قال "محمود البتول" قائد كتائب الشهيد القائد "علي عبداللاه الخويل" بأن النضال لا يتوقف لمجرد طرد الغزاة من الجنوب، وربما أن القادم سيكون أشر من ذي قبل، طالما إن خلاياه ما تزال تسرح وتمرح، زد على ذلك بأن أي غزو وما يحويه من مؤيدين، وهم لا يتجاوزن أصابع اليد في الجنوب لانتماءاتهم للأحزاب اليمنية المختلفة فيما بينها، والمتفقة على الجنوب، ويعدُّ المناضل البتول قائد كان خروجه من صلب الميدان، وتجلَّى ذلك من خلال التحاقه بصفوف المقاومة المسلحة الجنوبية المنادية باستعادة الدولة..
"الأمناء" زارت القائد البتول في مقره ، بموقع العرشي، وأجرت معه حواراً مطولاً وشفافاً تضمّن جوانب شتى .. فإلى تفاصيل الحوار ..
حاوره / صالح الضالعي
القائد الخويل مثلي الأعلى
تحدث القائد البتول في البداية عن مشواره النضالي كثائر جنوبي التحق بالمقاومة المسلحة في الجنوب وذلك في 2009 م بعد أن صال وجال في ميادين العمل السلمي، ولكن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين جعله مع كثير من رفاقه يلتحق بصفوف المقاومة المسلحة مشيراً : بأنه تأثر بالقائد الشهيد "علي الخويل" وكان مثله الأعلى وقدوته في الكفاح المسلح حيث أن حبه له جعله يلتحق بجماعته التي كانت تقاتل بصمت ولا تريد بذلك جزاء ولا شكورا، بل كانت أعينها على مقاتلة الغزاة، وإخراجهم من الأرض التي أجلاها بالقوة وشرعن لنفسه اغتصاب الأرض والعرض، وقتل الإنسان في الجنوب وطمس الهوية ودفن التاريخ وحاول تزييفه لصالحه.
وعن مشاركاته في العمليات القتالية ضد الغزاة قال: العمليات كثيرة ولم نعد نتذكر منها الا القليل؛ ولكن بعد إلحاح منا لذكر ما تختزل ذاكرته من ماضٍ ثوري، أكد بأن عملية الهجوم على موقع "النوبة" في منطقة زبيد بالضالع قبل 4 سنوات الحدث الأبرز، لاسيما وإن هذه العملية تم التنسيق المسبق لها، مع أحد الجنود التابعين لمعسكر العدوان، وهذا الأمر لأول مرة نكشفه، وكشفناه لصحيفتكم الغراء "الأمناء"، وللعلم أيضا إن جهات عدة بعد تنفيذنا للعملية تبنتها ونحن صامتون حتى يتسنى لنا تنفيذ المزيد من العمليات وتكبيد العدو خسائر بشرية ومادية بعيدا عن الأنظار.
متابعا حديثه: وهناك عمليات نفذناها كعملية الهجوم على موقع المصرف في منطقة الحميراء ، وموقع ثلاعث بجحاف، وموقع النجدة طريق زبيد، وموقع الخربة، ونقاط المدينة وإدارة الأمن، ونقطة مثلث الأزارق وفي المسبح..
جند ضبعان في خبر كان
وعند مجيء ضبعان وجنده للضالع كانت علامات الزهو باديةً عليهم وأتذكر بأنهم مروا باستعراضات، مردِّدين شعاراتٍ مستفزة، وخاصة بعد الجرائم البشعة التي ارتكبوها قائلين: "نحن لها.. نحن لها"، مما حزَّ في أنفسنا ذلك كثيراً، لأهلنا الذين قتلوا، فتم رصد قوة كبيرة من الجيش العائلي، متجهة إلى جحاف، وعند عودتها تم نصب كمين لها في طريق المعابر، وتبادلنا معهم إطلاق النار بعد مباشرتنا لهم بوابل النيران، وتم قتل العديد منهم والانسحاب دون خسائر تذكر.
فيما استشهد مواطن نتيجة للضرب العشوائي من قبل جند ضبعان وهذا الكلام القائد البتول ويتذكر ايضا العمليات الأهم ضد جند حيدر بقوله، وأهمها نصب كمين في حبيل المعابر لسيارة طربال تابعة للتموين العسكري وعند قدومها باشرناها بوابل النيران وتم قتل ثلاثة منهم والاستيلاء على السيارة فيما استشهد مواطن جراء اطلاق نار من قبل جندي كان مختبئ في عبّارة وبدورنا قمنا بقتله فورا
جبهة العرشي أيقونة ثورية
ومن منا لم يسمع عن جبهة العرشي تلك الأسطورة الثورية، ومصنع الفداء والتضحية الضالعية.. ففي الحرب أذاقت الحوافيش الويل، و كبدتهم خسائر فادحة، يرويها لنا القائد البتول تفاصيل قصة وحماية وفصول هذه الجبهة فيقول: من المعروف أن موقع العرشي يعد استراتيجيا لاسيما وأن المواقع الاستراتيجية كانت بيد الحوافيش ولم يتبقَ إلا هذا الموقع المطل على المدينة وقبل الحرب الأخيرة تم إسقاط الموقع في 2012 م خاصة الجزء الاسفل حيث قمنا بإسناد "فواز الحاج سيف" وأولاد عمه لاستعادته وتم اتخاذ الموقع الأسفل كمركز للمقاومة من قبل الشهيد القائد الخويل وبالتنسيق مع المناضل فواز سيف وأشار البتول بالقول : اما فيما يتعلق بالجزء الاعلى للموقع كنا دوما نناوشهم بإطلاق النار عليهم حتى جعلنا حياتهم جحيم تكلل بانسحابهم بعد الاتفاق مع اللجنة المشكلة بحل المواقع العسكرية بالضالع بعد الجريمة البشعة التي ارتكبها ضبعان والمتمثلة بقصف مخيم العزاء في سناح
المرحلة الأخيرة لجبهة العرشي
وفي الحرب الأخيرة كانت الأعين ترقب والأيادي ممسكة بالزناد، فيما أن القلوب تتوثب لملاقاة العدو رغم أن لامجال للمقارنة من حيث العدة والعتاد عن هذا يتحدث القائد البتول بالقول: شن الحوثيون هجوما على الضالع بلا هوادة كونهم يعلمون بأن المقاومة لا عدة لها كي تدافع عن المنطقة ومنها جبهة العرشي حيث أن نصيبها من الهجوم يفوق أي نقطة مشيرا بأن جبهة العرشي تعرضت لأكثر من هجوم بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، ولكنه قال بأن الهجوم الأخطر تمثل بثلاثة، حيث كان الأول والذي فيه أوهم الحوثيون المقاتلين بالمقاومة بأن موقع العرشي غير مستهدف، وظهر ذلك عند الهجوم على موقع دار الحيد، وبالفعل تم دخوله من قبل الحوثيين، الامر الذي جعل المقاومين يتركون الموقع بقيادة الشهيد البطل علي عبداللاه الخويل، حينها تركني مع ثلاثة أفراد بجبهة العرشي، فتم الهجوم علينا وبكثافة بشرية وأما موقع دار الحيد فقدتم استعادته.
ويتحدث عن جبهة العرشي قائلاً: دافعنا في هذه الجبهة، دفاعا مستميتا ولكن كثرتهم غلبتنا وفعلا استطاعوا الوصول إلى الموقع الأعلى ونحن انسحبنا إلى الموقع الأسفل واستمرت المعركة بيننا وبينهم فتم تعزيزنا من المقاومة واذكر قدوم الشهيد القائد أياد الخطيب والشهيد القائد هيثم الدب، فيما الشهيد القائد الخويل عاد لقطع الطريق المؤدية للعرشي، وكان يوجهنا بالتلفون ويدلنا على أماكن تواجدهم وفعلا تم طردهم من العرشي.
وتابع البتول: اما الهجوم الثاني فلم أكن موجودا فيه كونني أصبت في منطقة التماس تحديدا بالصيفي وتعتبر مرحلة خطرة جدا حيث أن العدو استخدم التمهيد الناري وتم اقتحامه بالفعل بينما المقاومة استبسلت بالدفاع حتى ان المقاتلين اشتبكوا مع العدو وجها لوجه وفي هذه المعركة استشهد المناضل علي الكعيدي وبهذا انهار المقاومون، لكن المدد من قبل المقاومة بقيادة الشهيد القائد اياد الخطيب أعطى حافزا قويا للمقاتلين وتم استعادة الموقع وانتكس الحوافيش.
الهجوم الثالث واستشهاد الخويل
تحدث القائد البتول وعينيه كادت تفيض بالدمع جراء فقدان اعز رفيق نضال الا وهو الشهيد القائد الخويل حيث قال: كان يحدثنا الخويل بأن انعكاسات الحوافيش في هجومهم ضد جبهة العرشي سيجعلهم يغضون عنا أن حاولوا مرة أخرى بالهجوم علينا وقع لازم التمهيد الناري ما بعد صلاة العشاء وباستخدام كل الأسلحة ثم قاموا بالزحف إلى الموقع فما كان من الشهيد القائد ورفاقه إلا التصدي لهم ببسالة وشجاعة نادرة حتى أن الشهيد القائد الخويل قام بمطاردتهم باستخدام القنابل فتم استشهاده وتواصلت المعركة الى اليوم الثاني ظهرا، وتم حسمها من قبل المقاومة، ولكن الحزن عم فما كان مني إلا أن تركت فراشي جراء جرحي الذي لم يندمل بعد ورجعت إلى حياتنا لمواصلة القتال حتى النصر وهذا ماتحقق بفضل الله ثم بفضل الابطال
يـوم النصــر
وكعادته تلقاه مبتسما ولم يعرف التضجر أبدا سألناه عن يوم النصر ودور كتائب الشهيد الخويل قال : التاريخ 25/ 5/ 2015 م تاريخ خير علينا كما يبدو في هذا اليوم تم الهجوم على كافة المواقع العسكرية بالضالع بعد اتفاق مع كل قادة الجبهات، وبالفعل كان لكتائبنا دور كبير في عملية التحرير إذ أننا قمنا بالهجوم على قياده اللواء33 والأمن المركزي وشاركنا في عملية تحرير موقع الخزان وكثير من المواقع العسكرية بالضالع مضيفاً: الجميع في الضالع شارك في القتال من طفل وشيخ وامرأة وشباب لقد تحولت المدينة وكل القرى إلى مجهود حربي
يتوقف النصر عند استعادة الدولة
واستبشر أهل الجنوب بنصرهم المخضب بالدماء وبأن قادم الأيام ستكون عليهم بردا وسلاما لكن الاحتلال مجتمع كان قد جند مرتزقته مسبقا وعن هذا الجانب يتحدث القائد البتول بقوله: النصر لا يتوقف عند التحرير فقط ولكن يتوقف عند استعادة الدولة وبنائها فهناك خلايا تابعة للحوافيش في عدن خاصة مازالت تسرح وتطرح دون حسيب أو رقيب إذ أن الخوف كل الخوف ما يصنعونه اليوم وما ينسجون ويحيكون من مؤامرات تتمثل بزرع الشقاق بين أبناء الجسد الواحد، ونحن نرصد كل تحركاتهم وللأسف الشديد بأن هناك من أبناء جلدتنا من ينفذون ما يسعون له بإغرائهم بالأموال مضيفاً: هم يتقاتلون فعلا حتى تسيل الدماء لكنهم يتفقون علينا عندما يتعلق الأمر بالجنوب.
ضبابية المشهد ولد الخوف
كان يستحسن بالتحالف العربي بعد تحرير الجنوب المسارعة باستدعاء الجيش الجنوبي والأمن ودمج المقاومة فيه لما من شأنه قطع الحبل على الفوضويين والخلايا النائمة وعصابات الموت من تنظيم نفسها لكن حدث العكس تم إهمال ما ذكرت آنفا وكانت النتيجة السلبية كما أنه قال: ضبابية المشهد الآني تجاه قضيتنا سواء من قبل التحالف او الشرعية جعلنا متخوفين من القادم المجهول وتمنى البتول لو أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بأن تنظر للجنوب وأهله بعين الإخاء والحليف والشريك في قتال الحوثيين وعفاش وزاد: للأسف الشديد هناك ازدواجية في التعامل معنا كمقاومة ففي الشمال شيء وفي الجنوب لا شيء، فالمقاوم هنا في حاله يرثى لها والجيش كذلك وحتى الوعود التي قطعوها على أنفسهم بدمج المقاومة بالجيش أصبح في خبر كان، وأما إذا تحدثنا عن الحاله المعيشية للمواطن بالجنوب فإن غصة تطبق على حلقي جراء ما آلت إليه الأوضاع فلا يعقل أن مناطق محررة لا كهرباء ولا صحة ولا ماء ولا غاز ولا بنزين أنه عمل يجعلنا نحسبه تآمرا على الجنوب وأهله، ومن المعروف بأن الضالع تحررت قبل ثمانية أشهر ومع ذلك لا كهرباء ولا خدمات صحية أو غيرها، ومع ذلك تآمروا على استحقاقات الجيش والمقاومة ويواصل حديثه: نحن تحملنا الكثير وعانينا ولكن قد ينفد صبرنا ولن نقف مكتوفي الأيدي إزاء تدهور الأوضاع ولاسيما الجانب الأمني كوننا ضحينا بآلاف الشهداء.
للتحالف دينٌ علينا
وأما فيما يخص دعم التحالف العسكري أكد البتول بأن ما قام به التحالف العربي يعد دينا على كل جنوبي يجب تسديده وإن تطلب ذلك الأرواح فلن يكون هناك تردد من قبل أبناء الجنوب.
استدعاء الجيش الجنوبي ودمج المقاومة فيه .. عامل النصر
وبينما كان القائد البتول يتحدث قاطعته موجها له سؤال مفاده تتحدثون عن جميل التحالف كأقوال ويرفضون مشاركة التحالف بالقتال في الشمال فكان رده قائلا: يا أخي نحن لم نرفض وهناك شباب من الجنوب يقاتلون جنبا لجنب مع التحالف ونحن غير مقتنعين لسبب بسيط أن الشباب عنصر غير منظم وهنا أعيد ما قلت كان يفترض استدعاء الجيش الجنوبي صاحب خبره في القتال ومؤهل ويتم دمج المقاومة فيه كعنصر نصر ان شاء الله ولكننا لا ندري من يقف وراء هذا وما هى الفائدة من الإصرار على تهميش الجيش والمقاومة في الجنوب فالأيام القادمة كفيلة لكشف المستور حينها سيكون لنا حديث آخر لم يكن متوقعا، ثم إن عدونا من الاحتلال لا يزال يخلط الأوراق وأن يده تعبث باستغلال قوى وأفراد من الجنوب.
الاعلام بيد الأعداء وكوادرنا مغيبة بفعل فاعل
وانتقد القائد البتول دور الإعلام السلبي تجاه شعب الجنوب وقضيته، بيد أن أصوات أسماها بالنشاز تعد حاقدة لذا تسعى بث سمومها فتراها تشوه بالمقاومة الجنوبية، وقال بأن هناك من يوجه نقده اللاذع لها، يقولون لماذا لم تحرر تعز وإب وعليه أقول بأنهما أكثر سكانا منا أي أن محافظة لوحدها يفوق تعدادها سكان الجنوب وبهذا يغطون عجزهم وفشلهم الذريع لتحميلنا إياه ويا للعجب.
وأبدى القائد البتول تأسفه لاستغلال الإعلام لخلق البلبلة و هكذا وجه نقده بالقول: الإعلام مهنة ومسؤولية تاريخية وصدق وامتنع فلا تميعوه وتابع حديثه: الإعلامي الجنوبي تم تهميشه سابقا وحاليا، وأظهروا الجنوب وكأنه لا يملك اعلاميين مع أن كوادرنا مؤهله ولدينا ما يكفي من كوادر وما يحصل لهذه الشريحة من تجاهل واستغفال كما هو حاصل اليوم في الرياض تم استقدام إعلاميي حزب الإصلاح من الشمال والجنوب وتم استبعاد إعلاميي الجنوب والمناصرين للقضية إلا من أربعة مذيعين في قناة عدن ومع ذلك يسومونهم بالمضايقات كون الفساد هناك طغى من قبل من ينتمون لحزب الإصلاح ممثل بعلي محسن الأحمر و ال الأحمر، وهذا الاستهداف يعد استهدافاً لكل جنوبي منا.
كما أشار البتول إلى أن وزير الاعلام بدلا من تشغيل قناة عدن والإذاعة والصحيفة 14 اكتوبر من عدن يريد انتزاعهن إلى الرياض.
أّلا تتوقفون عن ترديد كلمة الغزو والاحتلال لاسيما بعد التحرر؟
ستظل كلمة احتلال الى ان يرث الله الأرض ومن عليها حتى في حال استعادة دولتنا هذا جانب اما الجانب الاخر هناك لا تزال بعض محافظات الجنوب محتلة كحضرموت ومديرية مكسرات في أبين وبيحان في شبوة مضيفا بأن حضرموت تتعرض لمؤامرة قذرة فقد تم تقاسمها بين الاثنين القاعدة نص وعلي محسن الاحمر نص والخوف كما قال أن هؤلاء سيقتلوننا كما قتل عفاش والحوثي ابناء الجنوب في حال تمكنهم.
خطٌّ متوازي مع التحالف
وعن رضاهم عن الشرعية او عدم القبول بها أجاب البتول بالقول: لا نؤيد ولا نعادي لسبب بسيط أن الرئيس جنوبي ونائبه كذلك فهم من لحمنا ودمنا وارض الجنوب ترحب بكل جنوبي ونحن مستعدون أن نسير مع التحالف بشكل متوازي ومع الشرعية بشكل متوالي الا اننا نريد الاتفاق على الرؤية والهدف القادم للجنوب الا وهو استعادة الدولة
راضون ولكن
وعن قبول القائدين عيدروس وشلال لمنصبيهما في عدن قال: نحن راضون كل الرضاء كونهما قائدين في المقاومة بالجنوب ولهما بصمات في مقاومة الغزو، كما أننا نرحب بتولي كل جنوبي ثائر لأي منصب إن كانت ستدعم استعادة دولتنا وهويتنا وأرضنا وكرامتنا، ودون هذا لا يمكن أن نرضى لكائن من كان.
واختتم حديثه بالتمني لشعب الجنوب بأن يراه حرا كريما في ظل استعادة دولته المنشودة
كما قدم شكره لـ "الأمناء" كأول صحيفة تزور جبهة العرشي.