ونتيجة لاحتياج المتضررين لمياه الشرب النقية فقد قامت اليونيسف بتوزيع (15) خزان ماء سعة (2000) لتر و(15) خزان ماء سعة (1000) لتر، وقامت بتزويد (33) ألف نسمة من السكان المتضررين بمياه الشرب النقية (حوالي 3970000 لتر ) عبر (بوز) الماء .

وكذلك تم توزيع حزمة المياه العائلية لحوالي 3 ألف أسرة من المتأثرين في الحرب في مديريات المعلا وصيرة ، والتواهي .

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني